النائب عيدروس:نحذر من مغبة سير الأمور إلى مواجهات مسلحة في الجنوب ستخلق صعده جديدة

> «الأيام» استماع:

> استضافت قناة «الجزيرة مباشر» مساء أمس النائب عيدروس نصر ناصر النقيب، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني بمجلس النواب.

وكرس اللقاء لمناقشة تداعيات الأزمة التي تعصف بمدن الجنوب وحالة الاستنفار التي تعيشها عقب عدد من المظاهرات والاحتجاجات الشعبية وتنفيذ الجيش حملة عسكرية استخدم فيها الأسلحة الثقيلة في مديريات ردفان بمحافظة لحج.. «الأيام» تعيد نشر وقائع اللقاء الذي جاء فيه:

> الجزيرة: في آخر تصريح صحفي لك نشر هذا الصباح وصفت فيها مايحدث في الجنوب بأنه حالة حرب غير معلنة وبنفس الوقت وردت إلينا قبل قليل أنباء غير مؤكدة أن هذه الحالة تحولت إلى اشتباكات مسلحة قامت من خلالها حركة أطلقت على نفسها اسم المقاومة المسلحة في الجنوب وسيطرت على بعض المناطق ... هل تؤكد أم أنك تنفي هذه الأنباء؟

- النقيب: بالنسبة لما تردد هذه الليلة نحن أيضا سمعنا الكثير عن هذه الأنباء لكنني أظن أن ما يروج له هو الغرض منه النيل من الحركة الشعبية والسلمية في الجنوب، حقيقة السلطة أعلنت ما يشبه الحرب وأنا قلتها هنالك حالة حرب غير معلنة على مديريات ردفان الأربع اتصفت طوال السنتين بممارستها السلمية للاحتجاجات الشعبية للممارسات التي تقوم بها السلطة ، ما أشيع عن حركة مسلحة وأنها استطاعت إسقاط عدد من المناطق والسيطرة عليها السلطة في مثل هذه المناطق هي غائبة أصلا بسبب ضعف الأجهزة الأمنية وغياب السلطة في كثير من المحافظات الجنوبية وليست وحدها من يعيش هذه الحالة بل ان هنالك الكثير من المحافظات الأخرى.

هذا عمليا يجعل الكثير من المواطنين هم المسيطرون فعليا وبشكل سلمي على مقاليد الأمور في مناطقهم، القول بوجود حركة مسلحة هذا أمر لا أصدقه وأعتبره تسريبا من الأجهزة الأمنية ولي عتب على مكتب الجزيرة في صنعاء شاهدنا اليوم تقريرا يتحدث عن إحراق محلات تجارية تعود لمواطنين من الشمال مثل هذه الأعمال لم تحدث اليوم وإنما حدثت في ابريل من العام الماضي وعندما تحرينا عن الجهات التي قامت بمثل هذه الأعمال اتضح أنهم أشخاص مندسون قدموا من خارج المناطق وأنا لا أستبعد أن تكون هذه العناصر عناصر مندسة بدليل أن اليوم التالي قامت السلطة بتنفيذ حملة اعتقال لعدد من الشخصيات داخل محافظة عدن وهي محافظة بعيدة عن ردفان ، أنا أعتقد أن الأجهزة الاستخبارية بذلك وبدلا من البحث عن حلول للمشاكل القائمة نجدها تزيد من توتر الأوضاع .

> الجزيرة: أنت وصفت أن الحديث عن وجود حركة مسلحة هو تسريبات من قبل السلطة لتبرير القبضة الأمنية.. هل لك أن تصف لنا أنت بصفتك معارضا وأحد أبناء الجنوب ما الذي يحدث بالضبط؟

النقيب : الحديث عن هذه القضية يتطلب منا العودة إلى أصل المشكلة وجذرها وهنا فإن أصل المشكلة هو حرب1994 وهي الحرب الظالمة التي شنت على الجنوب.

وسقطت مدن الجنوب تحت قبضة قوات السلطة وللأسف الشديد كان بإمكان السلطة أن تقدم نفسها على أنها سلطة أفضل من السلطة التي حكمت الجنوب لكن ما حدث هو ذهب المنتصرون وبدلا من الذهاب إلى إرساء دولة قائمة على العدل والمساواة وإحقاق الحق وإرساء العدل انصرفوا إلى الاستيلاء والنهب والإقصاء والعبث بكل شيء في محافظات الجنوب حتى أسماء الشهداء تم شطبها من على المدارس والأماكن العامة وكأن الأمر انتقام من ثورة الجنوب ثورة 14 أكتوبر المجيدة .

الجزيرة : إذاً هل ترى أن ما يحدث اليوم هو استمرار لما يراه البعض ظلما تعرضت له مدن الجنوب لكن المواجهات التي نشهد صورها اليوم والتي تحدث عنها الرئيس اليمني والتي يمكن لها أن تقود إلى مشروع التقسيم.

> الجزيرة: استمعت سيدي إلى عدد من المداخلات إحدى المداخلات تقول بأن وصف تحليل الرئيس اليمني عن الجنوب بأنه مبالغ فيه فيما وجهة النظر الأخرى تقول بأن الوضع حقيقي وان هنالك مظالم في الجنوب ومايحدث هو رد عليه وسئلتم في الحالتين عن موقفكم في الحالتين عما يحدث هناك؟

- النقيب: نحن يفترض اننا بدل ديمقراطية وبالتالي حدوث فعاليات احتجاجية اعتصامات اضرابات مظاهرات هذا أمر يكفله الدستور فالمفروض عند حدوث أحداث شغب يجب ان تتولى السلطة تنظيم هذه المظاهرات والعمل على الحيلولة دون وقوع اشتباكات، أنا أقول ان ماحدث في الجنوب من فعاليات هي فعاليات سلمية مدنية لم تشهد أي أعمال شغب ماعدا الفعاليات التي استطاع البعض التسلل اليها، القول بأن المصابين والجرحى في صفوف قوات الامن والجيش هم من ابناء الشمال هذا سؤال يمكن توجيهخ الى الاجهزة الامنية لماذا لايوجد شرطة وعسكريون من أبناء الجنوب وأحب ان أنوه ان اللواء العسكري الذي يقوم بالقصف بصواريح الكاتيوشا والمدفعية على مناطق قائده وكل أفراده لاينتمي أحدهم الى منطقة ردفان او محافظات الجنوب، هذه تكرسها السلطة لأجل زرع الحقد والكراهية وهذا الموضوع نحمله السلطة وليس المواطن.

أما بالنسبة للتوصيف الحقيقي لما يحدث في الجنوب فإن المسميات تتعدد هناك من يسميه احتلال وهناك من يسميه استعمار وهناك من يسميه نهب وهناك من يسميه استباحة وللحقيقة وبكل أسف فإن ماحدث في الجنوب منذ العام 1994 هو عبارة عن تدمير للدولة وسلب للارض والممتلكات والحقوق حتى حقوق الافراد وتدمير المنشآت ووصل الامر الى طمس لهوية الشراكة الوطنية أما بالنسبة لموقف الاشتراكيين فهم منخرطون في الفعاليات السياسية وفق القانون والدستور وهم بذلك يحاولون التصدي للمظالم والاعمال الجائرة التي تمارسها السلطات في المحافظات الجنوبية أما بالنسبة لنقاط الالتقاء والخلاف مع الحراك الجنوبي فالحقيقة اننا نتفق مع المطالب الشرعية المدنية السلمية القانونية لكل ابناء المحافظات الجنوبية وبالمناسبة موقفنا هذا ينطبق ايضا على مواقفنا من جميع ابناء المحافظات، والمناسبة فنحن نناقش هذه الايام مظالم وقعت على نائب من المحافظات الشمالية ليس لدينا تمييز بين المظلومين لدينا تمييز واحد وهو بين الظلمة والمظلومين.

> الجزيرة: استمعت الى خطاب الرئيس اليمني الذي حذر فيه من حالة انقسام لن تقود الى صراع بين شمال وجنوب وانما صراع بين عدة دويلات، هل ترى ان الوضع مرشح لأن يصل الى هذه الحالة ؟

- النقيب: بكل أسف السلطة أثبتت أنها عاجزة عن ان تحمي الوعاء الذي يجمع كل اطياف الوطن وتحولت الى أداة بيد الناهبين والعابثين بثروة الوطن ومصيره، هذه التهديدات تخير الشعب إما ان يقبل بالظلم القائم وإلا فإن مصيركم الصوملة، على الدولة ان تثبت انها قادرة على إدارة البلاد لا ان تهدد الناس بالصوملة، البلاد بحاجة الى حكومة وطنية تحمي حقوق المواطن وتحفظ حقوق المواطنة المتساوية وتقيم المؤسسات وعندها لن نكون بحاجة الى تخويف من أحد لا بالصوملة ولا بغيرها.

> الجزيرة: لكن اذا كان هذا الخيار موجودا ألا يتطلب الامر نوعا من المساعدة من قبل المعارضة ومد يد العون والسعي لتشكيل حكومة وطنية وإقامة حوار وطني من اجل حماية الوطن؟

- النقيب: لا أدري الى أي مدى هي اليوم فكرة الحكومة الوطنية مطروحة ولا أستطيع الرد على هذا السؤال لكن حقيقة السلطة والمتنفذون يريدون شركاء طيعين لايريدون برامج سياسية يمكن لها ان تصحح أوضاع البلد اوضاع البلد تزداد سوءا يوما عن يوم وتذهب نحو الدمار والانهيار والانزلاق ، حتى اذا تم الدعوة الى حكومة وحدة وطنية اذا جيء بحكومة وحدة وطنية دون ان يتم التقيد ببرنامج اصلاحي يقيم دولة مواطنة متساوية ويحارب الفساد لن نستطيع وضع دور كهذا هنالك متنفذون يديرون البلد عبر الهاتف.

> الجزيرة: هنالك تحذيرات من انتشار الفقر والأسلحة وتغلغل للقاعدة في اليمن هل ترى وجود رابط بين الأحداث التي تساق إليها اليمن وبين هذه الأمور؟

- النقيب: الحقيقة انتشار السلاح واقعة لايمكن انكارها وهو وضع مخيف والسلطة تتحدث عن مظاهرات مسلحة في المحافظات الجنوبية ويتم التركيز على الفعاليات السلمية في المحافظات الجنوبية ويتم وصفها بأنها مسلحة رغم ان المواطن في الجنوب وطوال 23 عاما لم يكن يحمل مسدسا ولا حتى سكينا ولا قنبلة ، قضية توغل القاعدة أنا لا أستبعد هذا لأن الوضع الأمني والجهاز الوقائي جهاز مشقق والدليل على ذلك التفجيرات الانتحارية التي كانت دليلا على تغلغل هذه الجماعات الى الداخل والذي ماكان له ان يحدث لو انصراف الأجهزة الأمنية الى قمع الفعاليات السلمية بدلا من الانصراف إلى حماية أمن البلد.

> الجزيرة: الوضع مرشح للانفجار وقد قرأه الرئيس وقرأتموه أنتم وماتتحدث عنه تقاير خارجية.. ألا ترى ان كل هذا يدعوكم الى مد الجسور وتجاوز الخلافات بينكم وبين الحكومة؟

- النقيب: ليست لنا خلافات مع الاشخاص خلافاتنا سياسية المشكلة القائمة في الجنوب مشكلة طرحناها منذ 3 سنوات وكنت أحد البرلمانيين وكان عددهم 70 متقاعدا حينما كانوا يعتصمون أمام مبنى محافظة عدن وللأسف الشديد قوبلنا حينها بالاستهزاء والسخرية واليوم الأمور خرجت عن نطاق السيطرة وعلى كلٍ الناس على حق فيما يطرحونه نحن لانستطيع أن نكون شركاء في سلطة تقوم بقصف القرى بصواريخ الكاتيوشا على السلطة ان تلجأ إلى الحكمة، المدفعية والقوة كانت صالحة في حرب 1994 لكنها اليوم لم تعد صالحة لحسم القضايا السلمية.

> الجزيرة: هل يعني إذا حدثت مواجهة مسلحة أنكم ستنحازون إلى الحراك الوطني في الجنوب وستصبحون جزءا من المواجهة مع الحكومة؟

- النقيب: أود أن أوضح نقطتين الأولى نحن مع الحراك الجنوبي منذ انطلاقه في يومه الأول نحن مع مطالبه السلمية المدنية وفقا للقانون والدستور. ثانيا لا يوجد مواجهة مسلحة هناك اعتداء من قبل الجيش ربما في بعض القرى التي يوجد بها سكان مسلحون وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الدفاع عن أنفسهم لكنني أحذر السلطة من مغبة الاستخفاف وجر الناس إلى خوض حرب ونحن كنا قد حذرنا من ذلك في صعدة وقلنا ليس من السليم حسم الخلافات بالحل العسكري واتهمنا حينها بدعم الحوثيين واليوم الكل يعلم إلى أين وصلت الحرب في صعدة ونحن اليوم نحذر من مغبة سير الأمور إلى مواجهات مسلحة في الجنوب فإننا سنخلق صعدة جديدة في الجنوب.

> الجزيرة: سيدي قبل سنوات من اليوم كان الحديث عن الانفصال من الأمور المحرمة اليوم أصبحت تناقش وأصبح الحديث يدور حول ما إذا كان الوضع احتلالا أم لا؟

- النقيب: الكثيرون يتحدث عن حلول مثل الفيدرالية أو كنفدرالية هذا الأمر جدير بالدراسة من قبل كل الأطراف السياسية على الساحة اليمنية يفترض أن يطرح الموضوع على طاولة النقاش للمهتمين بالشأن اليمني داخل اليمن بشكل أساسي ، هناك من يتساءل لماذا لايناقش مجلس النواب مايحدث في الجنوب وأن يرسل لجنة تقصي حقائق، هناك رفض مطلق لطرح هذه القضية على مجلس النواب رغم ان الاجهزة الامنية قامت بنقل أكثر من 25 شخصا قتلوا اثناء مشاركتهم في فعاليات سلمية وأكثر من 150 جريحا دون ان يقدم لهم اعتذار كتابي واحد.

أما بالنسبة للحديث عن تأييدنا للانفصال من عدمه فإنه يمكن القول والـتأكيد على ذلك ان الانفصال قد حدث في 7يوليو 1994 حينما استبيح الجنوب وحول الى ملكية خاصة للمنتصرين وصار كل من كان يحسب على الطرف المهزوم هو شخص انفصالي عميل.

> الجزيرة: بالنسبة لما يحدث في الجنوب اليوم هل ترى وجود أطراف مستفيدة من الوضع تسعى إلى تغذية الصراع سواء كان من المعارضة او من جهات خارجية؟

- النقيب: أنا أعتقد انه ليس هنالك من يغذي هذه الاعمال سواء من المعارضة أو من الخارج من يغذي هذه الاعمال أطراف من داخل الجيش ذاته، العمل داخل الجيش يشبه الى حد كبير أعمال المقاولات هنالك أشخاص يستفيدون من هذه الصراعات لأنهم يحصلون على مكافآت وهبات ولذلك فإنهم يبحثون عنصراعات ينهبون بها ميزانية الدولة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى