المونديال بعيون نواعم

> دنيا حسين فرحان

> ماحصل في مباراة البرازيل وألمانيا كان أكبر صدمة في تاريخ كأس العالم فمنتخب كبير ومدرسة الكرة الممتعة والمهارات الفرديه مثل البرازيل لايمكن أن يصدق أحد ولايتوقعه العقل البشري ماحدث له في مباراته مع المنتخب الألماني، حقا إنها كارثة للاعبين على حدا سواء وعلى المدرب والجماهير البرازيلية ومحبي السامبا في العالم، ولم تستطع جماهير المدرجات أن تخفي دموع الحسرة والألم، بل أجهشت بالبكاء، وكان هناك حالات إغماء كثيرة وقد غادرت الجماهير الملعب قبل إنتهاء اللقاء كتعبير عن مدى الحزن العميق بعد الهزيمة المذلة والقاسية، فظهر العديد من الجماهير من أطفال وشباب وكبار السن في حالة صدمة وأعينهم ممتلئة بالدموع، فالصورة وحدها تكفي للتعبير عن ما يدور داخل المشجع البرازيلي من ألم والمشهد الأكثر ألما هي الدموع المرسومة على خدود النواعم البرازيلية داخل المدرجات التي لطالما كانت تتغنى وترقص لبلدها على أنغام موسيقى (السامبا) الساحرة.
فالمشجعات جئنَ ليشاهدن مباراة اعتقدن أنها ستكون الطريق لنهائي المونديال ومشاهدة أداء جميل للاعبين لتعويض غياب نجمهم الأول (نيمار) ولكنهن تفاجئن بمنتخب بلا هوية أو روح غابت فيه معالم الدفاع والهجوم وملامح الفريق البرازيلي المتكامل الذي عودنا دائما على التألق في المباريات الكبرى.. فنتيجة المباراة كانت بمثابة الكابوس الذي سيظل يلاحق البرازيليين مدى الحياة.
فشاهدنا نواعم المونديال البرازيلي في حالة لا يرثى لها، لا تعرف ماذا حدث هل هو سيناريو لفلم جديد أم أن حقبة الفنيات والمهارات الفردية التي لطالما أتحفتنا بها البرازيل قد انتهت لأسباب غير معروفة، ولم يبقَ للجماهيرالمحبة والعاشقة للكرة البرازيلية سوى الوقوف على الأطلال وتذكر الماضي الجميل الذي عاشته البرازيل لفترات طويلة من تاريخ كأس العالم وكرة القدم.
فمواقع التواصل الاجتماعي لم تقصر في السخرية من منتخب البرازيل عقب الهزيمة من الألمان واستعراض ألبوم من الصور لمختلف الشخصيات الرياضية وردود أفعالهم بنتيجة المباراة وأولهم أسطورة الكرة البرازيلية الجوهرة السمراء (بيليه) ودموعه التي انهمرت فور مشاهدته ما حدث وتعليقات معظم لاعبي كرة القدم حول العالم، وقد انعكس كل هذا على صورة البرازيل التي كانت ترسم بأقلام من ذهب.
ولم تتحمل حسناوات المونديال صدمة تبخر أحلام معانقة كأس العالم السادسة في أرضها وبين جماهيرها، ولم تملك أية وسيلة للتعبير عن ما تشعر به سوى السكوت وتساقط الدموع الغزيرة علّها تروّح عن نفسها قليلا.
وما قامت به الجماهير البرازيلية من أعمال عنف وشغب ومظاهرات وحرقها للعلم البرازيلي خير دليل على حجم المعاناة التي يعيشونها ومدى الألم والإهانة اللذين يشعرون بهما.. فأسياد العالم وجدوا أنفسهم عبيدا مرة واحدة.. فهل ستستطيع الجماهير نسيان هذا في حال فوز منتخب البرازيل بالمركز الثالث والحصول على البرونز أم أن المنتخب سيزيد من معاناة الجماهير ؟!!.. نأمل أن يحقق هذا، فالبرازيل مدرسة كرة القدم بلا منازع، ولطالما كبرنا على اسم البرازيل وكرتها الساحرة ونجومها الكبار، فالكبير يبقى كبيرا مهما عانده الزمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى