أنا وحكاية فيلم

> عمر محمد بن حليس:

> ذات مساء على غير موعد، بينما كنت أبحث في الفضائيات لأتابع أخبارها المتنوعة غالبة الكآبة والحزن وأحيانا الرتيبة والمملة والمكررة أحايين أخرى، وقع نظري على اسم لفيلم عربي فأثارني كثيراً.

فقررت أن أشاهده وإلى جواري أبنائي.. الفيلم اسمه «طباخ الرئيس» لعب فيه الفنان خالد زكي دور الرئيس وطباخه الفنان طلعت زكريا، بكل تأكيد أن ملايين شاهدوه.

الفيلم ناقد وهادف بقالب كوميدي بيّن، وأستطيع القول بأنه كشف البطانات المحيطة بالرئيس (خالد زكي)، تلك البطانات التى أبعدته عن جماهير شعبه وصورت له أن الأمور على خير مايرام في المدينة والريف وفي الحياة بمختلف صورها وأشكالها (من وجهة نظرهم) جميلة وسلسلة حتى طبق (الكشري) الذي يباع بخمسة جنيهات (بحسب الفيلم)، قيل له إنه بأقل من نصف المبلغ، ولأنه - أي الرئيس (خالد زكي) - قرر أن يتحرر من بطانته ليرى الحقيقة ويعيش جزءا من الواقع استعان كثيراً بالطباخ (طلعت زكريا) الذي كان معه صريحا وصادقا، لكن الأخير حورب محاربة من رجالات (القصر)، وهُدد مرات بالطرد والعقوبة.

عموما الرئيس (خالد) عندما قرر النزول إلى الناس رأى صورة مغايرة تماماً لما يقال له، وعاش واقعاً غير الذي رسم له.. إن حكاية الفيلم تلك ذكرتها وعشتها عندما شاءت الأقدار أن تتعطل سيارتي البسيطة (هيونداي 2001) وليست (المونيكا) ولا (المرسيدس) ولا غيرها من أرقى الموديلات التى نراها تجوب الشوارع، يقود بعضها أطفال لم يبلغ بعضهم سن الرشد.. وأقول عشتها لأني وجدت نفسي متنقلا على باصات الأجرة (الهايس) أو (الفأر) كما يسمونه، لا يهم، إنما المهم هو أنني لمست مدى المعاناة التى يتسبب فيها البعض، وليس الكل ممن يجلسون خلف المقود لسيارة أو لهيكل سيارة لا تصلح أن تكون في العاصمة الاقتصادية والتجارية (عدن)، سيما ونحن نعد العدة ونطلي سيارات الأجرة الصغيرة (التاكسي) بموديلاتها ومواصفاتها المحددة لاستقبال خليجي (20) في هذه المحافظة الجميلة (عدن)، وإجمالي أو قل أقل ما رأيته وخلصت إليه مايلي، وسأكرر كلمة التبعيض خوفا من حملة تقام ضدي تحرمني ركوبها إذا ما دعتني الحاجة إليها.

-1 الأبواب لا تُغلق فتترك مفتوحة على طول، ربما لتسهيل الصعود والنزول لكن العواقب خطيرة.

-2 النظافة والتنجيد لم يبق منهما أثر، فيضطر بعض الركاب إلى الجلوس على الجرائد أو مشدات، بمعنى أكثر الباص هيكل يمشي على الإسفلت، ناهيك عن أن بعض الكراسي تسندها قوالب (البردين) كي تستقيم!!.

-3 خلصت إلى أن بعض الحوادث التي يكون أحد أطرافها هذه الباصات يعود إلى الحديث عبر الهاتف الجوال أثناء القيادة أو الانشغال بغير الطريق، فضلا عن السباق غير المبرر من قبل بعض السائقين.

-4 تمنيت أن تأتي أية جهة لديها الإمكانية على سحب الباصات أو أشباهها من أصحابها وتثمينها ويكون الثمن بمثابة (قدمة) ليتسنى بعد ذلك استبدال القديم بما هو أحدث وبسعر مناسب، ونكون قد ضربنا عدة عصافير بحجر واحد، كما قيل، وأعتقد أن هناك دولا تعمل بهكذا تجربة، فلنجربها عندنا والموفق ربنا سبحانه وتعالى.

هذه ملاحظات وماخفي كان أعظم، ولمن أراد التأكد عليه أن ينزل ويرى بأم عينيه حقيقة ما أقول.

وتلك هي الخلاصة التي توصلت إليها من مشاهدتي فيلم (طباخ الرئيس)، فشتان بين أن يعيش المرء الواقع ويلمسه بنفسه وبين أن تنقل له تقارير أو أخبار تكون في غالبها بعيدة عما هو موجود أصلا وحقيقة معاشة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى