المكسيك: الإنفلونزا تجاوزت ذروتها لكن التفشي ما زال محتملا

> مكسيكو سيتي «الأيام» لويس روهاس مينا وباسكال فليتشر :

>
قالت الحكومة في المكسيك أمس الأحد إن البلاد تجاوزت ذروة تفشي وباء إنفلونزا إتش 1 إن 1 وإنها في " مرحلة التراجع" لكن مسؤولين عالميين في مجال الصحة ما زالوا يقولون إن الفيروس الذي لا يمكن التكهن به مازال يمكن ان يصبح وباء.

وذكر وزير الصحة المكسيكي خوسيه انخيل كوردوبا أن الوباء بلغ ذروة تفشيه فيما يبدو في الفترة من 23 الى 28 ابريل نيسان وأن عددا أقل من المرضى دخلوا المستشفيات مصابين بأعراض الإنفلونزا في الأيام القليلة الماضية.

وقال خلال مؤتمر صحفي في مكسيكو سيتي حيث استجاب الملايين لنصيحة الحكومة بالبقاء في المنازل

"تفشي الوباء في مرحلة التراجع الان. هناك ادلة على اننا في مرحلة التراجع."

لكنه أضاف قائلا إن من السابق لأوانه أن تتخلى المكسيك عن حذرها بعد أن كانت مركزا لتفشي المرض الذي امتد بعد ذلك إلى 19 دولة.

وما زال يجري في انحاء العالم تقصي حالات إصابة جديدة بالفيروس الذي يجمع بين سلالات إنفلونزا الخنازير والطيور والبشر. وأصبحت كولومبيا أحدث دولة تبلغ عن حالة إصابة مؤكدة بالمرض.

وأعربت الحكومة الأمريكية أمس الأحد عن أملها أن ينتهي إعداد لقاح للإنفلونزا الجديدة بحلول فصل الخريف.

وشهدت المكسيك استقرارا في الأيام القليلة الماضية وتراجع عدد الوفيات الناتجة عن الإنفلونزا الجديدة. وخفضت السلطات الصحية تقديراتها لعدد الذين يحتمل أنهم توفوا بسبب سلالة الإنفلونزا الجديدة من 176 إلى أكثر من مئة.

ولم يتأكد سوى 19 حالة وفاة بالفيروس الجديد في المكسيك.

وفي جنيف قالت منظمة الصحة العالمية إن إنفلونزا (اتش1 ان1) لم تنتشر بشكل مستمر خارج أمريكا الشمالية وهو أمر ضروري قبل رفع مستوى التحذير من انتشار وباء إلى أعلى مستوياته. ولكنها ذكرت أن ذلك قد يحدث قريبا.

وقال مايكل ريان منسق عمليات الاستجابة والتأهب العالمية بمنظمة الصحة العالمية أمس الأول "مازلت اقترح ان انتشار وباء عالمي امر وشيك لاننا نشهد انتشار المرض."

وفي كندا قال مسؤولو الصحة ان مسافرا نقل الفيروس من المكسيك الى كندا واصاب اسرته وقطيعا من الخنازير.

وقالت الوكالة الكندية لفحص الاغذية ان القطيع وضع في حجر صحي وان سلامة الامدادات الغذائية لم تتأثر. لكن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة قالت ان الحالة التي ظهرت في كندا تدعو للقلق واكدت ضرورة زيادة المراقبة لمزارع الخنازير.

ولا توجد دولة مستعدة للتهاون في التصدي بحسم للفيروس الجديد الذي يسمى على نطاق واسع إنفلونزا الخنازير.

فقد اثارت اجراءات اتخذتها السلطات الصينية باحتجاز مكسيكيين في فنادق واماكن اخرى سواء كانوا مرضى أم لا خلافا دبلوماسيا مع المكسيك.

وفي هونج كونج فرضت الشرطة حجرا صحيا على فندق بعد اكتشاف اصابة نزيل مكسيكي بالفيروس كما احتجز مكسيكيون في بكين وشنغهاي واماكن اخرى.

وانتقدت وزيرة الخارجية المكسيكية باتريشيا ايسبينوزا الصين قائلة إن الصينيين الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض "عزلوا في ظروف غير مقبولة."

وتخضع هونج كونج لسيطرة الصين لكن لها حكومتها الخاصة. واحتجزت السلطات في هونج كونج نحو 300 من النزلاء وأفراد طاقم العمل في الفندق.

وقالت الصين ان إجراءاتها قانونية ومبررة.

وقال جونج وا لي القائم بأعمال كبير الاقتصاديين في بنك التنمية الاسيوي اليوم (أمس) إن التجارة والسياحة في آسيا قد تتضرران بتفشي الإنفلونزا لكن من الممكن أن تعزز دروس مستفادة من تفشي التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) عام 2003 جهود مكافحة الوباء.

وقتل سارز أكثر من 800 شخص في أنحاء العالم عام 2003. وظهر للمرة الاولى في جنوب الصين أواخر عام 2002 وبدأ الانتشار في بداية عام 2003.

وذكرت منظمة الصحة العالمية ان معاملها اكدت 787 حالة إصابة بفيروس (اتش1 ان1) في 17 دولة بالعالم منها حالة واحدة في ايرلندا و19حالة وفاة مؤكدة في المكسيك.

وأكدت الولايات المتحدة ثاني اكثر الدول تضررا 160 حالة في 21 ولاية,وقال الرئيس باراك أوباما إن البلاد تتخذ إجراءات لمنع انتشار الإنفلونزا.

ولاحظت المستشفيات العامة في المكسيك هبوطا مطردا في عدد المرضى الذين يدخلونها مصابين بارتفاع في درجة الحرارة مما يشير الى ان معدل الاصابة يتراجع مع استخدام الناس منظفا للأيدي وتجنب التجمعات. وكانت شوارع مكسيكو سيتي خالية أمس الأحد.

واعلن المسؤولون الامريكيون ان التطورات في المكسيك مشجعة لكن من السابق لاوانه تخفيف الحذر.

وكانت جميع حالات الاصابة خارج المكسيك خفيفة في معظمها,وكانت حالة الوفاة الوحيدة في بلد آخر لطفل مكسيكي سافر الى الولايات المتحدة قبل اصابته بالمرض.

وقال وزير الصحة البريطاني ألان جونسون أمس الأحد ان انتشار السلالة الجديدة للإنفلونزا تم احتواؤه في بريطانيا لكن ستظهر فيها حالات مؤكدة اخرى.

ومازال العلماء يحاولون تقييم الطريقة التي يتصرف بها الفيروس الجديد وكيفية مقارنته بسلالات الإنفلونزا الموسمية المعتادة والتي تودي بحياة ما بين 250 الف شخص و500 الف شخص في العالم كل سنة.

ورفعت منظمة الصحة العالمية مستوى التحذير من حدوث وباء من ثلاث إلى خمس درجات الاسبوع الماضي وهي الدرجة الاخيرة قبل إعلان انتشار وباء عالمي.

واتخذت المنظمة تلك الخطوة بسبب انتشار الإنفلونزا والخوف من استهدافها المجتمعات الفقيرة والمعرضة للاصابة بالامراض.

(شارك في التغطية جسيون لانج ولويز إيجان في مكسيك و سيتي وتان إي لين في هونج كونج ولورا مكينس في جنيف وألان داود في فانكوفر ويو تشوسنيك في نوسا دوا) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى