الأستاذ عبدالرحيم لقمان ..شخصية من ذاكرة عدن الثقافية

> «الأيام» نجمي عبدالمجيد :

> الأستاذ عبدالرحيم محمد علي لقمان (16 يوليو -1920 15 سبتمبر 1998م) من الأعلام الذين شاركوا في صناعة تاريخ عدن الثقافي والتربوي، وله في هذا الجانب عدة إسهامات في مجال التأليف والترجمة، ومن ترجماته كتاب (منهاج التدريب البدني- للمدارس الابتدائية - مستخلص من منهاج التدريب البدني لوزارة المعارف البريطانية، وضعه س.ج سارلتن، وسام الصليب العسكري) صادر عن مطبعة «فتاة الجزيرة» بعدن عام 1950.

يقول الأستاذ عبدالرحيم لقمان في ترجمة هذا الكتاب «يعرف كل من يترجم من لغة إفرنجية إلى العربية صعوبة ترجمة الألفاظ الفنية أو التعابيرالعلمية، وقد واجهت تلك الصعوبة عند ترجمة هذه الجداول والألعاب واضطررت إلى التصرف في بعض الأحيان، كأن استعملت لفظة (قفز) لتقابل اللفظة الإنجليزية SKIP في الألعاب.

وقد ترجمت التمارين بصيغة الأمر أحيانا وبصيغة المصدر في أحيان أخرى وعلى الرغم من ذلك لاتخلو بعض التمارين من الغموض لخلو الكتاب من الرسوم الموضحة لها.

وأود أن أشكر الأستاذ علي غانم كليب لمساهمته الجدية في مراجعة الترجمة ومقارنتها بالأصول الإنجليزية، وبذلك أمكنني إعداد الكتاب للطبع وتقديمه إلى زملائي المعلمين، راجيا أن يجدوا فيه عونا لهم على تأدية واجباتهم».

وفي هذه المادة الصحفية نقدم بعض إسهاماته في مجال كتابة المقال الصحفي- الثقافي، وهو يعد من الأوائل ممن كتبوا وأجادوا في إدخال هذا النوع من الكتابات الأدبية في صحافة عدن، منطلقا من مكانة عالية في التحصيل العلمي وقراءات متعددة في العربية والإنجليزية، واتصال مباشر في حفل التربية والتعليم، وضعه في أعلى المستويات في تلك المرحلة المزدهرة من مجد عدن الخالدة.

الأستاذ الحكيم شاعر وفيلسوف ومصلح اجتماعي

في العدد 25 من صحيفة «فتاة الجزيرة» الصادر بتاريخ 16 يونيو 1940م يوم الأحد نشر هذا الموضوع: «فرغنا أمس من قراءة (راقصة المعبد) آخر ما أنتجه الأستاذ توفيق الحكيم، ولقد كنا نقرأها جماعة، نقف عند كل فقرة وفكرة وكل عبارة نتمايل طربا من تلكم الآراء اللفظية ونفرق حينا في درس فكرة عميقة ونضحك آناء من حياة هذا الأديب الكثير التنقل، فهل قدر لهؤلاء الشعراء أن يعيشوا متنقلين لايجدون اللذة إلا على أطلال النعيم ولا يقدرون من النعمة إلا الأسى على فراقها وزوالها؟

انتهينا منها أخيرا وكانت المرة الثالثة وفي كل مرة نجد فيها ذلك السحر الأخاذ الذي يأخذ بمجامع القلوب والعقول، تلك الحميا التي لم أستطع أن أجدها في تضاعيف سارة للعقاد والتي ارتفع بها سيد كتاب المقالة في الشرق العربي إلى مصاف هاردي في (نس) وبورجية في (المريد) في تحليل ودرس وتتبع لحياة عقل وقلب أفسدته الفلسفة وجردته من حنان الشاعر واستسلام الغرام .

وتلك حياة قلب عملت على إنمائه عوامل وعوامل وأبرزها الوراثة المصرية السليمة، فطرة الفلاح الساذج الكريم والخيال التركي الذي حملته أمه في تضاعيف دمها من جبال الأناضول والبيئة المختلفة المتغيرة المتناقضة، فلقد كانت أول نشأته في أحضان الفن والموسيقى في الريف المصري بين يدي شخلع وما أشبهها (بسالد من) ذات الغلائل الحريرية، ولعمري أن ذلك التخت المسترزق الذي كان يغد على الريف بين حين وحين هو الذي فتح قلب الفتى الصغير وهيأه لفهم إيزاد وراواد برات موزار وسيمفونيات بيتهوفن.

ولما وفد إلى القاهرة وهو لم يزل صبيا يحمل في نفسه ذخيرة غزيرة من خيال الريف وجماله ومعتقداته وأساطيره مجاورا للسيدة زينب في بيت أعمامه البؤساء ومجاورا في نفس الوقت لبيت سنية فتقاربا.

ولقد كان هذا الانتقال والتقارب بين الفتى والفتاة أول سهم من سهام كوبيدون الرشيقة الحادة أيقظت عقل الفتى وهزت عواطفه وأثارت فطرته السليمة وإحساسه الشاعر وقربت بينه وبين مهيار وكم بين الشاعرين من تشابه وأخرجت لنا فيما بعد(عودة الروح) ولكم كانت لذيذة باللهجة القاهرية الرشيقة.

كما يقول الدكتور طه حسين في (أديب) ولعمري أنها تكفل لنفسها البقاء والخلود على الرغم من لهجتها العامية فالخواطر السلسلة اللطيفة والأفكار العميقة المستقاة من حياة الإنسان صبيا وشابا والتزاحم بالمناكب والشوارب المطلاة بالكوسمانيك في سبيل سنية كلها دراسات (فرو يدوية) دبجها الخيال وأبرزها قوية مشرفة مستساغة جمال الأسلوب وبراعة العرض وخلق الجو، وهي فوق أنها حياة قلب مرت فوق وديان وهضاب وجدب وإخصاب إلى مأساتها الأخيرة فإنها أيضا صورة من صور الجيل المصري قبل 20 سنة وحال المرأة المصري آنذاك.

وكانت أول الصدمات وفشل هذا الفتى المراهق في حب سنية التي لم تكن ترى فيه إلا هيكل الرجال الذي كانت تنتظره وتفتح له قلبها كجميع بنات حواء، ولكنها صدمة لم تنس ويذهب أثرها بل كانت حجر الزاوية في حياته المنفردة.

وفي هذا العداء الطويل المتصل الذي يجهز له قوته الفنية حتى وإن كان أستاذنا الكبير إبراهيم عبدالقادر المازني لا يرى من كل هذا الحوار اللطيف وتلك الرحبات الجميلة التي يملأها شخص المرأة إلا دعاية على الطريقة الأمريكانية فإني لا أرى إلا أنها آثار عميقة منغرسة في أعماق قلبه ووجدانه وقد زادها قوة وتثبيتا غدر فتاة الأوديون وغموض رسم التي انتهت بمأساة والتي شنت فيما قريب في الأوساط الأدبية القاهرية ثورة على هذا الأديب المصلح الذي تلمس جوهر الحياة المصرية في القرية والريف عند الفلاح وفي بيته وفي علاقاته مع إخوانه وما يتصل بحياته من بؤس وفاقة نتيجة الجهل الذي لا يزال مطبقا في غالبية القرى المصرية.

وبعد فأنا عاجز عن أن أقدم إليك توفيق الكاتب والأديب والمصور والفنان وأني لأرى جورا أن أقدم على حمل باقات مقتطفة من حدائقه الغناء، ولكنني أدعوك أن تقرأ وأن تقضي في عصفور من الشرق وبراكسا ومحمد وأهل الكهف وشهرزاد ساعات وليالي ولسوف تجد في كل هذا لذة عقلية ولسوف تجد في مصاحبته جميع عناصر الثقافة الغربية والشرقية مجتمعة مؤتلفة إئتلافا منسجما فيه سخرية أرسطفان وتهكم هوجو وروحانية لامارتين وغناء كورني وموسيقى شوبير.

وسترى فيها فوق ذلك ما يفوق فلسفة ديورانت ويقرب إلى الأذهان عناصر التحليل النفسي لفرويد وريبو وشاركو في أهل الكهف وشهرزاد وتلك الأعمدة الثلاثة العقل والجمال والقوة متمثلة في شهريار وقمر والعبد الأسود التي تحبها المرأة وتنشدها في الرجل المختار.

وبعد فماذا نستطيع أن نقول لأديب مصر الكبير سوى كلمة بسيطة نأخذها عليه في توجيهه الشباب المصري وإبعاده عن المجموعة العربية في رسائله الممتعة الجذابة وهو أحد الذين أخذوا على عاتقهم توجيه الشباب المصري في الجيل الحاضر».

مجد العقل

العدد 38 من «فتاة الجزيرة» الصادر بتاريخ 15 سبتمبر 1940 كتب هذه المقالة قائلا: «هل كان يدور في خلد جول فرن (روائي خيالي فرنسي) أن تلك الأسماء الغريبة والوصوفات الشاذة التي تغوص إلى الأعماق وتحلق فوق السحب وتقترب من الكواكب والأفلاك ستصبح يوما ما حقيقة واقعية ملموسة لا يأتيها الريب من مكان.

واجعل خيالك ساميا فلطالما

سمت الحقيقة بامتطاء خيال

وهل كان يدور في خلد واصفي ألف ليلة وليلة أن الزير الطائر وبساط الريح وطاقية الخفاء ستصبح غدا حقيقة متجسدة في الطائرة والبالون وأشعة إكس؟ إن الذي يقرأ روايات ميشل زيفاكو يستطيع أن يكون في عقله صورة واضحة المعالم لما كانت عليه فرنسا وأوروبا في ذلك العهد القريب من عهدنا وأيامنا إلى أحقاب التاريخ.

والمجتمع الفرنسي والكنيسة الفرنسية والسلاح والعادات الفرنسية كلها كانت بدائية بسيطة لم يكن في فرنسا كل هذا الذي نراه من علم وجمال وعمارة وبناء واختراعات ونظام.

نعم لقد رقى الإنسان رقيا مدهشا جبارا وعلى الرغم من أن هذا التطور كان بطيئا فاستمر لدهر طويل إلا أنه محسوس ملموس في كل ما نراه في مدينة كبيرة وإنا لعاجزون عن تعداد ألوف المخترعات والمركبات التي تفتق عنها عقل الإنسان وإخراجها إلى حيز الوجود على الرغم من أن الطبيعة نظام قائم على المقايضة، فهي تأخذ وتعطي.

ولقد كان جسم الإنسان قويا متين الأركان يوم كان يرود الفلاة ويحيى حياة الوحوش لا يعتمد في الدفاع عن نفسه إلا على قوة ساعده، ولكنه أضعف سكان الغاب طرا فلا هو يفرز السم لقتل أعدائه وليس له قوة الأسد أو خرطوم الفيل أو أنياب النمر إلا أن الطبيعة لاتترك أبناءها دون أن تزودهم بالسلاح ثم تقذفهم إلى الميدان، فكان العقل من نصيب الإنسان.

نعم، لقد ساعد على تكوين عقل الإنسان بنيته واستقامته كما يقول علماء الحياة، ولكن هذا لايهمنا اليوم وغايتنا هي الإشراف من برج الحياة على الانتصارات العظيمة التي أحرزها العقل الإنساني في كفاحه الطويل.

حدثني مرة أستاذ الكيمياء أنه رأى 600 ألف مركبا من مركبات الكيمياء. رقم عظيم لاشك ولنقف لحظة لنفكر من أين جيء بكل هذه المركبات إن أرضنا وما يحيط بها من فضاء واسع عظيم تتركب من 92 عنصرا ليس إلا.

غير أن التجاريب والمحاولات والحاجة والمصادفة أيضا كونت لنا ذلك الجيش العرمرم من المركبات المختلفة وكم خفقت هذه المركبات من آلآم الإنسانية، لقد كان الناس يموتون دون أن يعلموا سبب موتهم، وإذا ما حل الوباء بأرض غدت بلفعا تنعي من بناها بعد أيام قلائل، وهكذا بادت أمم وشعوب وقبائل ولم تبق لنا منها حتى آثارها.

لقد كان طبيب الزمن الماضي يرتدي ثوبا مخططا مفزعا ذا عيني فاغرتين وعصا غليظة طويلة وبخورا عكرا فاسدا ليفزع الشياطين ويرهبها ويخرجها مع روح المريض المسكين.

لقد كان الألوف يموتون من الطاعون والجدري والهيضة والملاريا وأمراض العمود الفقري وعضة الكلب المسعور فأصبح اليوم حقنة واحدة تكفي أن تلتهم ألوف البكتيريا وتشلها. حقنة من الكنين أو السلفيانا ميد أو السليماني، فسلام على كوخ وباستور وجابر بن حيان وألوف الأطباء المغمورين كالجندي المجهول يحاربون في الميدان دون شارة أو عنوان إلا راية الإنسانية.

من مادة النطرون التي تستورد من شلي المحتوية على عنصر النتروجين كان العلماء يصنعون النتروغليسرين المتفجر الذي اخترعه الفرد نوبل السويدي.

ولكن العلم اليوم يستحضر آلاف الأطنان من هذه المادة الجهنمية باستخلاص النتروجين من الهواء وبالاستفادة من مساقط المياه- الشلالات - التي يدعونها اليوم بالفحم الأبيض لأنهم يحولون هذه القوة المنحدرة المستمرة إلى كهرباء بحصرها وتحريكها لطروبين كما يستفيدون من الأنهر السريعة في تحريك هذا الطربين.

ومهما قيل في مصائب البارود والمفرقعات عصب هذه الحروب الخبيثة فإنها على كل انتصار عظيم إذ بواسطتها يمكنها شق الأنفاق في الجبال واستخراج الحجارة والكشف عن المعادن في بطن الأرض بإرسال موجات صناعية كالزلزال في القشرة الأرضية وتطهير الأنهر من التماسيح وحصر الوحوش الضارية بعيدا عن مساكن الآدميين، وقد تنفد غدا الوقود الكافية في بطن الأرض من فحم ونفط فتتعطل الصناعة وترجع الحضارة القهقهرى سنينا وأجيالا ولكن العلماء يفكرون منذ اليوم بالمستقبل البعيد المجهول ويعدون العدة ويقومون بالحملات العنيفة على بطن الأرض علهم يجدون فيها ذخيرة جديدة من الفحم والبترول.

وإذا ما يئسوا فسوف يلجأون إلى الكهرباء كما عملت روسيا البلشفية في أيام لينين إلى كهربة جميع مصانعها والاستغناء عن الفحم والبترول.

وماهي الكهربائية ياترى! شيء مجهول وسر غامض لم يكشف عنه النقاب.. الكترونات وجواهر تجري في أفلاكها الصغيرة التي لا ترى فائدتها وأثرها عظيم وخطير وسوف تكون حضارة الأجيال المقبلة حضارة كهربائية، ولقد تمكنوا من توليد مليوني وحدة من وحدات الكهرباء (فولت) فهل يمكنهم أن يتوصلوا إلى مضاعفتها، لقد تمكن الأمريكان من صنع كلب صناعي (الروبوط) وإنسان صناعي يتحرك ويمشي ويعمل بتوجيه أشعة كهربائية إليه.

وهنا يجدر بنا أن نذكر أن الخيال العدني الذي وضع قصة خلول قد ارتفع إلى مصاف خيال واضعي ألف ليلة وليلة وجول فرن الفرنسي، ولكم كنا نتمنى أن نرى أننا نحن بأنفسنا حققنا هذا الخيال لأبناء العم سام في الدنيا الجديدة».

هذا الكون

العدد 44 من «فتاة الجزيرة» الصادر بتاريخ 27 أكتوبر 1940 نشر هذا: «عدت ذات مساء من نزهة بين الحقوب البعيدة والبساتين الخضراء التي تحيط بالمدينة وتشكل حول خصرها سياجا من الزهر والريحان والنخل والأثمار وكان الطريق البري طبيعيا لم تسكب فوقه قطرة من الإسفلت والفصل موعد السيول التي تنحدر من جبال اليمن وتصب في الدلتا الخصيبة - لحج- فتكسبها ثروة متجددة كأنها حقنة قوية سريعة المفعول عظيمة الأثر.

وبعد سير طويل وبعد أن أوغلت طويلا شعرت بنسيم بارد رطيب يهب من فوق الحقول المترعة بالماء وبدأت الشمس تنحدر ببطء وأحمر قرصها وخطوط الشفق تحاكي لون المرجان.وفي لحظة غاصت وذهبت تؤدي رسالتها الخالدة إلى قوم آخرين عبر الاطلانطيق.

وكان الليل صحوا من ليالي الصيف الناعمة والجو فسيحا رحيبا.. فبدت السماء كأنها شعلة متوهجة من النور والكواكب منبثة فيها وكأنها ثريا عظيمة.. هذا المزيج من الأنوار الباهتة المتوهجة حاول الإنسان ساكن هذا الكوكب أن يقلده ولكنه فشل في تجربته لأن ذلك من صنع الله جلت قدرته.

ولقد كانت هذه الكواكب اللامعة مصدر خوف عظيم للإنسان الأول. من أين تنبعث هذه الشهب في هذا الأتون الملتهب وأين تختفي في النهار، أي جحر في الكون ينصب فيه هذا النهر من النار؟

وحدا به خوفه، خوفه من المجهول العظيم أن يتخذ منها آلهة. يستشيرها في السراء والضراء ويقدم إليها القرابين تقربا وزلفى. ولا يزال يومنا هذا في القرن العشرين بعد أن تخطينا عصر جاليليو ونيتوين وفرانكلين نرى كثيرا من الناس يؤمنون بأن مصيرهم في يد تلك الكواكب السابحة.هل ذلك صحيح؟ وهل تملك تلك الأجرام المكونة من الذهب والحديد والغازات زمام حياتنا ومصائرنا أم أن ضعف الإنسان وإرث القرون الغابرة لا يزال في جذور نفوسنا من آبائنا الأولين سكان الكهوف والغابات.

لقد بلغ الإنسان شأوا عظيما من الرقي والعمران وأعظم ما أحرزه من نصر هو الطابع العقلي الذي يلبس سلوكه معنى الحقيقة والتأكيد، ولكنه لا يزال يحتفظ بذخيرة من مخلفات القرون البائدة، وحتى سكان المدن الكبرى تقتلهم الحيرة ويضنيهم التفكير في المبدأ والمال فنراهم لذلك يحرقون أوقاتهم في لذائذ حسية، في كؤوس الخمر وأحضان النساء ولولا أنهم ينهكون قواهم الجثمانية في عمل آلي وفي حياة لاهية شاغلة لأصبحت المارستانات ملأى بالمجانين. إن الإنسان وعلى الخصوص أولئك الذين أنكروا وجود الخالق أو أولئك الذين يتتبعون منشأ الطبيعة وتطورها يحرقون أعصابهم في لجة ملتهبة من الأسئلة والتشكيكات.

ماهو مصدر الحياة؟، وكيف وجدنا على سطح الأرض رجالا ونساء وحيوانات؟، هل صحيح أن مصدر الحياة جرثومة صغيرة سقطت وسط نيزك وحطت رحالها على الأرض من كوكب بعيد عنا؟

وكيف استطاع ذلك المخلوق الصغير الذي لايرى إلا من عدسات مجهر كبير أن يقاوم الحرارة العظيمة وهو يسقط في غلاف الهواء الأرضي؟ وكيف نشأنا وتطورنا؟ يقول أصحاب نظرية وحدة الوجود أن العناصر كلها ليست إلا درجات مختلفة من درجات التطور لعنصر واحد غازي شفاف هو الهيدروجين، وأن الأمر لا يتعدى انحراف بعض الالكترونات عن مجاريها فتنبعث حرارة عظيمة هائلة لايقيسها مقاس ولا يتصورها إنسان وإذا نحن أمام عنصر جديد.

ولكن هل ستبقى سنة التطور وتبقى المادة حية محتفظة بقوتها الذرية وارتباطها الطبيعي؟

ماذا يقول إنشتاين، أنه لا يؤمن بوجود شيء وراء الدائرة العظيمة التي تحيط بالأفلاك المرئية كما يؤمن بفناء المادة وتفتتها وانتشارها.

غير أن مليكان- عالم أمريكي عظيم- يناقض رأيه ويعتقد بتجديد الحياة والمادة وبوجود خالق عظيم، سبحانه جل وعلا.

فما أعظم هذا الكون وفسيح رحباته الدال على عظمة الخالق».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى