حمامات الدم ترسم خارطة جديدة للمنطقة العربية والشرق الأوسط

> كتب: باشراحيل هشام باشراحيل ومرزوق ياسين:

> قرابة مئة عام مرت على رسم حدود الدول في الشرق الأوسط، وهي دول قامت على أنقاض الإمبراطورية العثمانية او كما يحلو للغرب تسميته بالرجل المريض.
وعلى الرغم من ان العرب يحلو لهم الحديث على سايكس بيكو ووعد بلفور إلا ان القلة فقط تعرف تفاصيل ما حدث قبل مائة عام.
اليوم تقف المنطقة على حرب أهلية همجية في سوريا وتوسع سريع لمقاتلي الدولة الإسلامية في الشام والعراق داخل العراق وربيع عربي تحول الى كابوس في الدول التي قام فيها.
بموازاة انطلاقة انتفاضة الشباب العربي للخلاص من الانظمة الاستبدادية ومرور رياح التغيير في اكثر من بلد ، وظهور مصطلح “ الربيع العربي” ظهرت تحذيرات من” الفوضى الخلاقة “وهي نظريات سياسية تقوم على اساس الاستفادة من الاضطراب وعدم الاستقرار لتحقيق مصالح دول كبرى في المنطقة لأعادة رسم الخارطة السياسية والجغرافية للمنطقة .
وبعد سنوات من ربيع العرب ظهرت انقسامات خطيرة و اخذت رقعة الصراع الطائفي في الاتساع ستساهم في المحصلة باعادة تشكيل وحدات سياسة جديدة قائمة على مضامين دينية وطائفية وعرقية ومع تغير طبيعة الصراع.
في سوريا تتنازع عدة أطراف ولا يستطيع طرف حسم المعركة لصالحه بينما لكل طرف منها داعم خارجي يسعى جاهدا لبقاء اعوانه ... ويدور حديث حول خيارنظام بشار الأسد في إقامة دولة علوية صغير في غرب سوريا يسهل الدفاع عنها.
الى الشرق من هذه الدولة المزمع اقامتها يتنازع الاكراد والدولة السورية ومقاتلي الدولة الإسلامية كثلاثة أطراف للسيطرة على المساحات المتبقية.العراق بنظر المحللين دولة مصطنعة مكونة من ثلاثة اقسام القسم الكردي في الشمال الشرقي وهو الأكثر تطورا واستقرارا وأمنا والقسم السني في الوسط وهو الأكثر فقرا والقسم الشيعي في الجنوب وهو الأكثر دموية.
اليمن هو الاخر حيث فشل نظام الدولة المركزية وبرزت صراعات قديمة و ذات بعد طائفي وجهوي وجرى تصميم نظام فدرالي حبرا على ورق.
وتناقلت مراكز الدراسات والبحوث الاستراتيجية صورا لخرائط ووثائق تقول إن ما يجري في المنطقة اليوم ينذر بتحول جذري لحدود الشرق الأوسط سيلغي حدود معاهدة سايكس بيكو ويرسم بالدم حدودا جديدة بما يتّفق مع المصالح الأميركية والقوى الكبرى،ويلبي حاجتها المتصاعدة لمصادر الطاقة.
* دويلات طائفية وعرقية
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، نشرت اواخر العام الماضي خريطة جديدة للمنطقة تشير الى تقسيم 5 دول إلى 14 دولة، وذكرت ان خريطة الشرق الأوسط الجديد، الذي يعد المحور السياسي والاقتصادي في النظام الدولي، في حالة يرثى لها.
وركز التقسيم الذي قدمه المحلل الامريكي”روبرت رايت” الحائز على جائزة اكثر الكتب مبيعا حول العالم عبر الصحيفة، على سوريا، واشار الى ان الحرب المدمرة ،تشكل نقطة تحول تقسم البلد الى 3 دويلات “دولة علوية” تتكون من أقلية سيطرت على سورية لعقود وتسيطر على الممر الساحلي و الدويلة الثانية “ كردستان السورية” التي بإمكانها الانفصال والاندماج مع أكراد العراق في نهاية المطاف، أما الثالثة فهي الدويلة السنية التي بإمكانها الانفصال ومن ثم الاتحاد مع المحافظات في العراق.
ثمة صعوبة في التكهن ازاء تطورات الاوضاع على المدى المتوسط في المنطقة العربية ويطرح الباحث الامريكي “ نيك دانفورث “ تساؤلا يقول فيه: هل وجدت دولة الشام يوما ما؟
ليجيب عنه في تحليل مطوّل، نشرته مجلة “السياسة الدولية”، خرج في نهايته بإجابة تفيد أن المجموعات الجهادية في العراق وسوريا تحاول إحياء دولة لم توجد من قبل.
دولة الشام التي يتحدّث عنها دانفروث،هي الدولة التي يسعى إليها التنظيم الجهادي الأشهر اليوم، والذي ينشط في العراق وسوريا تحت مسمّى “الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف اختصارا ب”داعش” يقول دانفورث، في تحليل نشرته مجلة السياسة الدولية (Forgien Policy) إنه على مدى السنوات الخمس الأخيرة حين تحولت سوريا إلى إقطاعيات متحاربة وبينما كان العراق يكافح من أجل الخروج من حربه الأهلية الكارثية، كان المراقبون الغربيون يعددون الاخفاقات الكثيرة لمعاهدة سايكس-بيكو التي بني عليها نظام الدولة في الشرق الأوسط، ويسرّبون، عبر وسائل الإعلام والشبكات العنكبوتية تقارير، تبدو في ظاهرها غير رسمية، تتحدّث عن نهاية هذه المعاهدة التي ابرمت في 1916 والتي قسّمت الولايات العثمانية في العالم العربي إلى “مناطق نفوذ” بريطانية وفرنسية، وهو ما وضع الأساس للحدود المعاصرة في المنطقة.
في تحليله لتسمية “الدولة الاسلامية في العراق والشام’”، يقول دانفورث: كل من العراق والشام هو اسم له مدلول تاريخي وسياسي، لكن من الملفت للنظر أن قيادة داعش لم تستطع ايجاد تعبير جغرافي واحد لوصف منطقة العمليات الحالية. الشام كان منذ زمن غير بعيد اسم محافظة عثمانية مقرها يوجد في دمشق، أما العراق فهو تعبير جغرافي أصبح يستعمل بشكل مستقل مع قدوم البريطانيين في عشرينات القرن الماضي.
و تدعي جماعة داعش توحيد منطقتين حتى المتنافسان الأولان في نظام الوصاية الأوروبية (بريطانيا وفرنسا) قنعا بالتعامل معهما على أنهما منفصلتان.. وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى توحد بعض القوميين العرب الأوائل للدفاع عن دولة تغطي المشرق بأكمله حيث لم تدم مساعي الملك فيصل بطل الثورة العربية وملك العراق 1920 طويلا و مصير خطط لاحقة لتوحيد العراق وسوريا و صعود حزبين بعثيين اشتراكيين وعلمانيين الى الحكم في سوريا والعراق سيوفرا أرضية للتوحيد، لكن سياسة السلطة وتعقيدات الايديولوجيا البعثية خلقت على الفور تقريبا عداء جديدا بين دمشق وبغداد. وكذلك فشلت محاولة سوريا في تجربة الوحدة مع مصر تحت راية القومية العربية.
والآن نجد أن داعش، التي تتحالف مع بعض البعثيين السنة في العراق بينما تقاتل بكل شراسة البعثيين العلويين في سوريا، ليست لها حظوظ في النجاح. عوضا عن ذلك تشير الأحداث في العراق وسوريا أن داعش جزء من مخطّط خارجي مهمته نشر فوضى الدم في المنطقة وانهاكها بغاية تهيئتها لتقسيم جديد.
يرى دانفورث أن ردة الفعل على التكتيكات المتوحشة التي اعتمدتها داعش ونجاحها السريع والمريب يكشفان محدودية تقسيم الشرق الأوسط على أسس طائفية، إذ نفر التطرف الديني لدى هذه المجموعة حتى حلفائها الأكثر راديكالية في الحرب ضد بشار الأسد وتسبب في نزوح نصف مليون عراقي من الموصل. فضلا عن ذلك، استخدم كل من السوريين والعراقيين خطابات وطنية لشجب مقاتلي داعش بوصفهم دخلاء أجانب إلى أرضهم، في حين أن الشيعة العراقيين أصبحوا الآن يميلون إلى اعتبار الجنود الإيرانيين على أراضيهم إخوة في الدين، وليس غزاة فرس.
لقد دفعت داعش الأتراك والأكراد والعراقيين والايرانيين إلى الاجماع على ضرورة هزم المجموعة الجهادية. وفي الوقت نفسه تسبب صعود داعش في تقوية أكراد العراق، ومن ذلك أن سيطرت قوات البشمركة على كركوك، وهو تحرك لم يثر ردة فعل السلطة المركزية في العراق التي تجد نفسها في هذا الظرف في حاجة إلى تعاون حكومة الاقليم الكردستاني. ونتيجة لهذه التطورات يتمتع إقليم كردستان حاليا بأوفر الحظوظ ليتم الاعتراف باستقلاله.
* القنبلة اليمنية مرشحة للانفجار
في اليمن من المرجح الوصول الى سيناريو التفتت الكبيرحيث جرى انتاج نظام حكم صمم على مدى عقود كالقنبلة واخذ موضوع التقسيم لأقاليم بعدا اخر خصوصا في جنوب البلاد حيث يذكر التقسيم الحالي بمحميات عدن الشرقية والغربية مع فارق ضم عدن الى المحميات الغربية بينما يأخد التقسيم في شمال اليمن الى اربعة اقاليم بعد طائفي وقبلي وملكي
في الاقليم الشرقي للجنوب ثلاث محافظات المهرة والتي لاتريد الانظامام الى حضرموت وحضرموت التي لاتريد الانظمام الى شبوة وانتهو جميعا في اقليم مرشح للتفكك.
وفي اقليم الجنوب الاخر اقليم عدن، لحج وابين ونزاع حول السيطرة على عدن ويشكو الاقليمين في الجنوب من انعدام الثقة بين جميع الفصائل المدعيه للزعامه من جهة وايضا مع الحكومة المركزية من جهة اخرى. اما في شمال اليمن أقليم الجند في وسط البلاد تتعالى فيه الاصوات المنادية بالانفصال عن اليمن او الوصول الى الحكم الذاتي المطلق كحل ادنى بينما يشكوا اقليم سباء في شرق الشمال من الاهمال منذ قيام ثورة 26 سبتمبر وتنهشه الصراعات القبلية.
اما اقليم تهامة فان الفقر والفساد والبطش والعبودية اصبحت سمات دفعت بابناء الاقليم الى طلب فصل محافظاتهم اثناء الحوار الوطني علنية وامام الملايين على شاشات التلفاز.
وفي اقليم ازال تشكل حركة انصار الله دولة داخل الدولة استطاعت فرض النظام والأمن والقانون في مناطقها خصوصا في صعدة لكن رؤيتهم الاقتصادية لاتزال كارثية ولايزال الأقليم يشهد معارك يومية بين انصار الله والاخوان المسلمون لحسم السيطرة عليه
قبل الانتخابات.
يكتب دانفورث قائلا: كانت هناك سابقة تاريخية لافتة للنظر تخص المنطقة التي تقول داعش إنها سيطرت عليها مؤخرا تتمثل في التقسيم القديم بين الأجزاء من الشرق الأوسط المأهولة والأجزاء التي يجوبها البدو الرحل وثمةخريطة عثمانية مدهشة ترجع إلى فترة الحرب العالمية الأولى تصف سكان المنطقة الفلاحية الغربية التي تضم كل المدن الكبرى السورية ب السوريين، بينما أولئك الذين يعيشون في الجهة الشرقية في الصحراء يطلق عليهم تسمية العرب.
ونفس التقسيم تبينه النصوص الجغرافية البريطانية من الفترة نفسها حيث يتم الحديث عن “العثمانيين المستقرين” و”العرب الرحل” الذين كانون يعيشون في المساحة غير المأهولة بين العراق وسوريا.
ومن ثم لم تكن المنطقة الفاصلة بين العراق وسوريا ذات أهمية كبرى لمهندسي نظام سايكس-بيكو وخاصة الجزء من الصحراء
جنوب هذه المنطقة حيث كان رسامو الخرائط العثمانيين والغرب يتركونها فارغة، ولم تعبأ القوى الأوروبية برسم الحدود بين العراق وسوريا إلا بعد عقد من الزمن حيث كلفوا لجنة من عصبة الأمم بالمهمة.
وحتى بعد وضع علامات الحدودية لم تهتم بها القبائل المتواجدة هناك إذ واصلوا نشاط الرعي وسقي المواشي عبر الحدود كما كانوا من قبل. وباختصار لقد نجحت داعش إلى حد الآن، ليس عبر إعادة صياغة نظام الدولة، لكن عبر التحرك (مثل مجموعات محاربة سبقتها) في مناطق غير مسيرة توجد بين دول قائمة.
* خريطة الشرق الأ وسط الجديدة سايكس بيكو 2
وتعود بداية ظهور مصطلح ”الشرق الأوسط الجديد” إلى يونيو 2006 ، وقد جاء على لسان وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس، تم استبداله بتسمية “الشرق الأوسط الكبير “أما عرّاب هذا المشروع فيشير الخبراء والدراسات، الى المؤرخ والباحث الأميركي البريطاني برنارد لويس، الذي وصف ب”مهندس سايكس-بيكو 2”. وتتفق الدراسات على أن لويس يعدّ صاحب أول مخطط مكتوب ومدعم بالخرائط لتقسيم المنطقة. ووضع لويس هذه الخطّة سنة 1980 .
وبينما كان العراق يكافح من أجل الخروج من حربه الأهلية الكارثية، كان المراقبون الأميركيون يعددون الاخفاقات الكثيرة لمعاهدة سايكس بيكو التي بني عليها نظام الدولة في الشرق الأوسط ومن بين الوثائق التي تحدّثت عن هذا المشروع الجديد/القديم خارطة، يعود تاريخها إلى سنة 2006 ، نشرت في “مجلة القوات المسلحة” الأميركية، تحت عنوان “حدود الدّم – نحو نظرة أفضل للشرق الأوسط”، وضعها الكاتب رالف بيترز، وهو جنرال أميركي متقاعد شغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان للاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع الأميركية.
ورغم أن هذه الخارطة لا تعكس الموقف الأميركي الرسمي، ولم يقم “البنتاغون بتأكيدها، إلا أنه أيضا لم يقم بنفيها، الأمر الذي اعتبره مراقبون، خطة أميركية تهدف لجس نبض الرأي العام العالمي وإعداده ببطء لتقبّل والتغيرات في الشرق الأوسط، وتخفيف وقع النتائج الكارثية لهذا المشروع الجديد.
*حدود طائفية وقبلية وعرقية للتخلص من الحدود السابقة
تتضمّن هذه الخارطة تقسيم دول مثل تركيا وسوريا والعراق على أسس طائفية وقبلية وديني. وأيضا ترسم الخارطة ملامح دول جديدة، من بينها “دولة عربية شيعية” على أراض غنية بالنفط – ستشمل جنوب العراق والأجزاء الجنوبية الغربية من إيران (الأحواز) – و”دولة كردستان الحرة” على أراض من تركيا وسوريا والعراق وإيران وتكون هذه الدويلات الحديثة تابعة للولايات المتحدة.
وكتب بيترز معلقا على هذه الخارطة قائلا إن الحدود الأكثر اعتباطية ومشوهة في العالم توجد في أفريقيا والشرق الأوسط الحدود الأكثر
اعتباطية والأكثر تشوها في العالم توجد في إفريقيا والشرق الأوسط. وهذه الحدود رسمتها المصالح الخاصة للأوروبيين (الذين كانت لديهم اضطرابات كافية لتحديد حدودهم) ولكن الحدود غير العادلة في الشرق الأوسط – والاستعارة هنا من تشرشل – تولد مشاكل أكبر من أن تُحَلَّ محليا.
وحتى أولئك الذين لا يستسيغون فكرة تعديل الحدود سوف يستفيدون جيدا من هذا التحول، وعليهم أن يتذكروا أن الحدود ظلت تتغير عبر القرون لم تكن ثابتة أبدا والعديد من الحدود من الكونغو وحتى كوسوفو و القوقاز تتغير حتى الآن.
بعض ما جاء في مشروع برنارد لويس، ثم في خارطة بيترز رالف ونيويورك تايمز”، وغيرها من المصادر، تبدو ملامحه ظاهرة على الأرض اليوم، فالسودان تمّ تقسيمه فعليا، وفوضى الدم انتشرت في العراق وسوريا؛ أما اليمن، البلد العربي الأكثر فقرا، والأبرز استراتيجيا، فتهدّده أيضا ملامح التقسيم مرّة أخرى.
وذات التفاصيل ووفق ما جاء في الوثيقة سيتم تقسيم بعض الدول العربية في الشرق الأوسط إلى عدة دول عن طريق تأجيج الخلافات القبلية والتحديات الاقتصادية والانقسام بين السنة والشيعة.
وقالت روبن رايت، الباحثة الأميركية المختصة في شؤون الشرق الأوسط، في تحليلها لما جاء في خارطة “إعادة تشكيل الشرق الأوسط” أنه سوف تنشأ دولة الأكراد شمال العراق، ولم تستبعد نشأة دولة علوية على نفس منوال “كردستان”، وتخيلت في مقالها المنشور في “نيويورك تايمز” أنه سيتم تدمج المناطق السنية في العراق وسوريا بدولة واحدة.
وفي جنوب العراق تنشأ دولة شيعية، فيما تنشأ دولة جديدة غرب جنوب سوريا تسمى “جبل الدروز”.
إن التخلص من الحدود التي رسمها الأوروبيون منذ القرن التاسع عشر، لن يتم على الارجح على أسس طائفية، ربما بالاعتماد على خليط من التقسيمات الاثنية والطائفية و إعادة بروز جغرافيا ما قبل الامبريالية. لكن التطورات الأخيرة تفيد بأن الأشياء إذا تغيرت بصفة جذرية، فإن القوة والصدفة هما اللتان تلعبان دورا أكبر في تحديد ماذا سيحدث لاحقا في مجال الديمغرافيا والجغرافيا والتاريخ.
أما الطريق المؤدية إلى التقسيم الجديد، من وجهة نظر الجنرال الأميركي رالف بيترز، فلن يكون إلا “عبر حمامات الدم التي لا مفر منها لتنشأ حدودا طبيعية جديدة (...) ومن أجل الوصول إلى أنابيب النفط في منطقة شاء لها القدر محاربة نفسها”.
المواطن في الدول العربية طور اليات للتعامل مع أوضاعه المتغيرة على مدى قرون من الزمان فتجده يلجاء للدولة واذا سقطت يتحول تلقائيا الى القبيلة ثم الى الانتماء الديني ورئينا هذه الالية تعمل بكفاءة في السنوات الأربع الماضية ففي ليبيا على سبيل المثال نشهد اليوم تقسيم الى ثلاث مناطق تعيدنا الى ما قبل حدود الدولة الليبية الحالية.
وإذا ماردنا التنبؤ بمصير الدول العربية ما علينا سوى النظر الى خريطة هذه الدول ما قبل 1915 لنعرف على وجه التحديد مستقبل هذه الدول التي باتت تتفتت نحو الخطوط العرقية والمذهبية السبقة لها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى