الغرب والإسلام والاقتصاد اللإسلامي (2-2)

> ما الذي يفكر به الغرب من الناحية الاقتصادية من وجود دين يملأ الكون مودة ورحمة في توزيع الموارد الطبيعية على الشعوب العربية وغير العربية؟.
إن الحكومات الغربية التي هي أصلا مكونة من رؤساء كبار الشركات العالمية ذات المصالح الموحدة، ستكون معرّضة لخسائر مالية فادحة، حيث إن أكثر معاملات وأرباح هذه الدول غير شرعية، وترتكز على هدم اقتصاد الدول الأخرى؛ لتبقى في الصدارة ولا تتأثر مبيعات هذه الشركات في السوق العالمية، إضافة إلى احتكار الموارد الطبيعة للدول الفقيرة التي هي أصلا غنية بالثروات الطبيعة، ولكنها فقيرة بالعلم والتخصص ويسودها الجهل والتخلف وتولي الحكام الفاسدين الذي ساهم في خلق حالة من الفوضى التي تدرَس في العلوم السياسية الأمريكية كمادة باسم الفوضى المنظمة التي تهدف إلى زرع الجهل والتخلف في الشعوب لضمان بقاء مصالح الغرب في هذه الدول.. فما الذي تميز به الغرب وسبقونا به ليحكمونا؟.
الجواب: التعليم والتخصص العلمي، ودراسة الجزئيات والتخصص الوظيفي والمهني بأن يوضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وهي أهم الحلول الحكومية لتحقيق الدولة الحديثة ولتقليص الفارق بيننا وبينهم إن أردنا فعلينا:
** أولا: التعليم والتخصص العلمي ودراسة الجزئيات **
فمثلا: نرى أن ما يدرَس في الجامعات العربية في كليات الإدارة تخصصان إلى ثلاثة باختلاف الدول وهي (محاسبة وتسويق ومبيعات وإدارة أعمال) غير أننا لو نظرنا لواقعنا العملي وتخصصات العمل وجدنا أن هناك تخصصات أخرى مثل إدارة سلسلة التوريد، وإدارة الإنتاج والعمليات والجودة، وشؤون موظفين، فلماذا لا تدرَس هذه الإدارات كتخصصات جامعية في كلية الإدارة وجعل الكلية هي البيئة المثالية لصناعة محترفين في سوق العمل، والحد من البطالة وتطوير هذه التخصصات في المستقبل عن طريق الأجيال القادمة؟ ولماذا لا نمهد لهم الطريق لاستخراج مواهبهم في المستقبل؟
ولماذا لا تكون هناك ثانويات متخصصة مثل إقامة ثانوية طبية، وثانوية اقتصادية، وثانوية سياسية، مثل ما هو موجود ثانوية تجارية؟.
فإن خريجي الثانويات المتخصصة الذين يكملون تعليمهم الجامعي أقوى وذوو تمكين أكبر من الذين تخرجوا من الثانوية العامة،وذلك لزيادة سنوات الخبرة، وكذلك احتواء أجيالنا بالتخصصات في سن المراهقة هي من أهم طرق التوجيه لبناء تخصصات قوية بنَاءة وفاعلة تقارن بالفلبين، فمتى يا ترى سوف نستجيب لدراسة الجزئيات في سن مبكرة لإخراج عباقرة في المستقبل.
** ثانيا: التخصص الوظيفي والمهني **
إعادة هيكلة عمل وزارة العمل والخدمة المدنية في تطبيق مبدأ وضع التخصص المناسب في المكان المناسب.
ألم يأن الأوان لأن نصحو من سباتنا أم أننا سنعمل مستقبلا أيضا على تطبيق سياسة توظيف الحمار التي استخدمتها الحكومة الأمريكية أثناء الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي سابقا؟
وباستخدامها على الدول العربية والفقيرة التي لها من الموارد الطبيعية مثل 70 % من إنتاج الغاز العالمي و 50 % من إنتاج النفط العالمي التي تنتظر الغرب ليستخرجوا هذه الثروات من أراضيهم.
الحل الفردي: إن العقول ثلاثة: (عقول راقية = تتكلم في ا لأفكار)، (عقول متوسطة = تتكلم في الأحداث)، (عقول صغيرة = تتكلم في الناس).
فقد عرف الغرب مقصد هذه المقولة التي لم يستفد منها العرب، واستفاد منها الغرب لتحويل العرب إلى العقول المتوسطة والعقول الصغيرة، وأما أصحاب العقول الكبيرة فإما الهجرة، وإما الانطواء تحت هاتين العقليتين، وإما الحصار الفكري والسياسي والاقتصادي والأمني، وهذا ما يحصل الآن، والمهمة الأصعب التي نواجهها هي في كيفية تطوير العقول الصغيرة والعقول المتوسطة، والصعاب التي سنواجهها من أجل التغيير لبناء الدولة الحديثة المبنية على أساس ديني وعلمي تخصصي واحترافي في جميع المجالات، وأن نعلّم أجيالنا الدين الإسلامي كتخصص أساسي، ومن ثم أخذ التخصص العلمي الدنيوي وربط الدين بواقع العلوم ودراسة الدين والمجتمع والترابط الأسري والعلوم الأخرى فقد كان منا نحن العرب من هو عالم بالرياضيات والطب والدين والفلسفة والمجتمع والكيمياء، فأين نحن من هؤلاء الآن؟.
فمن أراد أن يبدأ بتغيير نفسه فعليه بتحديد هويته، ومن ثم يقرأ عن أهدافه والتخصص المطلوب تحقيقه له ولأولاده، لعلنا نغير من حالنا في المستقبل، ولا ننسى أننا أمة اقرأ.
نبراس عبدالجبار مصطفى / عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى