> يافع «الأيام» صلاح القعشمي:

من المسيرة والمهرجان الحاشدين في يافع أمس
ونظم المحتشدون مسيرة سلمية انطلقت من منطقة الفرزة مشيا على الأقدام وهم يحملون اللافتات المعبرة عن القضية الجنوبية كقضية سياسية بامتياز ورددوا الهتافات والزوامل الشعبية المعبرة عن استمرار نضالهم السلمي ورفض عسكرة مدن ومناطق الجنوب والاعتقالات بحق أبناء الجنوب، وقمع المسيرات والمهرجانات السلمية .
وتوقفت الجماهير في الساحة المخصصة للمهرجان الذي افتتح بكلمة ألقاها الناشط عبدالعزيز المنصوري باسم اللجنة التحضيرية للمهرجان أشار فيها إلى «أن الثورة التي نهض بها أبناء الجنوب ليس من أجل مرتب تم إيقاف صرفه أو أرضية نهبت بل إنها من أجل ثروة شعب شاسعة تمتد حدودها من أقصى المهرة إلى باب المندب». وأضاف:«إننا في يافع ومن كل مكونات الحراك السلمي قد ارتأينا أن نكون كيانا جنوبيا موحدا وكان لنا شرف السبق في توحيد مكونات الحراك الجنوبي وندعو كل الجنوبيين إلى التوحد والاندماج ، وعلى الجميع ان يساهم في إجبار كل القيادات الجنوبية على التوحد وليعلموا بأن قواعد الحراك متوحدة في كل الجنوب وعليهم أن يعلموا أنهم إذا لم يتوحدوا فإن عليهم البحث عن جماهير تتبعهم في غير مناطق الجنوب».

وألقى الناشط السياسي والبرلماني د.ناصر الخبجي، كلمة الضيوف قال فيها :«إننا نحن أبناء الجنوب لن ننتصر ولن نكون إلا متى ما كنا صوتا وفريقا واحدا يضمنا إطار واحد ودون ذلك فإنه لن يكون إلا خادما للسلطة ومخططاتها الهادفة إلى تفكيك الحراك وتأخير انتصار قضيتنا قضية الجنوب».
وخاطب الجماهير بالقول:«إن السلطة تحاول أن تستهدف الحركة الثورية الجنوبية التي أنتم جزء لا يتجزأ منها ولكم دور كبير في انطلاقتها وقدمتم الكثير من التضحيات ومازال عطاؤكم متجددا وما هذا المهرجان اليوم إلا خير دليل على حيويتكم ونشاطكم وإيمانكم بانتصار قضيتكم، فأنتم من يحمي هذه الثورة ويدافع عنها حتى تنتصر لأهدافها، وكي تحقق أهداف الحرية والتحرر يجب علينا أن نتحرر من الذات والأنانية والشكوك والتخوين ونتحرر من الخطأ الانهزامي ونطور خطابنا لمواجهة أعداء القضية وأعداء الحراك السلمي».
تلا ذلك كلمة ألقاها الشيخ الجليل عبدالرب أحمد النقيب نقيب يافع عبر فيها عن تقديره واحترامه موقف أبناء الجنوب وتفعيلهم هذا الحراك السلمي والتفاف الجميع حول قضيتهم وأهدافها السامية.

وتليت في المهرجان برقية مرسلة من الكاتب فاروق ناصر علي جاء فيها :
«السلام على الحاضرين جميعا يا أبناء الجنوب وأنتم اليوم داخل يافع انصتوا لكل الكلمات كي يتوحد المعنى مع السامع، منا جميعا تحية عهد وقسم ووفاء لكل شهداء وجرحى الجنوب بصفة عامة وردفان الأبية وهي أيضا أرض التضحيات الجسام بصفة خاصة.. لكل شهداء وجرحى الجنوب نقسم أن الدماء الطاهرة لن تذهب هدرا.
لن أطيل الحديث لأن الأمور واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، وهؤلاء الذين ينهبون وطننا لا يعرفون شيئا عن تاريخ الجنوب ورجاله الأحرار البواسل ولا يفقهون أن الحق المغتصب في كل زمان ومكان منذ فجر التاريخ يعود دائما لأهله سواء جاء بطواعية أو بالقوة وميعادنا بدأت تباشيره في الأفق والعاصفة الجنوبية تزداد بانضمام الرجال الذين عاهدوا الله على نصرة أهلهم وما كذبوا.. رجال سوف يقوى بهم الحراك الجنوبي فمرحبا بالشيخ طارق الفضلي والشيخ عبدالرب أحمد النقيب وكل الآخرين وليعذرني من لم أذكر اسمه لكن وجودهم معنا يزيدنا التحاما وقوة لذا أقول أهلا بكم يا أصحاب المعادن الأصيلة فبكم سوف نكون كالبنيان المرصوص.

وأضاف:«نحن نسعى للنضال السلمي برغم القتل والقمع للمسيرات من قبل الأجهزة الأمنية ومازلنا متمسكين بهذا النضال .
وفي الأخير أقول لله دركم يا أبناء (يافع) بتوحيدكم كل مكونات الحراك داخل يافع.. وهذا التوحد صمام الأمان لكل الحراك وأتمنى أن تحذو بقية محافظات الجنوب حذو يافع».وقد قام عدد من الشعراء بإلقاء قصائد شعرية
وفي المهرجان أعلن عدد من المشايخ في يافع انضمامهم إلى الحراك السلمي الجنوبي ومنهم الشيخ يحيى محمد قاسم الخلاقي شيخ منطقة خلاقة بمديرية الحد والشيخ محسن صالح علي العربي شيخ مشايخ الشرفي سدس مكتب الضبي والشيخ ناصر أحمد صالح عوذلي شيخ آل عوذلي بوادي دان بالحد والشيخ يوسف عبدالله بن عتيق شيخ القعيطي والشيخ عبدالله أحمد سالم المرشدي والشيخ أحمد سالم أحمد المرشدي والشيخ صالح عبدالله صالح طويرق والشيخ حسين أحمد عبدالله علاية والشيخ صالح علي محمد بن ناجي والشيخ محمد صالح بن سالم معوضة والشيخ سالم حسن عبدالله بن داود عمر والشيخ علي أحمد عبدالله بن فليس والشيخ حسن محمد صالح بن الحاج والشيخ عبدالله صالح بن وهاس شيخ مشايخ ذي حور بلبعوس والشيخ ثابت سعيد الحكمي شيخ قبائل السالمي بالمفلحي والشيخ علي عمر الصلاحي والشيخ عمر يوسف شيخ قبيلة آل يوسف الحضارم - داود والشيخ محمد عبدالرحمن الدغفلي والشيخ محسن أحمد علي الجشعاني والشيخ محمود عفيف أحمد والشيخ محمد قحطان قاسم بن مجلي وعدد من مشايخ القبائل في مكاتب يافع.
وتلقى المهرجان عددا من برقيات التضامن والتأبين من عدد من المهاجرين في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية ومن د. عبدالرحمن الوالي والمحامي يحيى غالب الشعيبي وأحمد القمع وعلي هيثم الغريب.
وصدر في ختام المهرجان بيان -تحصلت «الأيام» على نسخة منه - جاء فيه :«يا أبناء الجنوب الأحرار 15 عاما وأرضنا وثرواتنا تستباح.. 15 عاما ولم تتوقف معركة الجنوب مع الجهل والتخلف وطوال هذه السنوات كان الجنوب صابرا ولم يتخل عن تراثه المشرف والمضيء ولم يقبل أن يكون للتاريخ عليه من لوم أو عتب وهو ذلك التاريخ الذي تسطر أحرفه نضالات الشعوب ضد القهر والظلم والاستبداد فهذا هو التاريخ الذي يعرفه الجنوب ويكتبه أبناؤه.

وتابع البيان :«إن الأبطال قبل استشهادهم يطالبونكم بتوحيد مكوناتكم ونضالكم فكونوا اليوم بحجم الآمال كما كنتم بحجم البطولة ونحن هنا في يافع وبعد أن أعلنا عن توحيد مكونات الحراك الجنوبي نتوجه إلى كل المناضلين في الداخل والخارج الذين عبروا عن تضامنهم معنا بخالص الشكر والتقدير وبدرونا نطالب جميع مشايخ الجنوب الذين أعلنوا انضمامهم إلى الحراك الجنوبي توحيد صفوفهم باعتبارهم مرجعية اجتماعية وقبلية هامة».
وطالب البيان السلطة بسرعة سحب جميع الوحدات العسكرية المتمركزة في جبل العر بيافع «كون هذه المنطقة تعتبر منطقة سياحية وليست عسكرية». واستنكر «الاعتقالات بحق الناشطين السياسيين في الجنوب والتي كان آخرها اعتقال الناشطين أحمد بامعلم وقاسم عسكر جبران وفادي باعوم .
واختتم البيان :«إننا وفي هذا الاحتفال التاريخي الذي يمثل كل أبناء الجنوب من المهرة إلى الضالع والصبيحة نعلن عن وقوفنا إلى جانب صحيفة «الأيام» وناشريها في وجه مايتعرضون له من محاكمات كيدية موجهة ضد «الأيام» والتضامن مع السجين أحمد عمر العبادي المرقشي ونطالب بضرورة تفعيل ملتقيات «أنصار الأيام» في ربوع مدن الجنوب وقراها . ونحن نقيم هذا المهرجان لا يسعدنا أن نوجه التحية إلى الشيخ طارق الفضلي ونرحب بإعلان انضامه إلى الحراك الجنوبي الذي لم يكن مفأجأة فالشيخ طارق كان يعيش مع القضية الجنوبية ويحس بألم أبناء الجنوب كما نحيي الشيخ عبد الرب النقيب نقيب يافع وهو الشيخ الذي قاد مسيرة التصالح والتسامح في يافع قبل أعوام من اليوم وهو ماشكل الوجع الأكبر الذي أصاب السلطة، كما نحيي إخواننا أبناء الجنوب في السلطة الذين لايخفى على أحد سعيهم الدائم لثني السلطة عن ممارسة المزيد من الانتهاكات بحق أبناء الجنوب ونعاهدهم أن لهم مكان محفوظ في قلوبنا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .
وتحية أخيرة لأبناء ردفان الذين رسموا اسم ردفان بأحرف من دماء وشرف ومنحوا الجنوب كل الجنوب مكانا للشموخ والعزة فتحية وفاء لكل الشهداء والجرحى والمعتقلين ونعاهدهم بأن دماءهم وبطولاتهم لن تذهب هدراً».