المؤتمر الجامع

> مقبل محمد القميشي:

> هناك مؤتمرات (جنوبية) عقدت في الداخل وفي الخارج وحكم عليها بالفشل،وربما يعود ذلك الفشل إلى عدم الإعداد الجيد لتلك المؤتمرات، أو أن القائمين على تلك المؤتمرات مشكوك في أمرهم، طبعا هذا رأي المعارضين والمناوئين لأي جهة كانت، كما هو المؤتمر الجامع القادم لابد له من مواجهة المعارضين ومعهم الصامتين، والمستمعين، والتابعين.
حضرنا اجتماعا تنسيقيا بموجب دعوة تلقيتها عن طريق أخي علي هيثم الغريب في بيت الشيخ (صالح فريد)، واستمعت للحديث الذي دار في هذا الاجتماع، وأعجبني الشرح الذي قدمه أعضاء اللجنة التحضيرية جميعا، ولكن الغريب في الأمر حسب رأيي الشخصي، هو أن البعض ممن تحدثوا في هذا الاجتماع من الحاضرين كان لديهم حماس أكثر من اللازم، وكأنهم يقولون إن هذا المؤتمر وراءه علامة استفهام أو إن أعضاء اللجنة التحضيرية بيدهم عودة دولة الجنوب بين ساعة وحين.
ليس الغريب أن نختلف في وجهات النظر، لكن الغريب أن نستمر في الخطأ، ونصدر الأحكام غير المبررة على الآخرين في شيء لم يحدث بعد.
أسئلة محيرة، ولم نعثر لها على جواب، سنين مرت على نضال شعب الجنوب، ولم يتحصل هذا الشعب المكافح على نتيجة خاصة في الخلاف الحاصل، والمستمر في وجهات النظر في ما بين الجنوبيين.
السلطة تراهن على بقاء الوحدة بسبب هذه الخلافات، والعالم الخارجي لم يورط نفسه مع قيادات تاريخها معروف في الصراعات، وهم لا يزالون بعيدين عن السلطة فكيف لو كانوا قد استلموها؟!.
ومن هذا المنطلق لا بد من حل في حالة عدم نجاح، أو عرقلة (المؤتمرالجامع)، والحل يكمن في أن تبدأ كل محافظة بطرح رأي موحد، وموقف حاسم عن المسؤول عن عرقلة هذا الشعب الموحد في الجنوب وقضيته إن لم يستطع المؤتمر الجامع فضح (المعرقلين)، وعلى هذا الشعب أن يعرف على من تقع المسؤولية في تأخير انتصار قضيته (كفى صبرا) أيها الواهمون.
نلتقي في المجالس بمختلف أنواعها كل يوم، وأكثرها بعد الظهر، ونخرج بانطباعات ممتازة، ونتفاهم، ونوافق على أننا نتفق، ولا نختلف، ولكن سرعان ما يتنكر البعض على ما اتفقنا عليه، وتعود الكرة من جديد، وتطرح مبررات وطلبات، وآراء، لكن بعض هذه الآراء والطلبات ربما تكون موجودة في السماء، ولا وجود لها في الأرض، وفي النهاية كأنك تخاطب جمادا وليس إنسانا.
ويبدو أن مجالس بعد الظهر هي السبب في كل البلاوي والعواصف التي حدثت وتحدث بيننا كجنوبيين، عانينا ولا نزال نعاني منها، وهذا يعتبر وضعا سيئا، ونحن قادرون على تغييره إن أردنا، لكن بعد أن تتوفر الإرادة والإخلاص وإنكار الذات، لكنها التركة التي ورثناها ولا تزال تجري في عروق البعض منا،وربما يصعب على بعضهم نسيانها،والله يستر أن تغرس تلك النزعة في قلوب أولادنا، وهذا يدل على أننا لم نستفد من ماضينا.
لماذا هذا الاختلاف ونحن متفقون على الهدف؟ سؤال يدور في ذهن كل جنوبي حر ومخلص لوطنه، وأين يكمن الخلل؟ وهل نحن على دراية تامة بهذا الخلل الذي يعرقل أي اتفاق بيننا؟ وبالتالي ربما تفشل قضية شعب ووطن بأكمله. مجموعة من خيرة رجال هذا الوطن (الجنوب) حاولت اجتهادا وضع وجهة نظر لقيام مؤتمر جامع جنوبي لكل الأطياف الجنوبية، بعد أن رأت أنه لا مجال للاختلاف اليوم بين الجنوبيين، ولا الانتصار لقضية الجنوب إلا بتوحيد الصف الجنوبي وشعار هذه المجموعة الخيرة نفس الشعار الذي هو على لسان كل جنوبي بكل مكوناته، وهو (....و....) والبعض من هؤلاء الرجال قد عمل رحلة مكوكية إلى الخارج، وعلى رأسهم الشيخ (صالح بن فريد العولقي) وذلك للتشاور والتفاهم مع قيادات الخارج، ونتائج هذه الزيارة إعلاميا جيدة كما سمعنا. إذاً لماذا نتحفظ ونتخاذل عن مثل هذه الدعوات التي تصب في صالح شعب الجنوب، وقضيته؟ ما العمل؟ وماذا نريد بعد ذلك؟ الشعب موحد في الساحات، ومختلف في القيادات، رغم أن تلك القيادات لم يتم انتخابها شعبيا حتى نعتبرها شرعية،والشعب في الجنوب يدرك أن هذه المسألة هي السبب، والحاجز الوحيد في عدم تحقيق أهدافه.
مؤتمر جامع يعني لكل الناس، وليس خطوة تصحيحية اشتراكية لأحد دون أحد، عندنا تجارب مرت، وخاصة أيام النضال المسلح عندما طرح مقترح لتوحيد فصائل النضال المسلح ضد بريطانيا على أن تكون جبهة موحدة لكل الفصائل، ورفضت تلك الدعوة من أحد الأطراف بسبب أن الطرف الآخر كانوا ضمن ثواره بعض القادة والسلاطين، وغير المرغوب فيهم حسب زعم هذا الطرف المتزمت، وبعدها رأينا ما حصل للجنوب من مآسي بسبب هذا التزمت، والتفرقة.
واليوم تعترف تلك القيادات بأنها كانت على خطأ في الماضي، ويبدو أن تلك القيادات لم تفهم القصة إلا بعد فوات الأوان، مثل حيوان مشهور بالغباء كان ضمن مجموعة من الحيوانات يستمعون
لنكتة، وعندما ألقيت النكتة ضحك كل الحاضرين إلا هذا الحيوان لم يضحك في حينه، والسبب أنه لم يفهم النكتة،وبعد أسبوع سألهم لماذا ضحكتم ذاك اليوم حكوا له النكتة، وبعدها بدأ يضحك لوحده، حتى كاد أن ينفجر من الضحك لكنه لوحده يضحك هذه المرة، وبعد فوات الأوان أيضا.
أمور مبهمة، ولايوجد لها تفسير لدى كثير من الناس، وكل يوم يأتينا خبر،وخبر ينقض خبر، وحتى الآن، والناس لاتزال تعيش في أمل بالله سبحانه وتعالى،وفي نجاح عقد هذا المؤتمر، أنا هنا كل ما أريده من اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر أن تطول بالها خاصة في الإعداد والتحضير للمؤتمر ولا مانع إن وصلت رؤوس الجبال لاكتمال الدعوات حتى لانفتح ثغرات (تسبب العثرات) والله من وراء القصد..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى