غش السياسة.. غش التعليم

> عبد العزيز المجيدي:

>
عبدالعزيز
مجيدي
عبدالعزيز مجيدي
كل المؤشرات تقول إن التعليم في أسوأ حالاته، فأكثر من نصف المعلمين مؤهلاتهم دون الجامعية، ومناهج الحشو وطرق التلقين في التدريس عوض المشاركة والمناقشة، هي السائدة، والوسائل التعليمية غائبة، ومعظم المدارس في المدن بلا معامل.
أما في الأرياف، حيث يقطن 75 % من سكان اليمن، فالكثير من المناطق تفتقد للمباني والمنشآت التعليمية والمدرسين أيضا!.
دمار الغش السياسي، طال كل بنيان العملية التعليمية، وبعد أن كان الغش في الامتحانات يجلب لصاحبه الفضيحة، غدا في اليمن مطلبا مدججا بالسلاح!.
مع ذلك، وفي أجواء إعلان نتائج الامتحانات، ثمة من يستحقون التهنئة، لأنهم ثابروا ويحبون مستقبلهم. مبارك للموفقين الذين سيثبتون جدارتهم في المرحلة الجامعية، وحظ أوفر لمن وجدوا أنفسهم خارج مشاعر الاحتفاء.
للإنصاف، هذا الانهيار ليس مرتبطا بالوزير الحالي، وإن كان حزبه شارك في مراحل مختلفة في إيصال التعليم إلى هذا المستوى، من خلال السباق على السيطرة والاستقطاب الحزبي، بهذه الطريقة الأنانية شارك في إفساد التعليم وإيصاله إلى الحالة الراهنة.
حقبة علي عبدالله صالح ستظل الأسوأ في تاريخ اليمن، حيث أصبحت قيم وأخلاق “المهرب” الذي حكم البلاد ومافيا حلفائه، هي التي تسيطر على كل مفاصل وأجهزة الدولة.
وكان التعليم ساحة الدمار الشامل لهذه الأخلاق والقيم.
بدون نهضة تعليمية حقيقية، لن يستطيع هذا البلد أن يقوم من مرقده، وبدون فلسفة تعليم تقوم على إطلاق العقل والتركيز على العلم التجريبي، ومناهج يعدها خراء ولو كانوا أجانب، فلن نغادر هذه الانهيارات العظيمة في مناحي حياتنا المختلفة.
نحتاج إلى توجيه الطلاب للالتحاق بالتعليم الفني، فهو الوحيد القادر على تمكين البلاد من النهوض.
ونحتاج إلى أيدي ماهرة تلبي حاجة السوق والعمل.
العالم كله يشتغل على فكرة السوق وتلبية احتياجاته من المهارات والأيدي المدربة والحرف، حتى الجامعات تشتغل وفقا لهذه الرؤية، كي لا يجد الخريجون أنفسهم بعد سنوات من الجهد بلا عمل.
في ألمانيا مثلا، لا يمثل التعليم العام والجامعي سوى 5 % مقابل 95 % للتعليم الفني والتقني، هذا النوع من التعليم هو رافعة التفوق للبلد الذي يقود قاطرة الاتحاد الأوروبي الاقتصادية.
قبل ذلك كله نحتاج إلى بناء أسس دولة تعرف ماذا تريد وتعي أنها بدون نهضة الإنسان وسيادة كرامته لن تمضي خطوة واحدة إلى الأمام، وأنها ستبقى طوال الوقت غارقة في أساطير وخرافات: الإمامة أو الدفاع عن الجمهورية، ونحن لم نخلق لنعيش بين رحى هذه الساخافات والمغالطات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى