الهاجس الذي يؤرق "الثورة" السنية في العراق

> أربيل «الأيام» نيد باركر وسليمان الخالدي:

> في الشهر الماضي جلس الشيخ علي حاتم سليمان أمير عشائر الدليم أحد قادة الانتفاضة السنية على حكومة العراق التي يقودها الشيعة على أريكة وقد وضع ساقا على ساق ثم أشعل سيجارة أخرى من نوع مارلبورو الأحمر وانهمك في بحث الصراع مع زواره الذين جاءوا من مدينته الرمادي التي بدأ فيها التمرد في أواخر العام الماضي.
غير أنه بدلا من إبداء سروره بما حققته الانتفاضة من تقدم بدأ الرجل البالغ من العمر 43 عاما يتحسر على ما حاق من تمزق بالتنوع العرقي والديني الذي كان العراق صورة حية له.
وسأل الرجل زواره "كيف نحمي ما لدينا حتى الآن؟"
ربما تبدو هذه الهواجس التي تعتمل في نفس الشيخ الثوري مفاجئة. فخلال الشهور السبعة الماضية استولت الفصائل السنية المسلحة التي ساعد الشيخ علي في قيادتها وحلفائها من الدولة الإسلامية التي خرجت من عباءة تنظيم القاعدة على أغلب المدن السنية الكبرى في شمال العراق.
وانتشرت المعركة ضد رئيس الوزراء نوري المالكي في بغداد شمالا وشرقا وأصبحت تهدد بتقسيم العراق بغير رجعة. وفي أواخر يونيو حزيران أعلن تنظيم الدولة الإسلامية قيام الخلافة.
وأصبح الشيخ علي واحدا من الوجوه المألوفة للانتفاضة. لكن هذه الشخصية المجازفة تمثل هذا التناقض في جوهره وتفسر حكايتها سبب صعوبة لم شمل العراق مرة أخرة.
فالتحالف بين العشائر السنية والقوميين والموالين لنظام حزب البعث القديم وقدامى ضباط الجيش من جانب والدولة الإسلامية من جانب آخر يقوم بالكامل تقريبا على كراهية حكومة المالكي الشيعية ورغبة في استقلال السنة بمنطقة.
لكن الشيخ علي مثل أغلب العراقيين من السنة ليس من المتطرفين. فقد ساعد في سحق محاولة سابقة لتنظيم القاعدة في العراق. وأزعجته في الآونة الأخيرة أنباء فرار عشرات الالاف من المسيحيين من مدينة الموصل في أعقاب انذار وجهته الدولة الإسلامية لهم مطالبة إياهم إما باعتناق الإسلام أو الرحيل أو مواجهة الموت بحد السيف.
وكانت هذه الفكرة بمثابة إهانة للشيخ علي الذي نشأ في العاصمة بغداد وكثيرا ما تحدث علانية عن ضرورة التسامح.
وفي سلسلة من المقابلات منذ سقوط الموصل في أوائل يونيو حزيران وصف الشيخ علي كيف حدث التلاقي بين مقاتلي الدولة الإسلامية وأقرانه في الانتفاضة السنية. وعبر عن مخاوف عميقة بشأن قدرة الجماعات التي يقودها والتي تعرف نفسها بأنها ثوار العشائر بالوقوف في وجه حلفائهم المتشددين الذين يعملون في سوريا والعراق.
وقال "إذا كان أي مكان مفتوحا فسيستولي عليه تنظيم الدولة اللإسلامية. الدولة الإسلامية ليست قوية إذا ما قورنت بالعشائر. لكنهم استراتيجيون. فلديهم معدات عسكرية وهم يستخدمونها ضد الثوار."
وقد أفاد صعود نجم الدولة الإسلامية العشائر لكن الشيخ علي وصفه بأنه يمثل تهديدا لهم في الوقت نفسه. وقال إنه كلما زادت قوة الإسلاميين طغى الدين على الأهداف القومية الصرفة لكثير من أنصاره من السنة.
وتفوق العشائر ومن يناصرونهم من فصائل أخرى الجهاديين من حيث عدد السكان وعدد المسلحين الجاهزين للقتال. لكن الدولة الإسلامية تعمل الآن على استمالة الفصائل السنية بالكميات الكبيرة من الأسلحة الأمريكية والروسية التي استولت عليها في ساحة القتال وايراداتها من حقول النفط التي تسيطر عليها في العراق وسوريا.
وسيسهم ميزان القوى بين الدولة الإسلامية والشخصيات ذات الرؤية القومية مثل الشيخ علي في تحديد شكل المناطق السنية في العراق مستقبلا وما إذا كانت المصالحة ممكنة مع الأغلبية الشيعية في البلاد.
وتساءل أحد أنصاره في تلك الليلة التي استقبل فيها الشيخ علي زواره بفيلته في أربيل "هل هذه الثورة أم إرهاب؟"
ورد الشيخ علي "هي ثورة. لكن عندنا مشاكل."
* وقت أكثر تفاؤلا *
وبشكل أو بآخر يعد الشيخ علي بعهد أكثر تفاؤلا إذ كان من رواد تمرد على تنظيم القاعدة عام 2006 ومحاولة قادتها الولايات المتحدة لتحقيق اندماج السنة في الحياة السياسية في العراق.
وتولى الشيخ علي الذي يتحدث بصراحة موقعه القيادي عندما توفي والده قبل عامين من سقوط صدام حسين.
ويتراوح عدد أفراد عشيرة الدليم التي ينتمي إليها بين مليونين وأربعة ملايين. ومثلما هو الحالي في كثير من العشائر العراقية ينتمي أفرادها إلى الفصيلين الرئيسيين. فأغلبهم من السنة والباقون وعددهم بين 300 ألف و 400 ألف من الشيعة.
وتتركز عشيرة الدليم في محافظة الأنبار الممتدة على مساحة كبيرة في غرب العراق لكنها تنتشر أيضا إلى الشمال من بغداد. وهي من أكبر العشائر في العراق وتعد قوة اجتماعية وسياسية واقتصادية كبيرة ولها صلات بالعائلات الحاكمة في عدد من دول الخليج والصفوة في الأردن.
وكانت العشيرة من الأسس التي قام عليها نظام حكم صدام الذي كان السنة مهيمنين فيه وكان أفرادها يخدمون في الجيش والحكومة. واليوم ما زالت العشيرة من رواد التسامح السني.
ويختلف العالم الذي ورثه الشيخ علي عن عالم والده. فبعد اجتياح العراق عام 2003 كان أول مهامه الحفاظ على النفوذ السياسي لعشيرة الدليم وسط تمرد وحشي من السنة. واعتمد هذا التمرد على أقاربه واستهدف الأمريكيين الذين أغضبوا العراقيين باعتقالات جماعية واستخدام القوة عشوائيا والصفوة السياسية الشيعية الجديدة التي بدا أنها عازمة على تهميش السنة بسبب دورهم في الانتهاكات التي نسبت لصدام.
وحافظ الشيخ علي على أن تفصله مسافة عن التمرد لكنه لم يصل إلى حد إدانته. وقال فيما بعد لمؤرخ أمريكي إن "أخطاء ارتكبت على الجانبين."
* تحالف منهار *
وللشيخ علي ذوق خاص في الملابس. فقد كان يرتدي سترة فوق دشداشة ناصعة البياض وعقالا وضع بإحكام شديد على رأسه. وبدت عليه ملامح الزعامة في عشيرته بعينين عسليتين حادتين. وهو يتمتع بموهبة الخطابة كما أن لقب الأمير يضفي عليه وقارا ومهابة.
وفي أوائل عام 2005 هرب عمه ماجد الذي كان أميرا للعشيرة إلى الأردن ووجد الشيخ علي نفسه وحيدا في مواجهة الوجود العسكري الأمريكي والذراع العراقي لتنظيم القاعدة الذي بدأ عمليات قتل في الأنبار وبغداد.
وانتهت تلك الحملة عام 2006 عندما استخدم الشيخ علي ومجموعة من رجاله في العشرينات والثلاثينات من العمر المال والسلاح الذي حصلوا عليه من الأمريكيين لمهاجمة القاعدة. وأطلق السنة والأمريكيون على هذه الحركة "الصحوة".
ويعزو ضباط أمريكيون للشيخ علي الفضل في حشد العشائر من الرمادي إلى المزارع المحيطة ببغداد وإلى الشمال منها. وحتى اليوم في بعض البيوت خارج بغداد يزين شيوخ العشائر بيوتهم بصور الأمير.
وقال الكولونيل ريك ولش ضابط القوات الخاصة المتقاعد الذي عمل عن قرب مع الشيخ علي "لقد عزز الحرب على القاعدة."
كما أبدى ميلا لأداء لفتات غير عادية. فذات مرة انفجرت سيارة ملغومة في مكتبه ببغداد وقتل عدد من حراسه ثم خرج هو دون أن يصب بأذى. وقال للأمريكيين إنه يرحب بالهجوم.
وعندما كان كثيرون من السنة ما زالوا يخشون الميليشيات الشيعية زار الشيخ علي حي مدينة الصدر الشيعية في شرق بغداد ونزل من سيارته الجيب ليسير بين الالاف من السنة والشيعة على حد سواء.
وبإمكانه أيضا أن يكون عمليا ومباشرا. فرغم أن أغلب السنة احتقروا رئيس الوزراء المالكي من البداية قامر الشيخ علي على تحالف معه. واستمر ذلك ثلاث سنوات قبل أن ينهار عام 2010 في ظل توترات طائفية متزايدة وتبادل الاتهامات.
وخلاف فترة هذا التحالف انتعشت أحوال الشيخ علي بفضل علاقته مع المالكي. وحصل على عقود حكومية وراهن على رئيس الوزراء بوصفه رجل المستقبل. بل وأشرك شقيقه الاصغر عبد الرحمن في الانتخابات البرلمانية على قائمة المالكي.
وعندما لم يفز عبد الرحمن بالمقعد ركز المالكي على هويته الشيعية واهتز التحالف. وخرج الشيخ علي على القنوات التلفزيونية الفضائية لينتقد المالكي وما وصفه بمؤيدي رئيس الوزراء الإيرانيين.
وفي عام 2011 أرسل المالكي قواته إلى مكتب الشيخ علي في بغداد وأخرجه منه. كما أقنع المالكي ماجد عم الشيخ علي بالعودة من عمان وزوده ببيت وحرس في محاولة لاضعاف مكانة الشيخ علي.
ومازال رجال المالكي يصفون الشيخ علي بأنه إرهابي جعجاع. وسخر حيدر عبادي أحد كبار أعضاء حزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالكي منه ووصفه بأنه ممن يتحدثون لوسائل الاعلام من خارج ساحة القتال. وقال إن الحكومة تتحدث مع زعماء عشائر لهم نفوذ أكبر على الارض يمكنهم قلب الموازين.
* عقلية العشيرة *
وحتى بعد انتصار السنة على القاعدةاستمرت الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة في القبض على خصومها من السنة. وزج بالالاف في السجون بتهمة الإرهاب وظلوا فيها سنوات بدون محاكمة.
وبعد عام من خروج الجيش الأمريكي من العراق فقد كثيرون الأمل في تحسن الأحوال وخرجت مظاهرات عارمة عقب القبض على حراس أحد زعماء السنة البارزين. وألقى الشيخ علي بنفسه في الاحتجاجات وانضم إلى الجماهير أو رافق زعماء العشائر ورجال الدين.
وتأرجح الزعيم العشائري بين الحرب والتفاوض. ودبر مواجهة عسكرية في فبراير شباط عام 2013 بعد اقتناعه أن الحكومة ستنقض على المتظاهرين السنة. وفي ابريل نيسان قتلت قوات الأمن الحكومية 50 متظاهرا على الاقل في مدينة الحويجة في الشمال مما أثار أعمال عنف في مختلف أنحاء البلاد. وفي الأسابيع التالية حشد الشيخ علي ميليشيا لحماية المحتجين.
وازدادت التوترات. وبدأت الدولة الإسلامية التي ولدت من بقايا تنظيم القاعدة في العراق سلسلة من الهجمات الانتحارية التي تستهدف بغداد. وفي ديسمبر كانون الأول الماضي أرسل المالكي قواته إلى الرمادي لاخلاء مخيمات المحتجين. وبدأت الحرب بين الحكومة والعشائر وتحولت ميليشا الشيخ علي إلى قوة مقاتلة كاملة.
وقاد الشيخ علي المقاتلين في الرمادي وراوغ لتفادي محاولات حكومية عراقية لقتله. وأكدت سلسلة من الهجمات التي شنتها طائرات هليكوبتر عسكرية تطلق ما وصفه الشيخ علي بصواريخ أمريكية وضعه باعتباره صوت التمرد.
* دماء كثيرة
وشعر المقربون من المالكي بأن الحرب ستحظى بتأييد الناخبين الشيعة في الانتخابات العامة في ابريل نيسان. وبالفعل فاز الائتلاف الذي ينتمي إليه حزبه بأكبر نصيب من الأصوات. لكن على الارض تحول الهجوم إلى حرب طويلة. وفي الأشهر الستة الأولى قتل ما لا يقل عن ستة الاف جندي من القوات الحكومية وهرب من الخدمة 12 ألفا وذلك وفق ما ذكره مسؤولون طبيون ودبلوماسيون.
وخرج زعيم قبلي منافس للشيخ علي هو أحمد أبو ريشة على الانتفاضة وانضم للمالكي. وأصبح أبو ريشة الآن يقود صحوة جديدة ويعمل بالتنسيق مع عمه وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي.
وأتاحت هذه الفوضى فرصة للدولة الإسلامية التي أرسلت قواتها إلى الرمادي. في البداية تجاهل الشيخ علي وأنصاره التنظيم الأكثر تشددا لكن بحلول ابريل بدأت الجماعتان تقاتلان جنبا إلى جنب.
وقال الشيخ علي إن التحالف شر لا بد منه. وربما كان قد حارب القاعدة في وقت من الأوقات لكنه أدرك أن الدولة الإسلامية تتمتع بخبرة تكتيكية من الحرب الأهلية في سوريا. ورافق ابتعاده عن الاعتدال مشاعر السنة على المستوى الشعبي.
ويعتقد هو وأنصاره أن على بغداد أن تقدم تنازلات على أقل تقدير قبل أن تتصدى العشائر للدولة الإسلامية. ويقولون إنه يجب أن يدير السنة شؤونهم وأمنهم بأنفسهم وأن يحصلوا على حصة من إيرادات النفط من الحكومة الحالية.
ويرأس الشيخ علي من الناحية الاسمية مؤسستين كبيرتين هما المجلس العسكري العام للانبار ومجلس ثوار العشائر اللذين يربط فيما بينهما نحو عشر فصائل مسلحة مختلفة على نحو فضفاض.
وتؤمن بعض الفصائل بمباديء إسلامية متشددة وهوية سنية عراقية. وبعض الفصائل الأخرى خرجت من نظام حزب البعث العراقي القديم. وما يربط الفصائل قيادة عسكرية يتولاها ضباط سابقون.
وقال رجل دين يرتبط بالانتفاضة السنية "مشاركة الضباط سهلت الامور. فهم العقول التي خاضت حرب الثمانينات مع إيران ولذلك فوجود ضابط واحد في مجموعة من 30 إلى 50 شخصا كاف. فهو من يتولى التخطيط."
ويجمع الشيخ علي بين هذه الجماعات ويضفي عليها شرعية فقد حارب جده في انتفاضة عام 1920 على البريطانيين وكان صديقا للملك فيصل مؤسس العراق الحديث.
وقال رجل الدين "الثوار يحتاجون شخصا غير عادي مثل علي حاتم. فهو يستوعب العقلية القبلية ويتحدث بالغة تفهمها العشائر."
لكن نفوذه له حدوده..وقال رجل الدين "إذا اتفق الشيخ علي مع الناس على وقف الثورة فهل ستقف؟ لا أعتقد أن أحد سيقر دعوته."
* التكشير عن الانياب *
وربما تكون الدولة الإسلامية أصغر إذ يتراوح مقاتلوها بين ثمانية الاف و20 ألفا بالمقارنة مع مقاتلي العشائر السنية والقوميين الذين يقدر عددهم بنحو 30 ألفا. لكنها تهمين على الانتفاضة على نحو متزايد.
ومع انهيار قوات الأمن العراقية في يونيو حزيران انضمت فصائل مسلحة أخرى إلى زحف الجماعة المتشددة على الموصل حتى وصلت إلى مسافة تبعد 160 كيلومترا من بغداد.
وقال أبو عزام التميمي وهو مقاتل سني سابق يعمل حاليا مستشارا للمالكي إن القيادة بيد الدولة الإسلامية وإن الشيخ علي زعيم عشائري صادق ومحبوب وأحد "الثوار" الذين لديهم مطالب حقيقية.
لكنه يعتقد أن الدولة الإسلامية ستهزم كل الجماعات السنية الأخرى في نهاية المطاف. كما شكك في قدرة الشيخ علي على حشد أعداد كبيرة من المقاتلين في ظل وجود عدد كبير من الجماعات السنية.
وقال عبد الرزاق شقيق الشيخ علي إن الدولة الإسلامية "كشرت عن أنيابها" ونالت تأييد قطاعات عريضة من الناس فهم لديهم الأفضل في كل شيء بما في ذلك الذخيرة والمركبات.
وقال ضابط مخابرات في الرمادي لرويترز إن الشيخ علي خدع نفسه بدعم حرب ليس باستطاعته الفوز فيها. وقال الضابط "عندما يتحدث عن المتمردين الذين يسيطرون على الأراضي فإنه يعني الدولة الإسلامية حتى ولو لم يقلها."
واتفق مقاتل مؤيد للشيخ علي مع هذا الرأي وقال لرويترز إن الخط الفاصل بين القبائل السنية والدولة الإسلامية تلاشى. وأضاف أن الجماعات الآن تتقاسم السلاح من الغنائم التي حصدتها الدولة الإسلامية من معدات الجيش العراقي.
وحتى الآن يستبعد الشيخ علي المواجهة مع الدولة الإسلامية لأن المالكي وقواته الخاصة والميليشيات الشيعية لا تزال الخطر الأكبر. وقال الشيخ علي أمام ضيوفه إن هناك أشخاصا سيئة في المناطق السنية لكنه تساءل عمن أعطى الحكومة الحق في إرسال الميليشيات للأراضي السنية وقتل الناس هناك.
وفي ظل عمليات القصف العنيفة التي نفذتها الحكومة في مايو أيار انتقل الشيخ علي إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان. وأقسم على العودة للرمادي لكنه ظل في الشمال معللا ذلك بضرورة عقد اجتماعات سياسية والسفر لقطر والإمارات لحشد تأييد دول الخليج لقضيته. ويقول البعض إن ابتعاده عن المشهد أثر على سمعته. لكن البعض الآخر يختلف مع هذا الرأي.
ووصف أحد المقاتلين في بغداد الشيخ علي بأنه شخصية ملهمة. وفي محافظة ديالى قال مقاتل انشق عن بقايا حركة الصحوة التي مولتها الحكومةإن الشيخ علي هو أحد أكثر زعماء العشائر احتراما.
وعبر ضابط في الجيش الأمريكي طلب عدم نشر اسمه عن اعتقاده بأنه إذا انقسم العراق على أسس طائفية فإن مستقبل المناطق السنية سيكون بيد أشخاص مثل الشيخ علي الذين يحملون شعلة الشرعية العشائرية.
وقال الضابط "علي حاتم هو شيخ الأنبار الوحيد جديا."
* الناس سيخسرون *
ويتسم الشيخ علي نفسه بالواقعية.
ففي أوائل مايو أيار جلس في غرفة بأحد فنادق أربيل وأخذ يحتسي القهوة ويتلاعب بجهاز أي فون الذي يملكه. وأخذ يحكي عن تدبير كمائن ضد القوات الخاصة العراقية قال إنها أدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص.
وبدت بشرته داكنة وجسده هزيلا بسبب المعارك. وكانت محاولة للوساطة بين الحكومة والعشائر السنية في الأنبار قد فشلت للتو. ولم تسقط الموصل إلا بعدها بشهر لكن الشيخ علي يشعر بالفعل أن العراق بصدد تحول كبير. وهو لا يرى أي طريقة لوقف الزخم أو لانتزاع نفسه من المشهد.
وحدد بشكل عام معالم ما حدث بعد ذلك.. المعارك المكثفة التي شنها المسلحون السنة للسيطرة على المناطق الريفية على مشارف بغداد والهجمات على موارد البلاد الطبيعية الحيوية مثل حقول النفط وخطوط الأنابيب والسدود.
وتوقع الشيخ علي أن جميع الطوائف ستنقسم وسيكون الآوان قد فات وسيخسر الناس. وقال إن المدنيين في العراق سرعان ما سيجدون أنفسهم في مرمى حرب بين الحكومة ومجموعة من الفصائل المسلحة.
وألقى الشيخ علي باللوم على السنة المقربين من الحكومة في تخريب فرص التوصل لحل وسط.
وتساءل "أتعلمون من يؤذي السنة كثيرا في العراق ومن يضرهم؟ هل تعلمون من؟ انهم السنة أنفسهم."
(إعداد منير البويطي وليليان وجدي - تحرير محمد اليماني) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى