كرة نصف الارض

>
د. محمد النظاري
د. محمد النظاري
حددت الجهات المتخصصة في (الفيفا) أن عدد الذين يشاهدون كأس العالم في البرازيل بلغ عددهم ثلاثة مليارات ونصف نسمة، أي ما يساوي نصف سكان الأرض، وهو عدد مهول يبين أهمية الحدث لسكان المعمورة، ولا يوجد أي حدث سياسي أو ديني أو اجتماعي تبلغ نسبة مشاهدته كالنسبة المسجلة في مونديال البرازيل.
العالم تكون قبلته خلال شهر كامل مصوبة نحو الملاعب البرازيلية، ولم يثنه أي مانع، خصوصًا الموانع الاقتصادية على اعتبار الكلفة العالية لمن يريد المشاهدة في منزله بسبب الاحتكار (اللعين) لهذه البطولة الكبيرة!، واليمنيون من بين الشعوب التي باعت واقترضت وخفضت من مصاريفها الأساسية بغية التمتع بالمشاهدة في المنزل، بل إن اليمنيين يضيفون إلى سعر الرسيفر والكرت الباهظين سعر البترول والديزل لتشغيل المولدات، وبهذا فهم يقضون يومهم الكامل مع المونديال، فالليل سهرانين مع المباريات، والنهار في طوابير المحطات بحثًا عن الوقود !!، هل يوجد حدث آخر يجعل الشعوب تفعل هكذا ؟!!، بطبيعة الحال لا.
حكام اليمن ليسوا كغيرهم من الحكام متفرغين للمشاهدة المنزلية، فعدد (50) حكمًا انخرطوا منذ أول أمس الخميس في الدورة الدولية للحكام التي تقيمها لجنة الحكام في الاتحاد اليمني بالتعاون مع الاتحاد الدولي خلال المدة من 20–24 يونيو الجاري، بوجود المحاضر الدولي المغربي الكابتن يحيى دحقة، ومدرب اللياقة البدنية الدولي الأردني الدكتور حسن الخالدي، والتي يشترك فيها (50) حكمًا من الدوليين والأولى والثانية ومميزين من الدرجة الثالثة، بالإضافة لدورة مقيمي حكام كرة القدم بمشاركة (5) مقيمين، ومن خلال انخراطي في الدورة كمقيم للحكام لمست التوجه الجاد من قبل لجنة الحكام عبر لجنة الطوير التي يقودها الكابتن أحمد قائد، وقد شاهدت وجهًا تحكيمية شابة ما كنت أصدق أن أراها في ظل وجود الحكام السابقين، فالدماء الجديدة التي تم الدفع بها للتحكيم اليمني ستسهم في أن يكون للتحكيم اليمني وجهًا مغايرًا في السنوات القادمة، وستكون نتائجه مبشرة خاصة مع الدورات الداخلية والخارجية التي ينوي الاتحاد إقامتها في قطر والسعودية، وهو ما لم يحدث من قبل، والحكام ستكون أمامهم فرصة لمتابعة مباريات المونديال ومناقشة الأخطاء مع الخبيرين الدوليين .. نتمنى التوفيق للمشاركين في الدورة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى