مواجهة بين قوة من الأمن المركزي وشرطة النجدة وطلاب مدرسة بعتق

> عتق «الأيام» خاص:

>
صورة من المواجهة بين الطلاب والأمن المركزي وشرطة النجدة أمس
صورة من المواجهة بين الطلاب والأمن المركزي وشرطة النجدة أمس
شهدت مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة أمس الأربعاء مسيرة غاضبة لتلاميذ مدرسة الوحدة للتعليم الاساسي من مقر المدرسة إلى مكتب التربية والتعليم بالمحافظة مطالبين باعادة مدير مدرستهم إلى منصبه وإلغاء قرار تنحيته.

وفي طريقهم من المدرسة متجهين صوب مكتب التربية والتعليم قام التلاميذ برمي سيارات الأمن - بشكل خاص - بالحجارة وكذا أفراد حراسات مبنى ديوان عام المحافظة وبنك التسليف والنيابة العامة مما أدى إلى إصابة أحد الجنود إصابة بسيطة وإلحاق أضرار بعدد من السيارات الخاصة.

وعند وصول التلاميذ إلى مكتب التربية والتعليم رموا أفراد حراسة البوابة بالحجارة محاولين دخول المبنى، وقد رد الحراس باطلاق النار الكثيف في الهواء وقاموا بتعزيز الحراسة بعدد من الأطقم العسكرية باشرت في تفريق التلاميذ واعتقلت عددا منهم جرى الإفراج عنهم في وقت لاحق.

كما قامت قوات من النجدة والأمن المركزي باحتجاز الزميل صالح مبارك حقروص، المحرر الأول لـ«الأيام» في شبوة أثناء تغطيته أحداث المسيرة أمام مكتب التربية والتعليم وتم اقتياده على ظهر طقم تابع للأمن المركزي بعد أن استولى على آلة تصوير كانت بحوزته.

وفي هذه الأثناء حضر الأخ علي أحمد لحول، أحد ضباط البحث الجنائي بشبوة وقام مشكورا بانزال الزميل حقروص من الطقم العسكري وأعاد له آلة التصوير، معتذار عن ما حدث له وأخلى سبيله.

ولم يتوقف الوضع عند هذا الحد، فقد اتجه التلاميذ -عقب إبعادهم عن بوابة مكتب التربية والتعليم - إلى مهاجمة عدد من المحلات التجارية، الأمر الذي أدى إلى تعرضهم للاعتداء من قبل قوات الأمن وأصحاب المحلات، وفي هذه الأثناء أصيب مواطن يدعى سالم علي صالح الهفيش اصابة بالغة نقل على إثرها إلى مستشفى عتق المركزي لتلقي العلاج.

وعلمت «الأيام» من مصادر مطلعة ان المسيرة الغاضبة لتلاميذ مدرسة الوحدة جاءت إثر خلاف نشب بين نائب مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية عتق ومدير مدرسة الوحدة بسبب أمر وجهه مدير المدرسة لأحد التلاميذ بحلق شعر رأسه الطويل جدا وجعله قصيرا أسوة ببقية التلاميذ. وأوضحت المصادر ان الموقف تطور حينما أحضر والد التلميذ توجيهات من نائب مدير مكتب التربية والتعليم بالمديرية تأمر باستثناء التلميذ من تقصير شعر رأسه - لظروف خاصة - وهو ما قوبل بالرفض من قبل مدير المدرسة.

ووفقا للمصادر فقد جاء رد فعل نائب مدير مكتب التربية بالمديرية على رفض توجيهاته، باصدار توجيه أمر بموجبه بتوقيف مدير المدرسة وتكليف وكيلها بادارتها.

وقد قوبل أمر التوقيف والتكليف بالاستياء والاستنكار من قبل معلمي المدرسة الذين أعلنوا تضامنهم مع مدير المدرسة وتوجهوا جميعهم إلى مكتب التربية والتعليم بالمحافظة طلبا لحل المشكلة الناشئة.

إلى ذلك امتد هذا الاستياء إلى وسط تلاميذ المدرسة الذين خرجوا في مسيرة غاضبة معلنين احتجاجهم ورفضهم لقرار إزاحة مدير المدرسة مطالبين ببقائه في منصبه.

ويبدو من مؤشرات تداعيات هذه المشكلة وحركة وقائعها أنها تتجه نحو الخروج عن إطارها - كمشكلة تربوية - لتأخذ طابعا سياسيا وبشكل مفاجىء وعجيب.

اللافت للانتباه أن اجتماعا موسعا إثر ذلك عقد بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة برئاسة الأخ محمد عبدالله الكبسي، وكيل المحافظة حضره الإخوة أحمد رويس عوض، نائب مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة، ومدير امن شبوة وسعيد المرنوم رئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي بالمحافظة كرس لمناقشة المشكلة.

وأسفر الاجتماع عن تشكيل لجنة برئاسة الأخ أحمد رويس عوض نائب مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة وعضوية كل من مدير الشئون القانونية ومدير إدارة الرقابة والتفتيش بالمكتب وممثل عن الأمن للتحقيق في ملابسات هذه المشكلة ورفع تقرير كامل على ان يبقى مدير المدرسة في عمله.

وفي اول رد فعل على ماحدث اصدرت نقابة المعلمين بالمحافظة بيانا امس وصفت ما حدث في مدرسة الوحدة بأنه ناتج عن إجراء تعسفي تعرض له مدير واعضاء هيئة التدريس بالمدرسة من قبل مكتب التربية والتعليم بمديرية عتق «والذي أدى إلى تفاقم الامور وخروج التلاميذ خروجا عفويا للمطالبة باعادة مدير مدرستهم واعضاء هيئة التدريس وقد قوبلوا من قبل الجهات الأمنية باجراءات غير مسئولة».

وأعربت النقابة في بيانها عن استنكارها واستهجانها اطلاق النار على التلاميذ العزل الذين لاتتجاوز اعمارهم الخامسة عشر سنة، محملة الجهات الأمنية أي اضرار لحقت بالتلاميذ أو الممتلكات العامة أو الخاصة.

من جانبه طالب المجلس المحلي بالمحافظة والمديرية بسرعة التحقيق في هذه الحادثة ومحاسبة المتسببين «في هذه الاجراءات التي هي من مخرجات الحزب الحاكم الذي يتعامل مع الامور بعدم المسئولية مما سيؤدي بالامور إلى مزيد من التفاقم وصعوبة السيطرة عليها مستقبلا».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى