تهدف إلى إخماد «حراك الجنوب» وترسيخ الوحدة.. وكونها مدينة مفتوحة ومتمدنة.. مشاورات لنقل العاصمة إلى عدن

> صنعاء «الأيام» عن «الوقت»:

> أوردت صحيفة «الوقت» البحرينية الصادرة أمس تقريرا من صنعاء جاء فيه:«كشف مصدر رسمي يمني مطلع لـ«الوقت» عن مشاورات على مستوى رفيع في الدولة لنقل العاصمة اليمنية صنعاء إلى مدينة عدن جنوب البلاد.

وقال المصدر إن توجها رسميا بنقل العاصمة صنعاء إلى عدن بهدف إخماد الحراك الجنوبي والقضاء على دعوات الانفصال، واستباقا لشبح نضوب الماء الذي يهدّد العاصمة صنعاء.

وحسب المصدر فإن نقاشات واسعة داخل النخبة الحاكمة بشأن هذه الخطوة، خشية من مخاطر تهدّد استمرار مدينة صنعاء كعاصمة بسبب موقعها المحاط بالجبال والذي يمنع من تمدّد المدينة في ظل التزايد السكاني المتصاعد، ناهيك عن التهديدات الرسمية والدولية بنضوب المياه في حوض صنعاء.

وسبق لعدد من السياسيين والأكاديميين أن طالبوا بنقل العاصمة صنعاء إلى عدن بهدف ترسيخ الوحدة اليمنية التي تواجه بعض المشكلات، ناهيك عن إسهام مدنية عدن في إيجاد دولة يمنية حديثة ومدنية. ولا يخفي الساسة والمهتمون في اليمن خشيتهم من التواجد القبلي المسلح والكثيف والذي يحيط بالعاصمة صنعاء من مختلف الجهات ويكلف نظام الحكم كلفة مالية كبيرة للحماية الأمنية. ويرون في التواجد القبلي عائقا أساسيا أمام إيجاد الدولة اليمنية الحديثة، خصوصا مع بروز دور القبيلة حديثا على حساب مكانة، ودور الدولة. ويأتي اختيار مدينة عدن العاصمة السابقة لدولة اليمن الديمقراطية الشعبية قبيل الوحدة اليمنية في العام 1990 كبديل للعاصمة الحالية صنعاء بسبب الموقع المهم لمدينة عدن المستوى الممتد من سواحل محافظة أبين وحتى لحج والضالع، ناهيك عن الدلالة السياسية لمدينة عدن كمدينة مفتوحة ومتمدنة، ترمز لدولة الجنوب سابقا. ويرى متابعون أن هذه الخطوة ستسهم في تعميق معاني الوحدة اليمنية ومواجهة دعاوي التهميش والإقصاء التي يرى البعض أن الجنوب تعرض لها عقب الحرب.

وتشهد المحافظات الجنوبية في اليمن حراكا سلميا متصاعدا منذ ما يقارب الثلاث سنوات تطور إلى مواجهات في عدد من المدن مع القوات الأمنية راح ضحيتها العشرات من المواطنين والجنود. ويعدّ هذا الحراك نتيجة بارزة لحرب صيف 94م بين النظامين في الشمال والجنوب والتي انتهت بانتصار النظام في الشمال وإقصاء الجنوب وعدد من موظفيه المدنيين والعسكريين من وظائفهم. ويشعر الشارع الجنوبي في اليمن بالتهميش والإقصاء لصالح مسؤولين محسوبين على المحافظات الشمالية، ما دفع بالبعض للمطالبة بتقرير المصير والانفصال، كما يشكون من المركزية الشديدة للدولة في صنعاء والتي تربط كل المعاملات والهيئات الحكومية بالعاصمة صنعاء

فيما تعتبر السلطات أصحاب هذه الدعوات بأنهم ممن فقدوا مصالحهم في مؤامرة الانفصال التي فشلت في العام 94، وأنهم يتلقون الدعم المادي اللوجستي من قيادات لليمن الجنوبي سابقا اللاجئين خارج اليمن منذ الحرب الأهلية منتصف العقد الماضي بهدف تعكير السلم الاجتماعي والسكينة العامة.

ويعترف معارضون وأكاديميون بوجود مخاطر حقيقية تهدد الوحدة اليمنية بسبب سياسة الإقصاء والتهميش التي تعرضت لها المحافظات الجنوبية عقب الحرب، معتبرين أن الإطاحة بتلك المخاطر لن تكون إلا بتحقيق الشراكة الوطنية، والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية.

يشار إلى أن صنعاء هي العاصمة التاريخية والسياسية لليمن فيما تعد عدن العاصمة الصيفية والتجارية حاليا».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى