مسيرة الغضب لأبناء ردفان تفرض أمرا واقعا

> الشيخ محمد هادي شوبه:

> إن ماضي أبناء ردفان يذكرنا بحاضرهم اليوم وأنهم لم يكتسبوا الشجاعة بل ورثوها من الآباء والأجداد وعليه ساروا للأبد. لقد عرفنا وعرفت بريطانيا العظمى شجاعة أبناء ردفان.

الذين هزموا أسطورة جيشها بكل ترسانتها العسكرية، وظلوا يقاتلون من جبل إلى جبل كالنسور لمطاردة الإنجليز، وقد عرفوا أبناء ردفان بشجاعتهم وأخلاقهم العالية، الذين لم يتعالوا على أحد ولا يقبلون التطاول على كبريائهم، واليوم يعيدون تاريخهم من جديد لمواجهة كل التحديات، وفي هذا السياق يستغرب المرء ما يحصل اليوم من قبل قوات النظام لضرب الشباب الذين خرجوا من مدارسهم معبرين سلمياً عن استنكارهم الممارسات الخاطئة من قبل قوات الظلم والاستبداد، التي صرعت عشرات القتلى والجرحى من دون تمييز بكافة الأسلحة ومسيلات الدموع التي سببت اختناق النساء والأطفال من دون أي وازع إنساني.

وإذا كان سفك دماء الأبرياء يذهب من دون حساب وعقاب فماذا ننتظر من الشفقة والرحمة لهذا الوطن الذي يدعون مسؤوليتهم عنه؟ إذا كان القتلى والجرحى من حفدة المسؤولين ماذا يكون الأمر عندهم هل يضيق بهم الحال ويتخذون ماهو أشد من ذلك أم يسامحون بأولادهم إكراماً للمعتدي. إن ما يحصل اليوم يظهر الحقد الدفين في قلوب الذين يتباكون على الوحدة، بل ليس على الوحدة وإنما على الثروة والمغانم الأخرى، واليوم يتكرر الأمر مرة أخرى في ردفان من قتل وجرح وسجن.

إن ما يحصل اليوم قد حصل بالضالع والصبيحة وعدن وحضرموت وبقية المناطق الأخرى المرشحة لذلك، وهذا كله لم يخف الأبطال الذين يقدمون صدورهم بكل شجاعة للموت ولا يخافون.. تحية لأبناء ردفان ولكل المناضلين الشرفاء المدافعين من أبناء الجنوب.. إن الظلم والقهر زائل لا محالة مهما كان وزنه.. والله الهادي للحق والصواب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى