الضابط السابق في الجيش العراقي جهاد فليح جريح لغم في قبرص

> لارنكا «الأيام» جاك كليمان:

> لم يصب الضابط السابق في الجيش العراقي جهاد فليح في معركة قط.. لا في الحرب العراقية الإيرانية، ولا في اجتياح 2003 لكن جروحه ناجمة عن لغم قديم، انفجر به عند دخوله خلسة إلى قبرص.

فمقابل 30 ألف دولار نقله مهربون مع زوجته شذى وصبيته الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وعشر سنوات من سوريا إلى الجزيرة المتوسطية الصغيرة.

لكنهم تركوهم على الرصيف أمام مدخل مستشفى في لارنكا (جنوب).. وكان جهاد فليح شبه غائب عن الوعي، وساقه اليمنى ممزقة.

وروى لوكالة فرانس برس في شقته في لارنكا «علمت منذ البداية أنني بين يدي مافيا، وأن الأمر محفوف بالمخاطر».

وأضاف «لم يكن لدي خيار.. اضطررت إلى مغادرة سوريا.. كانت مسألة حياة أو موت».

وما زال العراقي ذو الشارب الكث في طور المعافاة بعدما أمضى الأشهر الأربعة من حلمه الأوروبي طريح سرير مستشفى.. وتم إنقاذ ساقه بمبادرة من الرئاسة القبرصية التي أمرت بنقله إلى عيادة في نيقوسيا كفيلة بعلاجه بلا بترها.

واعتبر الجنرال السابق في الحرس الرئاسي في نظام صدام حسين أن الوضع تغير في أبريل 2003 مع سقوط الرئيس السابق.

فالعسكري السني التكريتي (شمال) على غرار صدام، كان يملك في ظل النظام «ثلاث شقق وأربع سيارات» وحياة الرفاهية التي نعم بها من تمتع بحظوة الرئيس وكان وفيا له.

بعد الاجتياح الأميركي، نجا فليح من محاولتي اغتيال إحداهما بعبوة تحت سيارته قتلت فيها ابنته أمام عينيه.. لذلك توجه إلى المنفى في دمشق عام 2004 فرارا من تصفية الحسابات.

مع نهاية 2008، بدأت مدخراته بالتضاؤل فقرر الاتصال بشبكات الهجرة السرية.. اختار قبرص، لأنها الوجهة الأوروبية الاقل كلفة مقابل خمسة آلاف دولار للشخص الواحد, وأضاف «طلب المهربون ضعفي المبلغ لنقلنا إلى فرنسا أو إيطاليا».

في الثاني من ديسمبر استقلت العائلة حافلة إلى انطاكية، جنوب تركيا.. وهناك حصلوا على مؤشرات دخول وبطاقات سفر لطائرة متجهة إلى الشطر الشمالي من قبرص الخاضع لاحتلال تركي وأعلن استقلالا لم تعترف به إلا أنقرة، الأمر الذي تستغله المافيات كافة.

عند الوصول في الرابع من ديسمبر إلى مطار أرجان في شمال شرق نيقوسيا هدد المهربون العائلة بفضحها في حال لم تسدد خمسة آلاف دولار إضافية.

وبعد محطة وجيزة في منزل تخلوا فيه عن أمتعتهم، نقل الخمسة مساء إلى جانب مهاجرين عراقيين آخرين إلى كوخ محاذ للمنطقة الفاصلة بين شمال الجزيرة والجمهورية القبرصية جنوبا.

وروى «طوال ثلاث ساعات، سرنا خلف باكستاني (...) اجتزنا ثلاثة صفوف من الأسلاك الشائكة».

وأفاد بأنهم كانوا على بعد مئات الأمتار من المنطقة المقصودة عندما انفجر اللغم.. وأصيب بجروح خطيرة في الساق، فيما كانت إصابة زوجته أقل خطرا.. وأصابت الشظايا ابنه علي الأصغر سنا في الرأس.. أما «الباكستاني» فلاذ بالفرار.

وأفاد فليح بأنه تمكن من الوصول إلى طريق، زحفا، فيما جره العراقيان الآخران.. هناك كان عناصر من شبكة التهريب بانتظارهم، ونقلوهم إلى مستشفى في لارنكا.. اليوم، ما زالت ساقه وكعب قدمه المشوه يؤلمانه كثيرا.. لكن حادثته عادت عليه بدراسة سريعة لوضعه.

وحصلت العائلة التي استقرت في منزل قرب مطار لارنكا على إقامة مدتها ستة أشهر بانتظار قرار حول طلبها اللجوء السياسي.. ويقسم فليح الذي لم يخبت انتماؤه إلى صدام حسين قط أنه لن يعود إلى العراق على الإطلاق «حتى لو أجبره قانون على ذلك».

لكنه يحلم بمشاهدة «البندقية وبرج إيفل». أ ف ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى