سفارة..في أرض الحضارة

> «الأيام الرياضي» صلاح العماري:

>
أخيرا لامس أبناء مدينة الغرفة بوادي حضرموت آمالهم وحققوا أحلامهم، بل حققوا أحلام كل وادي وصحراء حضرموت بالتأهل إلى مصاف إندية الدرجة الأولى.

ولهذا فإن أهمية هذا الإنجاز لا تكمن في التأهل فحسب، بل في تحقيق السلام حمل راية الوادي وحمل شارة المبادرة في تمثيل تلك الرقعة الشاسعة من وطننا اليمني الكبير..فمنذ القرن العشرين وعلى الرغم من كل المحاولات التي بذلت من جميع أندية الوادي لم يكتب لإحداها التأهل للدرجة الأولى (الممتازة سابقا)، وظلت الأندية الحضرمية في أرض الأحقاف تصارع الإمكانيات سعيا نحو تحقيق الهدف، ثم غيرت الاتجاه في خطوة جرئية وحكيمة نحو الألعاب الأخرى، واتجهت نحو الألعاب المصاحبة كما تسمى أو الألعاب التي لا تقل أهمية عن كرة القدم، وبدأت بالطائرة مستغلة الحب الجارف لأبناء الوادي لهذه اللعبة، فاحتلت أندية الوادي الريادة وتبوأت المراكز الأولى وأحرزت بطولات الجمهورية في الكرة الطائرة، ونخص بالذكر سيئون وشباب القطن، بعد ذلك فرضت على نفسها عشق لعبة السلة وأهتمت باللعبة وأوجدت لنفسا مكانا بين فرق النخبة السلوية على مختلف الفئات، ويتواجد حاليا في الكبار سيئون وفي الناشئين شبام.

كان كل ذلك يجري مع الاحتفاط بسياسة الحفاظ على البقاء في الثانية على صعيد كرة القدم إذ حمل في السنوات الأخيرة ناديا سلام الغرفة وسيئون مهمة تمثيل الوادي، وأضيف إليهما العام الفائت فريق ريان ساه.. وتمخض الجبل فأتى بإنجاز ظلت أندية الوادي تحلم به كثيرا إذ أدخل سلام الغرفة الوادي في سجلات الاتحاد اليمني لكرة القدم لأول مرة على صعيد أندية الدرجة الأولى لتكتمل حلقة التمثيل المشرف للوادي في الألعاب الأكثر شعبية واهتماما، وهي القدم والسلة والطائرة.

وهذه السياسة - ونقصد بها الحرص على البقاء في الثانية مع المحاولات للصعود - نجحت فيها أندية الوادي على العكس تماما من أندية ساحل حضرموت التي أنهارت أمام ضربات السنين، وتدحرجت أندية من العيار الثقيل إلى دوري المظاليم، فانحدرت معها الآمال والتطلعات، ونقصد هنا أهلي الغيل والمكلا والتضامن وتبعهم بعد ذلك وحدة شحير الذي أجبرته الظروف على العودة إلى الثالثة، وليكن ذلك درسا للأصفر سمعون الذي ضمن البقاء للعام الثاني في الدرجة الثانية، الأمر الذي يحتم عليه مراجعة سلبيات هذا الموسم والمتمثلة في الخسائر وضياع النقاط خارج الأرض مع الإشادة بموسم جيد لأبناء الشحر.

ونادي السلام الذي ينحدر وينطلق من مدينة تاريخية جميلة وعتيدة هي الغرفة حقق الأولوية وبدأ الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل، ويجب أن يتذكر السلاميون - ما أحلى عبارات السلام - أن الرقم واحد لا يساوي شيئا في إطار الرقم ألف.. فالمشوار بدأ من الآن، والأهم هو القادم فالآلاف من أبناء الوادي والصحراء ومعهم كل حضرموت الخير تنتظر بعين المترقب والمتأمل في السفير الثاني لحضرموت، فليس من السهل أن تفتح سفارة أخرى لكن الأصعب منه أن يبقى السفير في منصبه ممثلا مقيما لكل حضرموت بعد أن قام رسميا بتسليم أوراق اعتماده لدى الاتحاد العام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى