كأنه "زلزال" في رفح بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي

> رفح «الأيام» ا.ف.ب:

> تتفقد اسمهان ابو الروس (40 عاما) منزلها شبه المدمر في قرية الشوكة التي باتت اثرا بعد عين جراء القصف الاسرائيلي الكثيف شرق رفح جنوب قطاع غزة وذلك بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي منها.
وتقول ابو الروس ان الدبابات الاسرائيلية التي انسحبت صباح الثلاثاء خلفت وراءها ما وصفته "بالزلزال المدمر"، مشيرة الى ان جنودا اسرائيليين استخدموا بيتها كمكان للتحصن قبيل اندلاع اشتباكات عنيفة في محيطه اثر انهيار تهدئة انسانية متبادلة الجمعة الماضي.
في المنزل، وجدت اسمهان بقايا وجبات طعام جاهزة كتب عليها باللغة العبرية "جيش الدفاع الاسرائيلي"، بالاضافة الى بقايا مشروبات غازية وعلب سجائر ومياه معدنية خلفها الجنود الاسرائيليون.
وتوضح السيدة التي جاءت برفقة اخيها لتفقد المنزل "جئت لتفقد البيت ووجدته مدمرا تقريبا" مشيرة "كنا 21 شخصا في البيت وهربنا فجر يوم الجمعة".
واضافت "عناصر الجيش احتلوا المنزل يوم الجمعة وناموا فيه ثم دمروه قبل انسحابهم، انتقموا من الشجر والحجر والبشر".
وعلى بعد مئات الامتار من منزلها المحاط بمنازل مدمرة، يوجد مخرج لنفق تحت الارض استخدمه مقاتلو حماس في معركة عنيفة وقعت صباح الجمعة مع الجيش الاسرائيلي.
ووقف احد مقاتلي حركة حماس يشير الى فتحة النفق وقطرها قرابة اقل من متر واحد وبجانبها حفرة عميقة قطرها عشرة امتار احدثتها صواريخ اطلقتها طائرات حربية.
وقال الشاب الملتحي الذي سرعان ما توارى لفرانس برس "هنا جرت المعركة وفاجأ مجاهدو القسام القوات المتوغلة ..خرجوا لهم من خلف الدبابات وامطروهم بالرصاص والقذائف، قتل واصيب كل افراد القوة وعددها من 15 الى 20" من دون مزيد من التفاصيل.
وتبدو اثار الدمار ظاهرة في انحاء المنطقة، حيث دمر منزل يعود لعائلة الهسي مؤلف من ثلاثة طوابق وسط بستان زراعي في منطقة قريبة من النفق.
ويقول ماجد الهسي (42 عاما) "تحصن الجنود في بيت ابن عمي وقاموا بقنص اي مدني او مقاوم يقترب من المنطقة".
واضاف "كان المقاومون يطلقون النار عليهم ولكننا لا نعرف ما الذي حصل بعدها لاننا هربنا من هنا قبل ظهر الجمعة".
وفي مكان قريب، وقف مسعفون وعاملون في الدفاع المدني الفلسطيني لانتشال الجثث في المنطقة وتمكنوا من انتشال خمس جثث ممزقة بدت كانها جثث مقاتلين.
وبحسب احد المسعفين في المكان "فانها المرة الاولى منذ اسبوع التي نتمكن فيها من الدخول الى المنطقة. ونواصل البحث في كل مكان عن ضحايا".
وتابع "دمروا المنطقة، ابادوا كل شيء بما في ذلك الاغنام والحمير والدجاج، الصورة مروعة ولكنها تتحدث عن نفسها".
وبعد نحو شهر على الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، دخلت تهدئة تم الاتفاق عليها بين اسرائيل وحماس حيز التنفيذ صباح الثلاثاء لمدة 72 ساعة فيما سحب الجيش الاسرائيلي كل قواته من القطاع.
والتزم الطرفان التهدئة اعتبارا من الساعة 8,00 بالتوقيت المحلي (5,00 ت.غ) لمدة 72 ساعة. ومن المفترض ان تجري مفاوضات للتوصل الى وقف اطلاق نار دائم خلال هذه المدة.
ومع دخول التهدئة حيز التنفيذ كانت الدبابات والاليات المدرعة تكمل انسحابها الى المنطقة الحدودية بغطاء جوي من طائرات مقاتلة.
وتراجعت عشرات المدرعات نحو الحدود بعد ان كانت تتمركز بعمق داخل الاراضي الفلسطينية شمال رفح وخلفت وراءها دمارا شبهه بعض السكان "بالزلزال المدمر".
ويقول رائد حجازي وهو صاحب ورشة لاصلاح اطارات سيارات في حي الجنينة برفح "الدبابات وصلت فجر امس (الاثنين) الى هنا"، في اشارة الى شارع صلاح الدين الرئيسي الذي يبعد حوالى ثلاثة كيلومترات عن الحدود مع اسرائيل، ويضيف "قصفوا البيوت والورش والمصانع وجرفوا الشوارع".
ويقاطعه صلاح العرجا (30 عاما) الذي يمالك صالة للافراح دمرت ايضا "هذه حرب تخريبية انتقموا فيها من المدنيين في غزة، كل الدمار مقصود لكسر ظهورنا.. وهذا لن يحصل ابدا لان الله معنا". وصب جام غضبه على الدول العربية "التي تركتنا لنذبح".
وفوق ركام منزله الذي دمر في غارة شنتها طائرة حربية كان الفتى ابراهيم ابو طعيمة (16 عاما) يمسك بقطعة من صاروخ اسرائيلي اصاب بيت عائلته.
وقال الفتى "اخي اصيب في قدمه واختى اصيبت وامي مريضة وننام في مدرسة الانروا الغربية" ويتابع محاولا البحث عن بقايا اشياء "جئت للبيت علني اجد بعض الملابس لاخوتي الصغار".
اغتنم خيري المصري الاعلان عن التهدئة في قطاع غزة المدمر للعودة الى منزله في بلدة بيت حانون ولكنه راى مشهدا يفوق الوصف، حيث لم يبق منه سوى الانقاض.
واضطر خيري وزوجته واطفاله الثلاثة الى ترك منزلهم الابيض مع ساحته المزروعة بالليمون والنخيل بعد اعلان اسرائيل توسيع عمليتها العسكرية ضد قطاع غزة وشن هجوم بري في 17 من تموز/يوليو الماضي.
وعاد خيري الثلاثاء للمرة الاولى الى منزلهم بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ لثلاثة ايام بين اسرائيل وحماس وبعد انسحاب الجنود الاسرائيليين من المنطقة، فصعقهم الدمار الهائل.
ويتساءل خيري بدهشة "هل هذه بلدتي فعلا؟" وهو يقف امام مشهد من المنازل المنهارة. وتبدو اثار الدبابات الاسرائيلية ظاهرة على الشوارع الرملية بينما تترامى جثث حمير ميتة في الطريق.
وما زال هيكل المنزل قائما ولكن الجدران ثقبت تماما. وعثر على قذيفة هاون في غرفة المعيشة وقاذفة بازوكا مضادة للدروع على الارض، وكتابات باللغة العبرية على جدار قريب ما يشير الى ان الجنود الاسرائيليين استخدموا المنزل.
ويتساءل خيري الذي عاد وحده لتجنيب عائلته رؤية المنزل "ماذا سأقول لزوجتي واولادي؟ لا اريد ان يروا ذلك. قد يصابون بالجنون. كيف اشرح لهم كل هذا؟".
واضاف وهو يتمشى بين الانقاض "ماذا فعلنا نحن لنتانياهو؟" رئيس الوزراء الاسرائيلي.
وتقول زكية شعبان المصري وهي ارملة تبلغ من العمر (74 عاما) لوكالة فرانس برس "بكيت عند وصولي الى البيت. كل ما جمعته طوال حياتي كانت هنا. في هذه الغرفة. ولكن لم يبق شيء".
ويبدو الدمار واضحا في شمال القطاع، حيث جاء محمد (22 عاما) لتفقد شقة عائلته الواقعة في برج دمر تماما "دمر كل شيء، لا يوجد مكان يصلح لان نسكن فيه" سوى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) او عند الاقارب.
واضاف "يجب هدم كل شيء واعادة بنائه مرة اخرى".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى