في الذكرى الـ 6 لرحيله.. درويش (توقف القلب) فظل (نبض الشعر)

> «الأيام» متابعات:

> «هزمتك يا موت، الفنون الجميلة جميعها هزمتك، يا موت الاغاني في بلاد الرافدين، مسلة المصري، مقبرة الفراعنة النقوش على حجارة معبد هزمتك وانت انتصرت». كلمات قالها الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش الشاعر الذي عشق الحياة ودعا للحب والسلام وثار على الظلم. في مثل يومنا هذا رحل الشاعر العربي الكبير الـ9 من أغسطس 2008م، بعد حياة حافلة بالابداع والمقاومة والتحدي. يعد درويش أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن. كما يعتبر أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى، وفي شعره أيضا يمتزج التحدي ورفض الظلم والحنين للوطن والحرية فلقب بـ" شاعر المقاومة". في الذكرى الـ6 لرحيل الشاعر العربي الكبير، الوكالة تستعيد الذكرى لمبدع توقف قلبه، لكن شعره ما يزال ينبض ابداعا للأجيال.
** حياته **
ولد درويش عام 1941م في قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل ، قرب ساحل عكا، حيث كانت أسرته تملك أرضا هناك. خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1948 إلى لبنان، ثم عادت متسللة عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة، لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية زراعية إسرائيلية)"أحيهود". وكيبوتس يسعور فعاش مع عائلته في قرية الجديدة.بعد إنهائه تعليمه الثانوي في مدرسة يني الثانوية في كفرياسيف انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافة الحزب ، مثل الاتحاد والجديد التي أصبح في ما بعد مشرفا على تحريرها، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر التي كان يصدرها.
** الدراسة والسياسة **
اعتقل محمود درويش من قبل السلطات الإسرائيلية مرارا بدأ من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى عام 1972 حيث توجه إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة، وانتقل بعدها لاجئا إلى القاهرة في ذات العام حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علماً إنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاقية أوسلو.
كما أسس مجلة الكرمل الثقافية. وشغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل. كانت اقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه. وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء وقد سمح له بذلك. في الفترة الممتدة من سنة 1973 إلى سنة 1982 عاش في بيروت وعمل رئيساً لتحرير مجلة "شؤون فلسطينية"، وأصبح مديراً لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يؤسس مجلة "الكرمل" سنة 1981. بحلول سنة 1977تمكن بيع من دواوينه العربية أكثر من مليون نسخة لكن الحرب الأهلية اللبنانية كانت مندلعة بين سنة 1975وسنة 1991، فترك بيروت سنة 1982 بعد أن غزا الجيش الإسرائيلي بقيادة ارئيل شارون لبنان وحاصر العاصمة بيروت لشهرين وطرد منظمة التحرير الفلسطينية منها، أصبح درويش "منفيا تائها"، منتقلا من سوريا وقبرص والقاهرة وتونس إلى باريس".ساهم في إطلاقه واكتشافه الشاعر والفيلسوف اللبناني روبير غانم، عندما بدأ هذا الأخير ينشر قصائد لمحمود درويش على صفحات الملحق الثقافي لجريدة الأنوار والتي كان يترأس تحريرها، ومحمود درويش كان يرتبط بعلاقات صداقة بالعديد من الشعراء منهم محمد الفيتوري من السودان ونزار قباني من سوريا وفالح الحجية.
من العراق ورعد بندر من العراق وغيرهم من أفذاذ الادب في الشرق الأوسط وكان له نشاط ادبي ملموس على الساحة الأردنية فقد كان من اعضاء الشرف لنادي اسرة القلم الثقافي مع عدد من المثقفين امثال مقبل مومني وسميح الشريف.. وغيرهم.
** بعض مؤلفاته **
عصافير بلا أجنحة (شعر)، أوراق الزيتون (شعر)، عاشق من فلسطين (شعر)، آخر (الليل) شعر، مطر ناعم في خريف بعيد (شعر)، يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص) يوميات جرح فلسطيني (شعر). · حبيبتي تنهض من نومها (شعر)، محاولة رقم 7 (شعر) احبك أو لا احبك (شعر). · مديح الظل العالي (شعر). · هي أغنية .. هي أغنية (شعر) لا تعتذر عما فعلت (شعر) عرائس، العصافير تموت في الجليل تلك صوتها وهذا انتحار العاشق، حصار لمدائح البحر (شعر) شيء عن الوطن (شعر) وداعا أيها الحرب وداعا أيها السلم (مقالات).
** الفارس يترجل **
وتوقف قلب الشاعر الفلسطيني محمود درويش في مستشفى هيوستن في ولاية تكساس الأميركية ، يوم السبت 9 أغسطس 2008 م بعد إجراءه لعملية القلب المفتوح في مركز تكساس الطبي في هيوستن، تكساس، التي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء في مستشفى "ميموريـال هيرمان" (بالإنجليزية: Memorial Hermann Hospital) نزع أجهزة الإنعاش بناء على توصيته.و أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الحداد 3 أيام في كافة الأراضي الفلسطينية حزنا على وفاة الشاعر الفلسطيني، واصفا درويش "عاشق فلسطين" و"رائد المشروع الثقافي الحديث، والقائد الوطني اللامع والمعطاء" . وقد وري جثمانه الثرى في 13 أغسطس في مدينة رام الله حيث خصصت له هناك قطعة أرض في قصر رام الله الثقافي.
وتم الإعلان أن القصر تمت تسميته "قصر محمود درويش للثقافة".وقد شارك في جنازته آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني وقد حضر أيضا أهله من أراضي 48 وشخصيات أخرى على رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. تم نقل جثمان الشاعر محمود درويش إلى رام الله بعد وصوله إلى العاصمة الأردنية عمان، حيث كان هناك العديد من الشخصيات من الوطن العربي لتوديعه.وكتب الكثير من الكتاب والمؤلفين قصائد في رثاء محمود درويش ولعل أجملها ما نشرته جريدة الديار اللندنية ومؤسسة محمود درويش للإبداع، وهي قصيدة الشاعر رامي أبو صلاح، والتي نظمها في معارضة معلقة الأعشى ميمون بن قيس وقال فيها:
ودّع هريرةَ إن الركب مُرتحلُ
وهل تُطيقُ وداعاً أيها الرجلُ
هذا كلامُ قصيدٍ قيلَ من زمنٍ
أعشىً رواهُ إذا أحبابه رحلوا
لكنني سأقول الشعر في رجلٍ
لا قبلهُ رجلٌ أو بعدهُ رجلُ
درويشُ يا بطلٌ من شِعره انطلقت
أبياتُ ثورةِ شعبٍ مجدها نقلوا
اترك حصانك إن الروح تحفظهُ
إن غبتَ عن جسدي فالروحُ تتصلُ
لو ضُيّعت لحظات العمر أجمعها
تبقى لنا لحظاتٌ ليس ترتحلُ
ما زلتَ في نبضات القلب تسكنها
بين الوريد وجوف القلب تنتقلُ
ما غبتَ عن وطنٍ تحبك أرضهُ
ضمتكَ فالحلمُ المبدوء يكتملُ
تبقى لنا شرفاً يرقى بنا قدُماً
منا إلى زمن الأحفاد ينتقلُ
فالشعر شعرك كل الناس تعرفه
يبقى العزيز عزيزاً ليس يُبتذلُ
لو صار كل قصيد الكون مهزلةً
يبقى قصيدك منه العز يختجلُ
تفنى النجوم وشمس الكون والقمرُ
والمشتري يتوارى خلفه زُحلُ
لكن مجدك لا يفنى تخلده
سجل أنا عربيٌّ... عنكَ كم نقلوا .. عن "وكالة أنباء الشعر"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى