> سادت حالة من الحزن الشديد والغضب بين جماهير الكرة المصرية بسبب خروج الأهلي حامل اللقب من دور الستة عشر لبطولة دوري أبطال افريقيا على أرضه وبين جماهيره.

وجاء خروج الاهلي عقب تعادله مساء أمس الأول السبت مع كانو بيلارز النيجيري باستاد الكلية الحربية بالقاهرة بهدفين لكل منهما ليتأهل بيلارز لدور الثمانية ويودع الأهلي البطولة.

وكان الفريقان تعادلا 1-1 في مباراة الذهاب بنيجيريا.

وخيم حزن عميق على لاعبي الاهلي فور انتهاء المباراة ولم تتح الفرصة لأي من اللاعبين للتعبير عن مشاعرهم الحزينة عقب الخروج بسبب قرار كان الجهاز الفني بقيادة البرتغالي مانويل جوزيه قد فرضه قبل المباراة بحظر الأحاديث والتصريحات الصحفية.

وهتفت جماهير الاهلي المتواجدة باستاد الكلية الحربية عقب انتهاء المباراة ضد لاعبيها في ظل حالة من الصمت الرهيب وامتناع مسؤولي النادي عن التعليق على الخروج وهو أمر لم يشهده الاهلي منذ سنوات.

وقال عمرو أبو المجد مسؤول قطاع الناشئين السابق بالاهلي ورئيس قطاع الناشئين بإنبي حاليا أن خروج الاهلي المبكر من دوري الابطال هو نتيجة طبيعية للمستوى المتواضع الذي يقدمه الفريق على مدار المباريات التسع الاخيرة سواء كانت في المسابقة المحلية أو في دوري الابطال.

وأضاف أبو المجد لرويترز:«هناك أخطاء متراكمة في فريق الاهلي السبب فيها أن اللاعبين الاساسيين استهلكوا للغاية وتحملوا جهدا بدنيا فوق طاقتهم وهو ما أدى إلى التراجع الرهيب والسريع لمستواهم الفني» ، وتابع:«اللاعبون أصيبوا بحالة نفسية بسبب تراجع نتائجهم في الدوري ثم فقدوا الثقة في أنفسهم وفقدوا التركيز فسقطوا في الأخطاء القاتلة سواء كانت أخطاء دفاعية أو عدم فاعلية في الهجوم».

وطالب أبو المجد بضرورة أن يعيد الاهلي تقييم سياسته الخاصة بشراء اللاعبين والاعتماد أكثر على قطاع ناشئيه وأن يمنح الجهاز الفني الفرص المتساوية لجميع اللاعبين في المشاركة بالمباريات.

وهذه هي المرة الأولى التي يودع فيها الاهلي دوري الأبطال من دور الستة عشر منذ خمسة أعوام دأب فيها على الوصول إلى المباراة النهائية وأحرز خلالها لقب البطولة ثلاث مرات أعوام 2005 و2006 و2008 ووصل للنهائي 2007 وانهزم أمام النجم الساحلي التونسي..ورغم حالة الحزن التي عمت جماهير الاهلي وانعكست على الشارع المصري إلا أن بعض الجماهير اعتبرت الخروج المبكر من دوري الأبطال درسا مفيدا للجهاز الفني وللاعبين.

وقال أحمد سعيد وهو مهندس برمجيات:«رب ضارة نافعة لقد كان فريقنا يحتاج إلى مثل هذه الهزة العنيفة كي يستفيق»..وتابع:«عليهم أن يعيدوا ترتيب البيت جيدا قبل أن ينفرط عقد البطولات التي حققوها في السنوات الخمس الاخيرة».

وحصد الاهلي على مدار خمس سنوات أكثر من 15 لقبا من بينها ثلاثة ألقاب لدوري الابطال ومثلها لبطولة السوبر الافريقي وأربعة ألقاب لبطولة الدوري المحلي وأربعة ألقاب للسوبر المحلي وبطولة واحدة لكأس مصر.

وخفف حسين عبد الله ويعمل مدرسا من وقع الخروج من البطولة المفضلة وأعرب عن ثقته في أن يستعيد الاهلي عافيته سريعا.

وقال لرويترز:«إنه بطل القرن ويمكنه استعادة الانتصارات..سننتظره ليحرز لقب بطولة كأس الاتحاد الافريقي».

وسينتقل الأهلي بذلك للعب في الدور الثالث لبطولة كأس الاتحاد الافريقي.

واستعصى لقب بطولة كأس الاتحاد على الأندية المصرية جميعا فلم يفز بها أي ناد مصري منذ أن استحدثت البطولة عام 2003.

وقال فتحي سند رئيس تحرير صحيفة «أخبار الرياضة» أن خروج الاهلي من البطولة بقدر ما شكل صدمة عنيفة لجماهير الكرة المصرية إلا أنه في ذات الوقت يعد انذارا للبطل لترتيب أوضاعه بسرعة.

وأضاف سند:«كثيرون لم يكونوا راضين عن أداء الاهلي في الاسابيع الاخيرة لكن الكثيرين أيضا لم يتوقعوا الخروج المبكر من بطولته المفضلة التي يحتفظ برقمها القياسي ولم يتوقعوا أن يأتي الخروج على أرضه وبين جماهيره».. وتابع:«لكنها كرة القدم».

وفاز الاهلي بلقب دوري الأبطال الافريقي ست مرات وهو رقم قياسي لم يسبق لأي ناد افريقي أن حققه.

وأعرب أحمد سليمان مدرب حراس مرمى منتخب مصر عن حزنه مؤكدا أن الخروج المبكر كان مفاجأة غير سارة له وللجهاز الفني للمنتخب بقيادة حسن شحاتة.

وقال سليمان لرويترز:«لم يكن الفريق في حالته الطبيعية واستمرار تراجع أداء أغلب لاعبيه ربما يعود إلى معاناة الغالبية العظمى من اللاعبين بالارهاق لتوالي المباريات والمشاركات على مدار أربع سنوات محليا وافريقيا دون راحة».

وأشار سليمان إلى أن الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة شحاتة سيعمل على ألا يستمر تأثر لاعبي الاهلي بالخروج من البطولة وأن يستعيدوا روحهم المعنوية قبل معسكر المنتخب المقبل استعدادا لمباراة الجزائر في تصفيات كأس العالم مؤكدا أن لاعبي الاهلي يشكلون عناصر أساسية في تشكيلة منتخب مصر.

ويدخل منتخب مصر معسكرا تدريبيا في الاسبوع الاخير من مايو المقبل بسلطنة عمان استعدادا لمباراة الجزائر.

ومن المقرر أن يلتقي منتخب مصر مع الجزائر بمدينة البليدة الجزائرية في السابع من يونيو المقبل في الجولة الثانية للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010.

ورغم الفرحة الطاغية للاعبي فريق كانو بيلارز بالتأهل على حساب بطل افريقيا إلا أن تصريحات مسؤوليه عقب المباراة عكست روحا رياضية طيبة.

وقال الحاج إبراهيم جالاديما المسؤول الإداري بفريق كانو بيلارز إنه مهما حدث فإن الأهلي سيظل هو الأهلي ولا يوجد من يستطيع محو تلك الحقيقة.

وأضاف:«لا يوجد بطل يستمر على مر الوقت فائزا»..مشيرا في تصريحات للصحفيين عقب المباراة:«يجب على الأهلي النظر إلى الخلف في المرحلة المقبلة مشيرا إلى أنه على حامل اللقب النظر إلى أخطاء الماضي كي لا تواجهه مستقبلا مثلما حدث».

وأعرب مسؤول النادي النيجيري عن أمله في أن يواصل فريقه مشواره في دوري المجموعات مشيرا إلى أن الفوز بلقب افريقيا يعد حلما كبيرا يراود فريقه.