الشيخ طارق.. ألف ساعة حرب وخمسة عشر عاما معاناة

> أحمد عبدالله امزربة:

> يعتبر البيان المهم للشيخ طارق الفضلي شيخ مشايخ آل فضل الذي أصدره الخميس 2 أبريل 2009م، نصرا جديدا ضمن سلسلة الانتصارات التي حققها الحراك الشعبي الجنوبي السلمي على الساحة السياسية.

لأن انضمام شخصية بثقل وأهمية الشيخ طارق الفضلي على المستوى القبلي والوطني والسياسي يؤكد بما لايدع مجالا للشك صحة الطريق الذي اختاره هذا الحراك المبارك لتحقيق أهداف قضيته العادلة بالتفاف كل شرائح المجتمع الجنوبي بتنوع انتماءاتهم السياسية والفكرية في توحيد الصف والكلمة، حيث لم يتوحد الجنوب في تاريخه كماهو موحد اليوم حول قضيته العادلة.

البيان المهم الذي أصدره الشيخ طارق الفضلي دليل على وعي أبناء الجنوب ورفضهم الأوضاع المأساوية التي يعيشها آباؤهم وأخوانهم وأبناؤهم في ظل سياسة التهميش والإقصاء وطمس الهوية تحت مظلة الثوابت الوطنية التي أطلقتها السلطة ليتم بها الاستيلاء على مقدرات الجنوب وثرواته وتدمير بنيته التحتية، ويؤكد على ذلك جملة من الشواهد نستعرض منها ما كتبه مؤلف كتاب (1000ساعة حرب)، الذي رافق القوات العسكرية في 94م ليسجل لحظات الانتصار في حرب اجتياح الجنوب عسكريا، حيث كتب في صفحة 112 و113 في كتابه الجزء الأول الطبعة الثانية المنقحة ما نصه:(على الرغم من هول الموقف في أسبوع 13 يناير 86م في عدن إلا أنني أقرر أن تلك الأحداث كانت بمثابة جواز سفر للرحيل إلى دولة الوحدة، وكان ضرورة لابد منها - ضع خطا أحمر تحت هذا الجملة- لرحيل التشطير البغيض كما كان يوم 7 يوليو 94م هو يوم الوحدة اليمنية الصحيحة) وهنا ضع خطين وألف علامة استفهام، كما زاد المؤلف :(وكانت نتائج تلك التصفيات واعتكاس الخارطة السياسية في عدن هي المؤثر الأكبر في إزاحة شخصيات إجرامية بعضها إلى القبر وبعضها إلى خارج السلطة، وما كان للوحدة اليمنية أن تتحقق، في ظل وجودهم على قمة السلطة أو الحياة إلا أن يشاء الله)؟!، وأردف قائلاً:(أما إذا عدنا إلى الوضع السياسي في العاصمة صنعاء فقد كان يعيش أياما غامرة بمشاعر السعادة والهدوء بالنسبة للرئيس علي عبدالله صالح لأسباب ساقها القدر لخدمة حكمه) انتهى كلام المؤلف.

من خلال قراءة السطور السابقة لمؤلف الكتاب وتحديدا ما جاء حول أحداث يناير وأنها كانت ضرورة لابد منها لصالح الشمال، يؤكد أن حكومة الشمال لها يد في إشعال هذه الحرب المأساوية كما كان لها في الصراعات الجنوبية التي سبقتها، وما 22 مايو إلا تتويج لجملة من الحسابات السياسية التي وقع فيها أبناء الجنوب، وإن طرفي الوحدة كلاهما لا يحمل أي مشروع وحدوي وطني يعبر عن تطلعات وآمال أبناء الشعبين في الشمال والجنوب، وفي الوقت الذي أظهر فيه كتاب (ألف ساعة حرب) الحقيقة الغائبة تحت ركام نار تلك الألف ساعة، فإن التاريخ قد أظهر بما لايدع مجالا للشك أن ألف ساعة حرب أنتجت خمسة عشر عاما معاناة، وهذا ما تنبه له أبناء الجنوب في إعلانهم مبدأ التصالح والتسامح ليكون نقطة الارتكاز لنضالهم السلمي الذي حقق سلسلة من الانتصارات كان آخرها وليس أخيرها البيان المهم للشيخ طارق، وبيان أبناء شهداء ثورة 14 أكتوبر الذي قطع الطريق على النباشين الذين أرادوا استخدام ملفات الماضي وسيلة للوصول لغاياتهم الخاصة، والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت الجنوبية.

وليلة النور نعطيها على أطوالها

وليلة الشر باتجزع كما كل ليلة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى