في بيان لجبهة التحرير بعد اجتماع بحضور مندوبين من جميع المحافظات الجنوبية:الوحدة اليمنية يتم إجهاضها وخنقها من قبل القوى المتنفذة المشبعة بالطائفية والمناطقية ويجعلونها ستارا يتمترسون وراءه وتشكيل حكومة إنقاذ وطني توافقية و إعادة الأراضي والممتلكات التي تم نهبها إلى أهلها

> عدن «الأيام» خاص:

> عقد بعد ظهر أمس الخميس اجتماع موسع لحزب جبهة التحرير في مقره بمنطقة القاهرة بالشيخ عثمان محافظة عدن، برئاسة الأمين العام الأخ صالح عبدالله الصائل وبحضور مندوبين من المحافظات الجنوبية كافة.

وخرج الاجتماع ببيان حول الأوضاع التي تعيشها المحافظات الجنوبية، فيما يلي نصه:

«إننا اليوم نلتقي في محافظة عدن الباسلة ويحدونا الأمل أن نخرج من هذا الاجتماع الطارئ والمهم بقرارات حاسمة في تاريخنا الأبيض والناصع البياض، مهما قللوا من شأننا ومهما تآمروا علينا».

وأضاف البيان: «أيتها القيادات والرموز في حزبنا.. إن شعبنا قد عهد منكم وفيكم الوفاء، فلا تخذلوه وكونوا كما عهدكم صادقين مع الله أولا ثم مع شعبكم وأمتكم، وإننا اليوم نلتقي لنقول كلمتنا ورأينا وموقفنا السياسي في كل ما يدور ويحدث في وطننا الحبيب الغالي.

نقول كلمتنا وكلنا جراح دامية، نقول كلمتنا بمرارة شديدة مما عانيناه ونعانيه حتى يومنا هذا، إن المؤتمر الشعبي العام قد نكث بكل العهود والمواثيق التي قطعها على نفسه لجبهة التحرير، هذا الحزب الذي بذل ما بذل من الضحايا ولم يبخل في سبيل هذا الوطن اليمني الكبير، وكنا معا في الشر فقط أما الخير فهو لهم وحدهم، وقد حملنا الهم معا ولكن كلما دانت الأمور للمؤتمر الشعبي العام يقطف الثمار لوحده ويرمي وراءه بكل شيء ولا يتذكر حلفاءه أبدا إلا إذا جاءت الأخطار والشرور.

لقد شارك حزبنا في جميع الحروب وكان وفيا وكان رجاله في المقدمة يواجهون الموت والأخطار، وقد كان الأمل يراودنا أن أية حكومة يتم تشكيلها ستقوم بواجبها ورعايتها لنا وإذا بنا لا نرى إلا مزيدا من الحقد والجحود لدورنا ومواقفنا، بل أنهم بدأوا يتآمرون على حزبنا وكل قيادي في المؤتمر يريد أن يتبنى جناحا في حزبنا لقد سمموا الحياة السياسية في الوطن ولم يراعوا حرمة لحزب عقد مؤتمره الرابع بنجاح وخرج بقيادة جديدة ولم نستكمل بقية الهيئات للحزب نظرا لضيق الوقت فتم تأجيل اختيار الهيئات حتى انعقاد المؤتمر التكميلي وسنمضي على هذا الطريق مهما كانت العراقيل».

واستطرد البيان: «لقد تقدمنا بسبعة وخمسين طلبا إلى الأخ الرئيس لمقابلة قيادات ورموز الحزب بالفاكس وعبر أياديه الموثوقة ورفض مقابلة أية قيادة منا، مع العلم أنه قد فتح بابه لمقابلة كل الناس ما عدا قياداتنا ورموزنا، ولا ندري ما هو السبب، نحن من جانبنا نرفض رفضا قاطعا التدخل في شؤون حزبنا، ويجب أن يفهم الجميع أننا لا نقبل أن تشكل لنا ولحزبنا قيادة يختارها الآخرون على هواهم ومزاجهم، لقد تمادوا وتطاولوا علينا ولم يوقفهم أحد من هذه التدخلات وهم يريدون إخضاعنا للإملاءات وقبول ما لم يقبله أحد فرفضنا كل تدخل في شؤوننا الداخلية مطلقا.

لقد أعطانا الأخ الرئيس أوامر صارمة في تقديم الدعم اللازم لهذا الحزب وأنشطته وصحيفته وفتح مقراته وطبع أدبياته، ولكن رجال الله ميعوا كل أوامر الرئيس التي لها أكثر من سنة ولم ينفذوا منها شيئا، ولم نخرج منها إلى طريق، والكل أجمع على أنها كذبة وحقنة تهدئة متفق عليها للموت البطيء لكل قيادات ورموز هذا الحزب العملاق، ونحن بدورنا صبرنا فلم يلتفت إلينا أحد وبدأت القيادة السياسية توزع الأراضي والفلل والميزانيات والسيارات لمن هب ودب وتم حرمان رجال جبهة التحرير من أبسط الحقوق، فمات البعض منا غبنا وقتلا وتشريدا، حتى أصبح ذوو الميت منا لا يجدون ثمن الكفن، ومرضانا يموتون على الأسِرَّة ولم يجدوا ثمن الدواء ولم يرعهم أحد إلا الله، كما أن أولادنا لا يحصلون على المنح الدراسية والعلاجية ولا الوظيفة حتى تيقن الجميع في حزبنا أن هناك مخططا كبيرا للقضاء على وجودنا تدريجيا من قبل فئة حاقدة على شيء اسمه حزب جبهة التحرير، لأن هذا الاسم يزعجهم ويقلق راحتهم ولا يضمنوا البقاء إلا بالقضاء على هذا الاسم، فهل هذه هي الوحدة التي ناضلنا من أجلها وقدمنا في سبيلها الغالي والنفيس؟! وهل هذا هو الحلم العظيم الذي كنا نأمله ونرجوه؟، لقد تم تشويه الوحدة وتم تجريدها من كل القيم والأخلاق، ونقر ونعترف بأنه لم يبق من الوحدة إلا اسمها».

ومضى البيان بالقول:«نؤكد هنا أن شعبنا في الجنوب قد سلب من كل حقوقه وكره الوحدة بقدر حبه لها عندما تحققت، فهو لم يلمس الإخاء الحقيقي ولم يتذوق حلاوة العدل والمساواة ولم يرعاه القانون المقر في الدستور اليمني، وتم الإقصاء والتهميش لكل الكوادر الجنوبية بمختلف مشاربها وأطيافها السياسية حتى أصيبوا بالإحباط وتيقنوا تماما أن الظلم لن يزول ولن ينتهي إلا بالمواجهة العلنية والعداوة التي لم نعهدها للنظام الحاكم الذي لم يتراجع عن أخطائه بل أنه يتمادى في الغطرسة ويرتكب المزيد من الأخطاء التي تمثلت في السلب والنهب والهيمنة واستخدام القوة المفرطة ضد شعب أعزل خال من السلاح، وهذه الطريقة العشوائية جلعت أبناء الجنوب يتقاربون تلقائيا ويتحدون في الرؤى بدون لجان تحضيرية ولا وساطات.. وحزب جبهة التحرير اليوم لن يكون بمنأى عما يجري في البلاد من فتن ومؤامرات وتمزيق واحتقانات تسبب فيها عابثون ومفسدون على عدد أصابع اليد، ولا يستطيع أحد إيقافهم أو محاكمتهم أو حتى تحجيمهم لأنهم هم من تسبب في هيجان الشارع الجنوبي، وحزب جبهة التحرير اليوم مطالب بصحوة ضمير بصوت عال ومدو في وجه هذا العبث وأرباب الفساد، وعليه أن يقول كلمة الحق ولو كانت مرة».

ومضى البيان بالقول: «إن حزب جبهة التحرير يعلن وقوفه التام مع الحراك الجنوبي السلمي حتى تنصاع القيادة السياسية والحكومة لتلبية مطلبها وبدون تسويف أو تلكؤ، كما أن حزبنا يشجب العنف تحت أية ذريعة من أي طرف أو رفع شعار الحفاظ على الوحدة اليمنية، فالوحدة اليمنية الآن يتم إجهاضها وخنقها من قبل القوى المتنفذة والحاقدة المشبعة بالطائفية والمناطقية، وجعلوا من الوحدة ستارا يتمترسون خلفه للانقضاض على كل ما هو جميل وإنساني».

وجاء في البيان: «إن حزب جبهة التحرير يتقدم بما يراه حلا عادلا للحفاظ على آخر أمل نراه يحفظ للوحدة اليمنية البقاء والاستمرار لعل أحدا يستجيب لنا من العقلاء لقطع الطريق على من يريد تمزيق اليمن وإدخالها في نفق مظلم. إننا نطرح هذه الحلول كمبادرة قابلة للإضافة أو التعديل لما يخدم الوطن وهي:

أولا: يتم تشكيل حكومة إنقاذ وطني توافقية بمشاركة جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية والشخصيات السياسية في الداخل والخارج، وأن تعطى لهذه الحكومة الصلاحيات الكاملة والشاملة لإدارة شؤون البلاد لفترة زمنية يتم التوافق عليها.

ثانيا: أن يتم الإفراج الفوري والعفو العام عن جميع السجناء والمعتقلين.

ثالثا: إعادة الأراضي والممتلكات التي تم نهبها إلى أهلها وملاكها الأصليين وتعويض ورد الاعتبار لمن قتل أو جرح أو سجن وهو يدافع عن أرضه وحقوقه.

رابعا: أن يتم القبض على كل المتسببين في ما وصلت إليه البلاد من احتقانات وعداوات أوصلت الوطن إلى طريق الهاوية بل ومحاكمتهم علنا حتى تهدأ النفوس، وأن تبدأ الدولة بالتطهير الشامل والحقيقي في جميع مرافق الدولة، وأن تكشف عن أوكار الفساد وتسليمهم للعدالة إذا أردنا الحفاظ على وحدة شعبنا وأمتنا لأن الوحدة هي طوق النجاة وهي الحصن الحصين لكل الشرفاء في وطننا الكبير».

واختتم البيان بالقول: «إن حزب جبهة التحرير قد قدم هذه المخارج حفاظا على الوطن من الانزلاق في المجهول، ويعتبرها مبادرة قابلة للتعديل أو الإضافة بما يخدم اليمن ووحدته، ونحن نعلم علم اليقين أن هناك متكبرين سيسخرون من مبادرتنا هذه، وهناك أيضا عملاء ومندسون لا يريدون الخير لليمن، والحديث الشريف يقول: «من استعان بغير الله أذله الله».. مصير اليمن يتحدد بأهله هذا ما توصلنا إليه، وفي حال عدم الاستجابة لما طرحناه سيكون لحزبنا موقف آخر سيتحدد في ضوء ما نراه على الأرض، وعندها سنعلن موقفنا النهائي عبر وسائل الإعلام اليمنية والعربية والأجنبية من خلال عقد مؤتمر صحفي سيتم تحديده لاحقا».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى