تجدد الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل المفاوضات

> غزة «الأيام» ا.ف.ب:

> اوقعت الغارات الجوية الاسرائيلية أمس السبت خمسة شهداء فلسطينيين على الأقل بينهم طفل في قطاع غزة حيث تواصلت أعمال القصف بعد فشل المفاوضات.
وأغارت الطائرات الاسرائيلية على اربعين هدفا في قطاع غزة، كما اعلن الجيش، وفي المجموع، استهدفت اكثر من مئة هدف منذ صباح أمس الأول الجمعة اي نهاية التهدئة التي دامت ثلاثة ايام.
وواصل المقاتلون الفلسطينيون من جهتهم اطلاق الصواريخ التي اصابت 14 منها أمس السبت اسرائيل بحسب الجيش الاسرائيلي. واشار المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر الى اطلاق حوالى 70 صاروخا منذ انتهاء العمل بالتهدئة في الساعة الثامنة صباح الجمعة.
واكدت حركة حماس مجددا السبت انها لن تتنازل عن اي من المطالب الفلسطينية في المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل والتي ترعاها القاهرة من اجل تهدئة دائمة في القطاع.
وقال فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس في بيان “لا عودة الى الوراء والمقاومة ستستمر وبكل قوة”، مشددا على أنه “لا تنازل عن أي من مطالب شعبنا”..واضاف ان “مراوغة وتعنت الاحتلال لن يفيداه بشيء”.
من جهته، قال مصدر قريب من المفاوضات في القاهرة لفرانس برس ان “مصر توصلت الى صيغة توفيقية سيتم عرضها على الجانب الاسرائيلي”.
واوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان “موضوع معبر رفح )الحدودي بين قطاع غزة ومصر( مسالة مصرية فلسطينية لا علاقة لاسرائيل بها”، لافتا الى ان “فتح وحماس اتفقتا على التفاصيل المتعلقة بكيفية ادارة المعبر على ان تكون الادارة العامة للسلطة الوطنية حتى لا تشكل هذه المسالة نقطة خلاف مع الاخوة في مصر، ونعتقد ان شعبنا سيلمس قريبا ما يثلج صدره” بدون مزيد من التوضيح.
ومنذ تجدد المواجهات صباح الجمعة استشهد عشرة فلسطينيين واصيب اكثر من اربعين اخرين في سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي اسرائيلي.
في المقابل، واصل مقاتلون من غزة اطلاق صواريخ وقذائف على البلدات الاسرائيلية المحاذية للحدود مع غزة.
فقد استشهد خمسة فلسطينيين السبت في الضربات الاسرائيلية على وسط قطاع غزة كما اعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة اشرف القدرة لوكالة فرانس برس ان “مواطنين استشهدا في غارة عدوانية استهدفت دراجة نارية في مخيم المغازي” وسط القطاع، مضيفا انه “تم انتشال ثلاثة شهداء اخرين من تحت انقاض مسجد القسام الذي قصفته الطائرات الصهيونية في مخيم النصيرات” وسط القطاع ايضا..واوضح القدرة ان جميع الضحايا ذكور تراوح اعمارهم بين 19 و 56 عاما.
من جهته اكد المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة انه “تم استهداف خمسة مساجد منذ (صباح الجمعة) بصواريخ اطلقت من طائرات إف - 16 وتدميرها”، موضحا ان هذا القصف استهدف “ثلاثة منها أمس السبت”.
وتتهم اسرائيل باستمرار حركة المقاومة الاسلامية (حماس) باستخدام المساجد والمدارس والمستشفيات لاطلاق صواريخها.
وعادت لغة السلاح صباح الجمعة في القطاع الفلسطيني المدمر بعد شهر من المعارك التي اسفرت عن سقوط اكثر من 1950 شهيدا فلسطينيا وبعد فشل المفاوضات غير المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين في القاهرة لتمديد مدة وقف اطلاق النار.
وتقول الامم المتحدة ان 1354 من الشهداء الفلسطينيين منذ الثامن من يوليو مدنيون وبينهم 447 طفلا.
واتهمت حماس التي لا يزال ممثلوها في القاهرة مع ممثلي حركة الجهاد الاسلامي، بلسان الناطق باسمها سامي ابو زهري “الاحتلال (الاسرائيلي) بالمماطلة واهدار الوقت” معتبرا انه “لا توجد استجابة اسرائيلية لاي مطلب فلسطيني مما حال دون تمديد التهدئة”. واكد ان “الاحتلال يتحمل المسؤولية عن كل التداعيات”.
من جهته قال مسؤول اسرائيلي ان اسرائيل ابلغت الوسيط المصري “استعدادها لتمديد التهدئة 72 ساعة قبل ان تقوم حماس بخرقها”.
وبقي منحى المحادثات غير واضح الافق السبت..وقد اعادت اسرائيل مندوبيها مؤكدة انها “لن تفاوض تحت القنابل”. ولا يعلم ما اذا كان الاسرائيليون سيعودون الى القاهرة.
ومع ذلك عبرت الولايات المتحدة مساء الجمعة عن املها في تمديد وقف اطلاق النار “في الساعات المقبلة”.
وقد ارسلت واشنطن التي سبق ان ساهمت في ابرام وقف اول لاطلاق النار، الى القاهرة مبعوثها للشرق الاوسط فرانك لوينستاين كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف.
لكن الرئيس باراك اوباما الذي تعد بلاده الحليف الرئيسي لاسرائيل اقر بحدود النفوذ الاميركي، مشيرا، بمعزل عن محادثات القاهرة، الى امكانية حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني على المدى البعيد.
ولفت اوباما في نيويورك تايمز الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو “يتقدمني بكثير في استطلاعات الرأي” الاسرائيلية، واكثر ايضا في حرب غزة” مضيفا “ان لم يشعر بضغط الداخل فمن الصعب رؤيته يوافق على بعض التسويات الصعبة جدا، بما في ذلك التصدي لمسألة الاستيطان”.
ودعت منظمة السلام الآن الى تظاهرة مساء أمس السبت في تل ابيب لرفض الحرب والدعوة الى حل دبلوماسي. لكن استطلاعات الراي تدل على ان غالبية الرأي العام الاسرائيلي تؤيد عملية “الجرف الصامد”.
واندلعت السبت مواجهات في الضفة الغربية في البيرة قرب رام الله والخليل بعد تشييع جثمان فلسطينيين اثنين استشهدا الجمعة برصاص جنود اسرائيليين في تظاهرات ضد الغارات الاسرائيلية على غزة.
من جهتها اعلنت اليونيسيف ان 447 من الشهداء على الاقل كانوا اطفالا او فتيانا وحوالى 70 % منهم تقل اعمارهم عن 12 سنة..وفي الجانب الاسرائيلي قتل 64 عسكريا وثلاثة مدنيين.
وفضلا عن الضحايا الذين سقطوا تسببت عملية “الجرف الصامد” التي شنتها اسرائيل في الثامن من يوليو لوقف اطلاق الصواريخ وتدمير شبكة الانفاق التي تستخدم للتسلل الى اراضيها، بضرب اقتصاد القطاع الفلسطيني الذي يقدر تعداده السكاني بحوالى 1.8 مليون نسمة محصورين بين اسرائيل ومصر والبحر المتوسط ويسعون للصمود في وجه الحصار الاسرائيلي.
واعلنت وزارة الزراعة في قطاع غزة الجمعة “إن قيمة الأضرار والخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي بلغت 251 مليون دولار من جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما تجاوزت القيمة التقديرية للأضرار والخسائر غير المباشرة 150 مليون دولار”.
واوضحت “ان الأراضي والمنشآت الزراعية كانت هدفا لغارات الاحتلال الإسرائيلي الجوية والبحرية والبرية”، مبينة “أن الأضرار تركزت بالاستهداف المباشر للأراضي الزراعية كبساتين الحمضيات والزيتون والفواكه الأخرى، وكذلك استهداف منشآت الإنتاج الحيواني كمزارع الدجاج والأبقار والأغنام وخلايا النحل وقوارب الصيادين”.
وقال مسؤول كبير في الامم المتحدة السبت ان اعادة اعمار قطاع غزة، يتطلب رفع الحصار الذي تفرضه عليه اسرائيل منذ 2006 .
وقال كريس غونيس المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في تصريح لوكالة فرانس برس “ان الازمة الكارثية للنازحين في قطاع غزة تتحول الى ازمة سكن جماعية وتشير اولى التقديرات الى تدمير منازل 65 الف شخص. والعدد مرشح للارتفاع. نشهد هناك ازمة سكن هائلة”.
واضاف المسؤول الدولي “اظهرت السنوات السبع الاخيرة ان اعادة الاعمار والحصار لا يلتقيان. انظروا الى اين اوصلنا الحصار، الى الحرب والدمار الشامل.. يجب ان ينتهي هذا الحصار”.. وتابع “آن الاوان بالنسبة لاسرائيل لتسهيل الامور بدلا من تعطيلها”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى