الرئيس العراقي يطيح بالمالكي و يكلف العبادي بتشكيل الحكومة

> بغداد «الأيام» مايكل جورجي وأحمد رشيد:

> كلف الرئيس العراقي أمس الاثنين رئيسا جديدا للوزراء خلفا لنوري المالكي وحثه على تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة يمكنها انهاء العنف الطائفي لكن ليس واضحا ما إن كان المالكي سيرضخ للضغوط الأمريكية والايرانية للتنحي.
والمالكي شيعي يتهمه حلفاؤه السابقون في واشنطن وطهران وبغداد بتهميش الأقلية السنية ودفعهم للثورة. ونشر ميليشيات موالية وقوات خاصة في العاصمة أمس الاثنين بعدما ألقى كلمة يملؤها التحدي متهما رئيس الدولة بانتهاك الدستور.
و قال حلفاء نوري المالكي أمس الاثنين إن الرجل الذي سيحل محله في رئاسة الوزراء ليست له شرعية في تصعيد للتوتر السياسي فيما يهدد متشددون مسلحون سنة البلاد.
وتلا خلف عبد الصمد عضو حزب الدعوة الذي ينتمي له المالكي بيانا على شاشة التلفزيون - فيما كان المالكي يقف بجانبه متجهم الوجه- قال فيه إن رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي “يمثل نفسه” فقط.
و قال البيت الابيض “إن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن هنأ رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي يوم أمس الاثنين في اتصال هاتفي وتعهد بدعم امريكي لحكومة عراقية لا تقصي أحدا”.
وقال البيت الابيض في بيان عن الاتصال الهاتفي “أعرب رئيس الوزراء المعين عن اعتزامه التحرك بسرعة لتشكيل حكومة لا تقصي أحدا وذات قاعدة موسعة قادرة على التصدي لتهديد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وبناء مستقبل أفضل للعراقيين من كل الطوائف”.
وأضاف “نقل نائب الرئيس تهاني الرئيس اوباما وأكد التزامه بالدعم الكامل لحكومة عراقية جديدة ولا تقصي أحدا وخاصة في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية”..وقال إن بايدن والعبادي اتفقا على البقاء على اتصال عن كثب مع استمرار عملية تشكيل الحكومة.
من جهتها دعت بعثة الامم المتحدة في العراق القوات الامنية إلى عدم التدخل في عملية الانتقال السياسي التي تشهدها البلاد، بعد تكليف حيدر العبادي بتشكيل حكومة بدلا من المالكي.
وقال بيان نقلا عن رئيس البعثة في العراق نيكولاي ملادينوف انه “ينبغي ان تبتعد قوات الأمن العراقية عن الإجراءات التي يمكن ان ينظر كانها تدخل في المسألة المتعلقة بالانتقال الديموقراطي للسلطة السياسية”.
كما رحب ملادينوف في البيان ذاته، بقرار الرئيس العراقي فؤاد معصوم بتكليف مرشح التحالف الوطني )الشيعي( حيدر العبادي بتشكيل الحكومة بدلا عن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي.
وكان المالكي قد اعلن في بيان مفاجىء بثه التلفزيون الرسمي عند منتصف ليل الاحد قائلا “اليوم سوف اقدم شكوى امام المحكمة الاتحادية ضد الرئيس”..وهو يتهمه بانتهاك الدستور مرتين خصوصا لعدم تكليفه رئيس وزراء معيّن مهمة تشكيل حكومة جديدة.
وتزامنا مع اعلان البيان، انتشرت قوات الشرطة العراقية والجيش ووحدات من شرطة مكافحة الارهاب بشكل كثيف في المناطق الاستراتيجية في بغداد ليل الاحد الاثنين. وحقق متشددو تنظيم الدولة الإسلامية الذين طردوا جيش المالكي من شمال البلاد في يونيو مكاسب جديدة على القوات الكردية رغم الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على مدى ثلاثة أيام.
وتشهد بغداد التي استعدت منذ فترة لهجوم يشنه المقاتلون توترا تحسبا لاشتباكات محتملة بين المالكي وخصوم من الغالبية الشيعية.
ولم يصدر على الفور أي تعليق من المالكي حول تكليف العبادي برئاسة الوزراء لكن صهره وهو حليف سياسي قال لرويترز إنه سيسعى لالغاء الترشيح عبر المحاكم.
وطلب الرئيس فؤاد معصوم وهو من الاقلية الكردية من حيدر العبادي القيادي في حزب الدعوة الإسلامية الذي يتزعمه المالكي قيادة حكومة يمكنها كسب تأييد البرلمان المنتخب في ابريل. وفي تصريحات بثها التلفزيون حثه معصوم على تشكيل حكومة “ذات قاعدة عريضة” خلال شهر.
ودعا العبادي الذي قضى عقودا في المنفى في بريطانيا خلال حكم صدام حسين إلى الوحدة الوطنية ضد الحملة الهمجية لتنظيم الدولة الإسلامية الذي طرد عشرات الألوف من منازلهم وهو يهزم القوات العراقية من الشمال والغرب قبل أن يعلن خلافة اسلامية في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا.
وقال العبادي في تصريحات أذيعت بعد لقاء معصوم “علينا ان نتعاون جميعا للوقوف بوجه هذه الحملة الارهابية على العراق وايقاف كل الجماعات الارهابية” وربما لا يرحل المالكي (60 عاما) الذي تولى الحكومة عام 2006 في هدوء.
وقال صهره حسين المالكي لرويترز انهم لن يظلوا صامتين ازاء تكليف العبادي بتشكيل الحكومة.
وأضاف أن ترشيح العبادي غير قانوني وينتهك الدستور وأنهم سيلجأون للمحكمة الاتحادية للاعتراض على الترشيح.
** تحذير أمريكي **
وبعد دعم واشنطن لمحاولات معصوم لانهاء الجمود الذي استمر لثلاثة أشهر عقب الانتخابات البرلمانية وأضعف رد بغداد على هجوم الدولة الإسلامية دعا وزير الخارجية الامريكي جون كيري المالكي لعدم اللجوء للقوة وعدم “اثارة القلاقل” اثناء بحث العراقيين عن قائد جديد.
وفي تصريحات محددة موجهة للمالكي قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن “عملية تشكيل الحكومة مهمة فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار والهدوء في العراق وأملنا هو ألا يثير السيد المالكي القلاقل” وأضاف “شيء واحد يحتاج كل العراقيين لمعرفته وهو أنه سيكون هناك القليل من الدعم الدولي من أي نوع كان لأي شيء يحيد عن العملية الدستورية الشرعية القائمة ويجري العمل عليها الآن” وبينما كانت تغلق قوات من الشرطة ووحدات من قوات النخبة المسلحة والتي تلقى الكثير منها التسليح والتدريب على يد الولايات المتحدة شوارع العاصمة قال كيري “لا يجب استخدام القوة أو الدفع بقوات أو ميليشيات في هذه اللحظة من الديمقراطية من أجل العراق” ويتحدى المالكي الذي يرأس حكومة تسيير أعمال منذ الانتخابات غير الحاسمة التي جرت في أبريل دعوات السنة والأكراد وبعض الشيعة وإيران بالتنحي لافساح المجال أمام تولي شخصية أقل استقطابا.
وقال كمران بخاري المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بشركة ستراتفور للابحاث “يعرف المالكي أن من الصعب جدا أن يحصل على ولاية ثالثة ويلعب لعبة عالية المخاطر في محاولة لضمان استمرار سلطته ونفوذه داخل الحكومة الجديدة بغض النظر عمن سيصبح رئيسا للوزراء رسميا” ويبدو أن صبر واشنطن قد نفد حيال المالكي الذي عين الموالين من الشيعة في مناصب مهمة في الجيش وأثار مقارنات مع الرئيس الراحل صدام حسين.
وقبل ترشيح العبادي جددت متحدثة باسم الخارجية الأمريكية التأكيد على دعم واشنطن “لعملية اختيار رئيس وزراء يمكنه تمثيل تطلعات الشعب العراقي ببناء توافق وطني والحكم بطريقة شاملة” وقالت في بيان “نرفض أي محاولة لتحقيق نتائج بالإكراه أو بالتلاعب بالعملية الدستورية أو القضائية” مضيفة أن الولايات المتحدة “تؤيد بشكل كامل” الرئيس العراقي فؤاد معصوم بوصفه ضامنا للدستور العراقي.
** مساعدات عسكرية **
وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الساسة العراقيين على تشكيل حكومة تمثل جميع الأطياف يمكن أن تواجه الخطر المتصاعد الذي يشكله مقاتلو الدولة الإسلامية لكنه رفض الدعوات لعودة القوات الأمريكية للعراق بخلاف المئات من المستشارين العسكريين الذين أرسلهم في يونيو حزيران.
ودخل تنظيم الدولة الإسلامية الذي يعتبر الشيعة كفارا يستحقون الموت بلدة تلو الآخرى مستخدما دبابات وأسلحة ثقيلة استولى عليها بعد فرار الجنود العراقيين بالآلاف. وأمس الاثنين قالت الشرطة إن المتشددين استولوا على بلدة جلولاء على بعد 115 كيلومترا شمال شرقي بغداد بعد طرد القوات التابعة لحكومة اقليم كردستان العراق.
وتدرس واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون طلبات للحصول على مزيد من المساعدات العسكرية المباشرة من الأكراد الذين اختلفوا مع المالكي حول تقسيم الموارد النفط واستغلوا تقدم الاسلاميين لتوسيع رقعة أراضيهم.
وقال وزير حقوق الإنسان العراقي محمد شياع السوداني أمس الأول الأحد إن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا المئات من أفراد الأقلية اليزيدية ودفنوا بعضهم أحياء واتخذوا مئات من النساء سبايا لهم،ولم يتسن الحصول على تأكيد بشأن أعمال القتل.
ولجأ ألوف من الأقلية اليزيدية الأسبوع الماضي للاحتماء في جبل سنجار المقفر القريب من سوريا.
وقد تزيد أعمال القتل الضغوط على القوى الغربية لبذل المزيد لمساعدة عشرات الألوف من الأشخاص ومن بينهم العديد من ابناء الأقليات الدينية والعرقية الذين فروا من هجوم تنظيم الدولة الإسلامية..وقدمت بعض هذه القوى مساعدات جوا وتقصف الطائرات الأمريكية المتشددين منذ يوم الجمعة.
(إعداد محمود رضا مراد - تحرير عماد عمر) رويترز/ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى