بعد فشل المفاوضات بين الوفد الرئاسي والحوثي..ما حدث بعمران هل يتكرر في صنعاء ؟

> صنعاء «الأيام» أ.ف.ب:

> فشلت المفاوضات التي أجرتها السلطات اليمنية مع قيادة التمرد الحوثي لنزع فتيل الأزمة القائمة في البلاد، ما زاد من مخاوف حدوث تصعيد في صنعاء حيث مارس أنصار الحكومة ومعارضوها استعراضا للقوة أمس الأول الأحد لكن دون صدام.
وأعلن وفد الرئاسة اليمنية الذي أرسل الخميس الماضي إلى محافظة صعدة الشمالية للتفاوض مع زعيم المتمردين الحوثيين الشيعة “أنصار الله” بشأن مشاركة التمرد في حكومة كفاءات اأمس الأول الأحد فشل المفاوضات بعد ثلاثة أيام من المباحثات غير المثمرة.
وقال عبد الملك المخلافي القيادي الناصري والمتحدث باسم الوفد الرئاسي لوكالة فرانس برس “فشلت المفاوضات في صعدة” وقد عادت اللجنة إلى صنعاء.
وأضاف المخلافي “يبدو أن الحوثيين مبيتون للحرب ورفضوا كل المقترحات التي قدمت إليهم”.
في المقابل قال محمد عبد السلام المتحدث باسم “أنصار الله” تعليقا على فشل مهمة الوفد، لوكالة فرانس برس أن “اللجنة لم تكن مخولة ولا صلاحيات لديها”.
وأضاف “لدينا رؤية للحل وأعضاء اللجنة لم ينتظروا لمناقشتها. لدينا بدائل لموضوع الجرعة السعرية (رفع أسعار الوقود) كما كنا نقترح ان تأتي حكومة كفاءات وطنية” فضلا عن المطالبة ب “شراكة كاملة في جميع أجهزة الدولة”، مشيرا إلى أن الحوثيين ارسلوا في كل الأحوال ردهم واقتراحاتهم إلى الرئيس بالرغم من مغادرة الوفد.
وفور وصوله إلى صنعاء، اجتمع الوفد مع رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي الذي التقى ايضا باللجنة الأمنية والعسكرية العليا التي تمثل أعلى مرجعية أمنية وعسكرية في البلاد.
وطلب هادي من اللجنة الأمنية “رفع الجاهزية والاستعداد لمواجهة اي احتمالات تفرض”.
واعتبر هادي انه قد يكون لدى الحوثيين “اجندات مخفية ومشبوهه” معتبرا ان “اليافطات او الشعارات التي ترفعها جماعات الحوثي ليست سوى دغدغة لمشاعر وعواطف الشعب ومسكنات كاذبة تخفي ورآها مرامي وأهدافا أخرى”.
وفي تلميح إلى البعد الطائفي والتاريخي للأزمة الحالية، شدد هادي على ان صنعاء اليوم “ليست صنعاء الستينات” في اشارة إلى زمن كانت فيه معقل الزيديين الشيعة وإلى الاقتتال الذي اخذ بعدا طائفيا بين الملكيين الزيديين والجمهوريين ذوي الغالبية السنية.
وشدد هادي على ان صنعاء اليوم هي عاصمة لليمن الموحد الذي يقطنه 25 مليون نسمة.
وواكبت هذا المازق السياسي تعبئة كل طرف لأنصاره في عملية استعراض قوة في العاصمة صنعاء.
وتظاهر عشرات الآلاف من مناصري القوى السياسية المناوئة للحوثيين في شارع الزبيري بوسط صنعاء مرددين شعارات مناهضة للتمرد الحوثي.
ومن الشعارات التي رددها المتظاهرون ضد الحوثيين “يا حوثي صبرك صبرك، في صنعاء سيكون قبرك”، و “لا إله إلا الله،والحوثي عدو الله”.
نساء في تظاهرة الإصلاح يعبرن بطريقتهن
نساء في تظاهرة الإصلاح يعبرن بطريقتهن
وفي المقابل، تظاهر آلاف من أنصار الحوثيين في شارع المطار شمال صنعاء مرددين شعارات مطالبة بإسقاط الحكومة. وهتفوا “الشعب يريد إسقاط النظام”.
وكان زعيم التمرد الحوثي عبد الملك الحوثي أطلق أمس الإثنين الماضي تحركات احتجاجية تصاعدية في صنعاء للمطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود.
وقد منح السلطات مهلة حتى الجمعة الماضي لتحقيق المطالب متوعدا بإجراءات “مزعجة” بعد انتهاء المهلة.
وتجمع الآلاف من أنصار الحوثيين المسلحين وغير المسلحين عند مداخل صنعاء في مشهد آثار الخوف بشدة في صنعاء من اندلاع نزاع أهلي.
وتصاعد التوتر الطائفي في اليمن بشكل كبير كون الحوثيين ينتمون إلى الطائفة الزيدية الشيعية، كما يتهمهم خصومهم بأنهم تقاربوا في السنوات الأخيرة مع الشيعية الاثني عشرية وإيران وابتعدوا عن الزيدية التقليدية القريبة من السنة.
وفي المقابل، فإن خصوم الحوثيين سياسيا هم بشكل أساسي التجمع اليمني للإصلاح القريب من تيار الإخوان المسلمين، إضافة إلى السلفيين والقبائل السنية أو المتحالفة مع السنة. ويشكل السنة غالبية سكان البلاد، الا ان الزيديين يشكلون غالبية في مناطق الشمال، خصوصا في شمال الشمال حيث معاقل الحوثيين.
وقالت الناشطة أمل اليافعي “كل لحظة نعيش في قلق وخوف من الأوضاع ونخشى أن يحصل في صنعاء ما حصل في عمران” (شمال) التي سيطر عليها الحوثيون بعد معارك مع لواء في الجيش ومع قبائل موالية للتجمع اليمني للإصلاح.
إلا إن المواجهة العنيفة قد لا تكون محتمة في صنعاء بحسب بعض المراقبين وإن كان التوتر واستعراض القوة يعقد فرص التوصل إلى تسوية سياسية.
وقالت المحللة المتخصصة في الشأن اليمني ابريل آلي لوكالة فرانس برس انه “ما زال هناك مجال لتسوية تفاوضية، إلا أن تصعيد الاحتجاجات سيصعب على الأرجح الوصول إلى تسوية جديدة”.
وعززت تحركات الحوثيين الذين يتخذون اسم “أنصار الله” المخاوف من سعيهم إلى توسيع رقعة نفوذهم إلى صنعاء فيما يتهمهم خصومهم باستغلال مطالب اقتصادية لتحقيق مكاسب سياسية.
ونددت الناشطة توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام والقيادية في حزب الإصلاح (إسلامي مناهض للحوثيين) والتي شاركت في تظاهرات الأحد، بالحوثي الذي “يطرح بعد ان وصل إلى صنعاء مطالب سياسية (..) ويستخدم وسائل عنيفة لتحقيقها”.
كما أبدت في تصريح لوكالة فرانس برس معارضتها لهؤلاء “المسلحين الذين يحاصرون العاصمة في منافذها والمعتصمين المسلحين داخلها”.
متظاهرون تأييدا للاصطفاف الوطني
متظاهرون تأييدا للاصطفاف الوطني
واضافت “لا يوجد مشكلة عندي من تغيير الحكومة وان يشارك فيها الحوثي، فقط عليه أن يتحول إلى جماعة سياسية ويتخلى عن سلاحه للدولة، ويحترم حق الدولة في بسط نفوذها وسيطرتها على المحافظات التي يستولي عليها”.
وخاض الحوثيون في الأشهر الأخيرة معارك ضارية مع ألوية من الجيش ومسلحين قبليين موالين للتجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون) وآل الاحمر الذين يتزعمون تجمع قبائل حاشد النافذة، في محافظات عمران والجوف الشماليتين وفي ضواحي صنعاء، وقد حققوا عدة انتصارات على خصومهم لاسيما عبر السيطرة على مدينة عمران.
وإضافة إلى التوتر في شمال اليمن، يعاني هذا البلد من نشاط تنظيم القاعدة الذي يتحصن خصوصا في محافظاته الجنوبية والشرقية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى