فيما الآليات العسكرية المرابطة بمحافظة الضالع تشارك في القصف.. توسع رقعة المواجهات المسلحة وأرتال من الدبابات وقاذفات الصواريخ تصل إلى ردفان

> ردفان «الأيام» خاص:

>
المسيرة الحاشدة في مدينة الحبيلين أمس
المسيرة الحاشدة في مدينة الحبيلين أمس
اتسعت صباح أمس المواجهات المسلحة بين أبناء ردفان وقوات الجيش لتخرج من محيط لحمرين الواقع شمال شرق مديرية حالمين إلى الشوارع والأحياء السكنية لمدينة حبيل الريدة عاصمة مديرية حالمين، حيث دارت اشتباكات عنيفة ومواجهات بالأسلحة الخفيفة والرشاشة.

وأفادت مصادر محلية بأن اندلاع المواجهات في الشوارع والأحياء السكنية في عاصمة المديرية جاء إثر قيام عدد من جنود القطاع العسكري المرابط في عاصمة المديرية بإطلاق الرصاص الحي على المشاركين في التظاهرة الطلابية التي خرجت للتنديد بالاستحداثات العسكرية، وقد استمرت الاشتباكات بين الجانبين لأكثر من ساعتين تمكن المواطنون خلالها من إجبار القوات العسكرية على العودة إلى مواقعها في القطاع العسكري وحاول عدد كبير من المسلحين اقتحام القطاع العسكري وتجاوز الحواجز الأولى للقطاع وسط إطلاق نار كثيف، وقامت جماعات أخرى بقطع الطريق العام من اتجاه محافظة الضالع لمنع وصول تعزيزات عسكرية إلى حالمين، في الوقت الذي ما تزال فيه جموع قبلية مسلحة أخرى تفرض حصارا محكما على القوات العسكرية المتمركزة وسط جبل لحمرين منذ يوم أمس.

كما واصلت القوات العسكرية لليوم الثالث على التوالي قصفها المدفعي على قرى ومناطق غرابة والذنبة ووادي ذي ردم التي أصبحت مساكنها شبه خالية من السكان، وشاركت في عمليات القصف المدفعي الذي تم تصعيد وتيرته أمس الآليات العسكرية المرابطة في محافظة الضالع والتي ركزت في قصفها على منطقة غرابة التي وبحسب إفادة الشيخ عبدالحميد يحيى حسن شيخ غرابة تعرضت لأكثر من ثلاثين قذيفة مدفعية سقط البعض منها على منازل المواطنين الذين اضطروا إلى النزوح منها قبل سقوط القذائف، وأدى القصف إلى تدميرها ونفوق أعداد كبيرة من الأغنام والمواشي.

وفيما لا تزال الآليات العسكرية المرابطة في محافظة الضالع تواصل قصفها المدفعي على مناطق حالمين وحبيل جبر، فقد وصلت عصر أمس إلى ضواحي مدينة الحبيلين أرتال كبيرة من الدبابات وقاذفات الصواريخ وعدد كبير من الأطقم العكسرية وناقلات الجند قادمة من معسكر 7 يوليو بالعند، حيث قامت تلك القوات باستحداث مواقع عسكرية جديدة على مدخل مدينة الحبيلين من الاتجاه الجنوبي الغربي وبالتحديد عند جبل جمل الأثري القريب لقرى ومناطق العلوي والمحاذي للخط العام عدن- صنعاء وقامت فور وصولها بإطلاق عدد كبير من القذائف على الجبال القريبة من بعض المناطق، وبحسب إفادة الشيخ فضل صالح عبيد الوهيبي فقد سقط في الثانية من بعد ظهر أمس عدد من قذائف الدبابات بالقرب من مناطق الثيمرة والجرادمة مثيرة حالة من الخوف والهلع في نفوس النساء والأطفال والشيوخ، وولدت موجة سخط واستنكار شديدة بين أوساط المواطنين الذين عبروا عن استغرابهم هذه الأعمال التي وصفوها بغير المبررة.

وبحسب المعلومات المؤكدة التي حصلت عليها «الأيام» فقد أدت الاشتباكات العنيفة التي دارت أمس إلى سقوط عدد من الضحايا ما بين قتيل وجريح، حيث لقي مصرعه في المواجهات جندي من أفراد القطاع العسكري يدعى محمد عبدالله أحمد السامعي، وأصيب جندي آخر ويدعى محمد أحمد سعيد جرى نقله إلى مستشفى ابن خلدون للعلاج، كما أصيب 6 مواطنين بإصابات مختلفة وهم صالح يحيى حسن البشيري الذي جرى نقله إلى مستوصف بن ديان التخصصي بلبعوس يافع وأجريت له عملية جراحية تم فيها استخراج طلقة نارية من الفخذ، وأكرم سعيد صالح وهيثم بن هيثم ناصر وياسر الردفاني نقلوا إلى مستشفى بن ديان إضافة إلى صابر حسن سعيد.

وأمام هذا التصعيد العسكري والحشود الكبيرة للقوات العسكرية فقد واصل عدد كبير من المسلحين من أبناء يافع والضالع والصبيحة توافدهم إلى ردفان للانضمام إلى صفوف إخوانهم من أبناء ردفان للوقوف معهم والقتال في صفهم، حيث وصل مساء أمس إلى مدينة الحبيلين أكثر من 500 مسلح من أبناء يافع يتقدمهم الناشط السياسي عبدالله حسن الناخبي الذي أفاد «الأيام» في اتصال هاتفي بالقول:«لقد وصلنا مساء اليوم (أمس) إلى ردفان لنصرة إخواننا والوقوف معهم في مواجهة آلة الحرب التي أعلنتها سلطة 7 يوليو على أبناء ردفان، فالواجب يحتم على كل أبناء الجنوب الوقوف مع إخوانهم من أبناء ردفان وسوف يقفون إلى جانبهم ومعهم كل أبناء الجنوب ولن يتخلوا عن إخوانهم من أبناء ردفان وسيقفون إلى جانبهم في خندق واحد، والسير قدما نحو الهدف المنشود، وسوف نرابط معهم وإلى جانبهم حتى يأذن الله لأمر كان مفعولا».

وفي إطار ردود الأفعال المنددة بالحرب التي تشنها القوات العسكرية على أبناء ردفان فقد أعلن أعضاء المجلس المحلي لمديرية حبيل جبر تعليق عمل المجلس حتى يتم إيقاف الحملة العسكرية، وسحب كافة القوات العسكرية التي تحاصر ردفان، وإيقاف كافة الاستحداثات.

كما شهدت مدينة الحبيلين صباح أمس تظاهرة سلمية غاضبة شارك فيها الآلاف من أبناء ردفان للتعبير عن رفضهم واستنكارهم القصف العنيف الذي تتعرض له العديد من القرى والمناطق المأهولة بالسكان، وللمطالبة بسحب كافة القوات العسكرية التي تم حشدها إلى ردفان.

ياسر الردفاني الجريح بشظية في صدره وأكرم سعيد صالح الجريح بيده أثناء تلقيهما العلاج بمستوصف بن ديان التخصصي بلبعوس يافع بعد نقلهما إليه أمس
ياسر الردفاني الجريح بشظية في صدره وأكرم سعيد صالح الجريح بيده أثناء تلقيهما العلاج بمستوصف بن ديان التخصصي بلبعوس يافع بعد نقلهما إليه أمس
وقد اتجه المتظاهرون بعد أن جابوا الشارع العام ذهابا وإيابا صوب منصة الشهداء، حيث أقيم مهرجان جماهيري حاشد ألقي فيه العديد من الكلمات والقصائد الشعرية المنددة بما تمارسه قوات الجيش.

وألقى في ختام المهرجان الشيخ شاكر محمود العبدلي شيخ مشايخ قبائل العبدلي البيان السياسي الصادر عن التظاهرة وفيما يلي نصه:

«يا أبناء ردفان والجنوب الأحرار: إنكم اليوم وأنتم تنفذون هذه المسيرة السلمية الحاشدة في مدينة ردفان وباقي مدن ومحافظات الجنوب، لتعلنوا عن رفضكم وإدانتكم الحرب القذرة التي تشنها سلطات النظام المتخلف ضد أبناء ردفان الثورة والشموخ والكبرياء، تلك الحرب المعلنة التي لم تتورع سلطة 7 يوليو في استخدامها لكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة والزج بآليات حربها وعتادها العسكري من دبابات ومدرعات ومدافع وقاذفات الصواريخ ومصفحات ومضادات الطيران وغيرها من الأسلحة الفتاكة لتجعل من أراضي ردفان وجبالها وسهولها ساحة حرب يقودها زعماء الفيد والغنائم، وأمراء الحرب الذين لم يكتفوا بما نهبوا واستولوا عليه وتفيّدوه من ثروات ومقدرات الجنوب طيلة خمسة عشر عاما.

يا أبناء ردفان الشموخ والجنوب الأحرار:

15 عاما مرت على ذكرى إعلان الحرب على الجنوب في يوم 27 أبريل 1994م من ميدان السبعين والتي انتهت يوم 7 يوليو من نفس العام، ومنذ ذلك اليوم المشئوم تمارس سلطات الفيد أبشع الجرائم والانتهاكات والممارسات العدوانية الانتقامية ضد أبناء الجنوب بصورة متخلفة متعجرفة لم يقدم على مثلها أي احتلال آخر في التاريخ.

مؤكدين أن الحرب التي يواجهها اليوم أبناء ردفان إنما هي امتداد لحرب 94م ونتيجة من نتائجها الكارثية التي شملت كل أبناء الجنوب من دون استثناء ، وأن حرب اليوم لاتستهدف ردفان فحسب بقدر ماهي استهداف للجنوب ولكافة أبنائه ولنضالهم السلمي الديمقراطي الراقي الذي أخذ يتعاظم يوما بعد يوم لافتا أنظار العالم إلى حقيقة مايعانيه أبناء الجنوب منذ حرب صيف العام94م.

وها أنتم اليوم تثيرون إعجاب العالم واحترامه وتقديره لكم وأنتم تستخدمون المسيرات السلمية الحضارية سلاحا في مواجهة قذائف الدبابات والمدافع والصواريخ.

أيها الأحرار في الجنوب والعالم أجمع:

لليوم الرابع على التوالي تواصل قوات الجيش المختلفة قصفها المدفعي والصاروخي على قرى ومناطق ردفان وسقوط عدد كبير من القذائف الصاروخية على المدارس والمنازل الآهلة بالسكان في غرابة ووادي ذي ردم وحالمين وخزانات المياه ومزارع المواطنين مخلفة بذلك عددا من الجرحى وبث الرعب والهلع للأطفال والنساء، مما دفع الكثير من سكان تلك المناطق إلى النزوح الجماعي إلى أماكن آمنة لا يطالها القصف الصاروخي والمدفعي.

وإننا هنا اليوم ومن خلال هذه المسيرة السلمية الحاشدة نوجه نداء عاجلا لأبناء ردفان والجنوب عامة ولكافة أحرار العالم للاستشعار بحجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أبناء ردفان جراء الحرب المرتكبة من قوات .... وإدانة تلك الحرب ورفضها ووضع حد نهائي لاستهتار قادة الحرب وعصابات الفيد بأرواح وحياة المواطنين وممتلكاتهم.

ونوجه نداءنا وندعو كافة إخواننا في ردفان إلى الوقوف بمسؤولية وحزم أمام ما يعانيه أهلهم وإخوانهم من قتل وبطش وترويع، والوقوف معهم في وجه آلة الحرب العسكرية التي يواجهونها، فردفان لكل أبنائه دون استثناء، فإن طاله الخير فهو للجميع، وإن أصابه الشر فسيصيب الجميع، والتاريخ لن يرحم كل متخاذل أو متفرج على ما يعانيه أهله في ردفان.

ونوجه نداءنا الآخر لأبناء ردفان وأبناء الجنوب ممن يعملون لدى السلطة أننا نناديكم نداء الأحرار نداء الأخ لأخيه ألاّ تقبلوا لأنفسكم ولأهلكم الذل والخنوع، فقد عهدناكم أحرارا ومناضلين فلا تتحولوا إلى دروع بشرية تحمي قوى البطش، وعليكم الوقوف وقفة جادة أمام ما ترتكبه تلك القوى المتخلفة بحق شعبكم وأهلكم في ردفان والجنوب عامة.

يا أبناء ردفان والجنوب الأبطال:

إننا هنا اليوم نعلن لكم وبكل ثقة بأن ردفان الثورة والتاريخ ردفان العزة والشموخ والكبرياء ردفان التضحية والفداء ردفان التي تأبى الذل والخنوع والانكسار ردفان التي لا تقبل الظلم والجور والتعسف على نفسها أو غيرها ردفان التي لقنت أعتى امبراطوريات العالم (بريطانيا) أبلغ الدروس والعبر في الشجاعة والتضحية والإباء وفي الذود عن الأرض والعزة والكرامة.

إننا اليوم نحذر وننبه قوى البطش والتخلف بأن الحرب التي تشنها على ردفان هي حرب خاسرة ولن تستطيع النيل من أبناء ردفان أو تاريخهم، فردفان عصي على الانكسار، وسيظل شامخا شموخ جباله العملاقة، وسيظل دوما شعلة مضيئة تنير الطريق الواسع للنضال السلمي الديمقرطي الجنوبي، وله ثورته الشعبية السلمية العارمة حتى تطهر أراضي الجنوب من براثين (.......).

كما ندعو كافة أبناء الجنوب إلى الانتفاض والتظاهر والاحتجاج للتنديد والرفض للحرب التي تشنها سلطة 7 يوليو في ردفان وبعض مناطق الجنوب حتى يتم إزالة وسحب كافة الاستحداثات والقوات العسكرية والأمنية من ردفان خاصة والجنوب عامة والمتركزة منذ مطلع أبريل 2008م ومعالجة كافة جرحى النضال الجنوبي منذ عام 2007م والإفراج عن كافة المعتقلين، وتقديم كل من ارتكب أو أمر بارتكاب جرائم القتل بحق أبناء الجنوب منذ انطلاق مسيرة الحراك السلمي وحتى اليوم وتطبيق القصاص الشرعي عليهم.

وفي الأخير فإننا ندعو كافة الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية وكافة أحرار العالم إلى الالتفات لما يعانيه شعب الجنوب وأبناء ردفان من جرائم حرب وجرائم موجهة ضد الإنسانية وجرائم التهجير الجماعي والإبادة الجماعية، لافتين أنظار محكمة الجنايات الدولية إزاء هذه الجرائم التي لا تسقط بالتقادم، وندعوهم جميعا للوقوف مع شعب الجنوب في الحصول على حقه الكامل والطبيعي».

وتلقت «الأيام» مساء أمس اتصالا هاتفيا من الأخ عبدالجليل جبران ممثل مديرية حالمين بمحلي المحافظة عبر خلاله عن «إدانته واستنكاره الاستحداثات العسكرية والقصف الذي تشنه قوات الجيش على القرى الآمنة وترويع الأسر وإجبارها على النزوح».

وقال جبران:«يجب على السلطة إيقاف الحرب التي تشنها على أبناء حالمين ونحملها المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال وما سوف تؤول إليه الأوضاع».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى