مريس الضالع.. عبث يقتل الحياة.. وحياة يهددها الجفاف

> استطلاع/ فواز المريسي:

> الماء ثروة لا تقدر بثمن .. ومن فقدها فقد الحياة ... إلا إن أناسا من أبناء جلدتنا ربما لم يعوا بعد قيمة الماء فاسترخصوه، وهم بذلك إنما يسترخصون حياتهم وحياة أجيال بات الجفاف يهدد مناطقهم كما هو الحال في منطقة مريس التي تعاني من عبث المستهترين بالمياه الجوفية وبحياة الإنسان الذي لابقاء له إلا بوجود الماء.
تقع منطقة مريس في محافظة الضالع التي يحدها من الشرق مدينة الشعيب، ومن الغرب منطقة العود ومدينة قعطبة، ومن الشمال مديرية دمت، ومن الجنوب مديرية قعطبة التي تبعد عن مبنى محافظة الضالع 200 كيلو متر مربع،ويوجد في منقطة مريس ثلاث عزل، هي عزلة عساف التي تتألف من 20 قرية، وعزلة المجانح وفيها من القرى 20 قرية، وعزلة العمري 22 قرية، وهي الأكثر سكانا بين سكان المديريات التي تتبع محافظة الضالع وفقا للإحصائية الجديدة للتعداد السكاني، حيث يقدرعدد السكان في منطقة مريس 35000 الف نسمة، وتعد منطقة مريس من المناطق المهمة في محافظة الضالع، التي اشتهرت بزراعة القات، حيث يعمل معظم سكانها في القات،وهو مصدر رزقهم الخاص؛ لأنهم يفتقرون للوظائف والمناصب الحكومية في الدولة مما جعل شجرة القات تتسلط على أبناء مريس، لما تعود به عليهم من مردود كبير من الدخل السنوي نتج عنه ثراء البعض في المنطقة وجعل من السهل على أي شخص القيام بحفر آبار جوفية، والشراكة مع الآخرين وزاد من تفاقم المشكلة تلك الأحداث التي مرت بها اليمن في م2011، وغياب الأمن والرقابة الحكومية،حيث استغل مالكو الحفارات أهالي المنطقة وشرعوا في حفرالآبار بدون تصاريح والتي تكلفهم الملايين، حيث يبلغ تكلفة البئر الواحدة (6)ملايين ريال( إيجار الحفار) والأخطر منه وحسب مهندسين: إن العمرالافتراضي لهذه الآبار بات مهددا ولم يتبق منه سوى بضع سنوات، وهو مايؤدي إلى استنزاف الحوض المائي للمنطقة، وهذا كله نتيجة الحفرالعشوائي وعدم التخطيط وتجاهل الدولة مشيرين إلى أن الحفرالعشوائي تسبب في العديد من المشاكل التي أدت إلى القتل في هذه المنطقة، نتيجة الاختلاف بين الأهالي بسبب ادعاء كل منهم أحقيته في الحفر.

* الاستغلال لأجل الاستثمار
من جانب آخراستغل مالكوالحفارات الأحداث والمشاكل في اليمن والضالع في الآونة الأخيرة، حيث باتوا يتعاونون مع المتنفذين في الدولة سعيا للاستثمار في الحفرالعشوائي لحفاراتهم مقدمين مصلحتهم الخاصة على مصلحة المواطن،حيث نتج عنه وجود ما يقارب 8 حفارات في مريس و يتم حفرالكثيرمن الآبار الإرتوازية بالقرب من بعضها دون مراعاة للمسافة القانونية التي تقدر بخمسمائة متر على الأقل بحسب قرار وزارة الداخلية بهذا الخصوص.
اهدار ثروة الحياة *
الشيخ خالد صالح قاسم أحد مشايخ مريس نقل الصورة من جانبه قائلا :" إن الحفر العشوائي غير حضاري، وكذلك سبب في إهدار المياه الجوفية وهو ما يهدد حياة الأجيال القادمة التي ستحرم من مياه الشرب إذا ما استمر هذا العبث حسب تعبير الشيخ قاسم الذي أضاف :" لقد أبلغنا الجهات الأمنية ممثلة بمدير أمن المديرية لمنع الحفر العشوائي مشيرا إلى أنه وبحسب، توجيهات من رئاسة الوزراء التي وجهت الجهات الأمنية بمنع الحفر العشوائي،لكن السلطة المحلية تتعامل مع مالكي الحفارات بهدف الحصول على المبلغ المتفق عليه، ويتم التعامل مع مالكي الحفارات بإعطاء مقابل من أجل أن يتغاضى على حفر الآبار، وهذه ظاهرة مهلكة للوطن والمواطن،حسب تعبير الشيخ قاسم الذي طالب الجهات المسئولة إلزام السلطة المحلية بالمحافظة التعامل مع مالكي الحفارات بحزم، محملا مديرالمديرية المسؤولية بدرجة رئيسية عن كل ما يجري من حفر عشوائي في منطقة مريس.

*غياب الجهات المختصة
عضو المجلس المحلي للمديرية -أ- محمد طاهر جعوال بدوره تحدث عن الظاهرة التي لازالت موجودة في منطقة مريس محافظة الضالع
واصفا الحفرالعشوائي في المنطقة ( بالكارثة) والمأساة الحقيقية التي تهدد حياة الأجيال القادمة محذرا من خطورتها على الحوض المائي للمنطقة وأضاف جعوال: "إننا نعاني من الجهات المسؤولة التي تفاجئنا بإعطاء تصاريح للحفارات بطريقة عشوائية وغير منظمة ودور الجهات المختصة بهذا المجال ضعيف للغاية" مطالبا الجهات المختصة الممثلة بمحافظ المحافظة والهيئة الإدارية للمجلس المحلي بإيقاف الحفر العشوائي وكذلك الحفر بشكل عام لكون المنطقة مهددة بالجفاف.

وأشار جعوال إلى أن عدد الآبار التي حفرت في قرى منطقة مريس ما يقارب من (6 الى 10) آبار لكل كيلو متر مربع وبهذه النسبةسبب الحفر العشوائي للمنطقة أعماق تصل في الأرض إلى "700" متر في الأرض.
* الجفاف يهدد مريس
من جانبه تحدث ـ صالح عبد الكريم مسعد ( معلم ) من أهالي مريس قائلا:" إن أبناء مريس مهددون بالجفاف بسبب الحفر العشوائي" مبينا أهمية الماء في الحياة،لاسيما وأن الجمهورية اليمنية بكافة محافظاتها حضرا وريفا فقيرة بالمياه، مؤكدا على أن منطقة مريس جبلية اعتمد فيها الأجداد على السدود والآبار السطحية في مياه الشرب وفي الزراعة بينما الحاضر أصبح فيه أهالي مريس هم من يقومون بالحفر العشوائي غير المنظم مشيرا إلى أنه يتم تتبع المياه إلى أعماق الأرض والتي قد تصل الى (700)متر في عمق الأرض مما أدى الى قلة المياه في بعض القرى وبعض القرى جفت منها المياه هذا بسبب الحفر العشوائي وعدم الرقابة من السلطة المحلية على أهالي مريس.

مطالبا أهالي منطقة مريس وإدارة المديرية والمجلس المحلي وإدارة الموارد المائية في المحافظة النظر في قيمة الماء في المنطقة، وعدم العبث وهدر المياه ومنع الحفر العشوائي؛ نظرا لما تستدعيه المصلحة العامة.
* الأمل المفقود
تظل منطقة مريس حبيسة الحرمان، غائبة الوعي، معدمة الإحساس بأهمية الماء، تقبع تحت أقبية الفساد الحكومي تصاحبه مآساة غياب القانون وعبثية الطامعين والمستهترين بحياة الناس دون مراعاة لحقهم في الحياة .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى