استعدادات بعض مدارس عدن .. بين كثافة تسجيل الدارسين ونقص الكادر التعليمي

> استطلاع / نوارة قمندان

>
أيام قلائل تفصلنا عن بدء الموسم الدراسي الجديد في ظل ظروف وأوضاع اقتصادية واجتماعية أصبحت أكثر تعقيدا، وكان من الضروري لنا النزول إلى عدد من المدارس والثانويات في محافظة عدن للسؤال والاطلاع على جانب من الاستعداد لهذا العام. فثمة معاناة تندرج تحت إطار عام دراسي جديد.. فالكثير من المدارس والثانويات تعاني من شحة الموارد المالية، فبدلا من استقبال العام بروح متفائلة ومسرورة أصبحنا نستقبله بشيء من الهموم والمنغصات.
في الاستطلاع الذي قمنا به للعدد من المدارس الأساسية والثانوية في إطار محافظة عدن، للتعرف على مدى الاستعدادات والإمكانيات المتاحة للتحضير لعام دراسي جديد، كانت البداية مع الأستاذة سوزان ناصر، وكيلة مدرسة الصديق (بنات)
بمديرية المعلا حول المعوقات والإشكاليات التي تواجه مدراء ووكلاء المدارس، وهم يحضرون لاستقبال الموسم الدراسي الجديد.
ورحبت الأخت سوزان بزيارتنا وقالت: “المشكلة تكمن في عدم قيام إدارة التربية بتوفير الأثاث والمتطلبات الضرورية للدراسة”، وركزت في حديثها على جانب ما تعانيه مدرسة الصديق، قائلة: “نحن نشكو من عدم توفر بوابة رئيسية للمدرسة، فهناك حالات دخول عشوائي لأولياء الأمور دون علم الإدارة، ناهيك عن دخول الحيوانات الضالة كـ(الكلاب) إلى فناء المدرسة ما يشكل خطرا على حياة الطالبات”.
وأضافت: “للأسف نحن دائماً ما نشكو من ظاهرة طفح مياه المجاري داخل ساحة المدرسة، ولا نجد الجهات المختصة لمعالجة هذه الإشكالية، ووضع حل لها، حيث إننا قمنا برفع مطالبنا إلى مكتب التربية بالمحافظة، دون أن نلقى أدنى استجابة”.
وفي سؤالنا حول الرقم التقديري لعدد المسجلين من طلاب وطالبات (المستوى الأول) في مدرسة(الصديق) لهذا العام،
قالت: “عدد الطالبات والطلبة الذين تم تقييدهم في سجلات إدارة المدرسة 120 طالبا وطالبة، مقارنة بالعام المنصرم الذي جرى فيه تسجيل 200 طالب وطالبة، تم تحويل 50 طالباً منهم إلى مدرسة المشروع، بسبب ما نعانيه من
نقص في الكادر التعليمي”.
**تجهيزات بحسب الإمكانية**

وفي الجانب الآخر تحدثت الأستاذة خدوج عبدالله، مديرة ثانوية 14 أكتوبر (بنات) عن استعدادات ثانوية أكتوبر بمديرية المعلا، قائلة: “هناك عدد من الاستعدادات أهمها تسجيل المنتقلين من المرحلة الأساسية للثانوية، أما ما يتعلق بالمستوى الثاني فإنه يتم تقسيم فصول المستوى (العلمي والأدبي) وإعدادها بعدد من التجهيزات”.
وتضيف موضحة: “هناك أيضاً معوقات نواجهها في إطار الثانوية، حيث ما يزال العائق الوحيد الذي نشكو منه وبشكل كبير يتمثل بنقص الموارد المالية، ويتم حالياً تغطية المتطلبات والمستلزمات الدراسية من خلال الاعتماد على رسوم الطالبات وتحصيل (المقصف الداخلي)، وهناك أيضاً يوجد تعاون من بعض أولياء الأمور الذين يساهمون عبر جهودهم المتواضعة بتقديم نوع من الدعم لأجل تغطية النواقص”.
وتوضح الأخت خدوج أن “عددا من الطالبات المنتقلات في السنة الماضية قد وصل عددهن إلى 225 طالبة، فيما لم يتم إحصاء عدد الطالبات المسجلات لهذا العام بسبب استمرار عملية التسجيل حتى الآن”.
**لا وجود لعلاقة مباشرة**

تقول الأستاذة انتصار أحمد، مديرة ثانوية باكثير (بنات) بمديرية صيرة إن “استعدادات الثانوية لهذا العام يسير بوتيرة طبيعية، حيت ماتزال الثانوية مستمرة بعملية التسجيل لاستقبال الطالبات اللاتي أنهين المرحلة الأساسية، وجرى نقلهن إلى المرحلة الثانوية”.
وحول العدد التقديري للطالبات المسجلات في الثانوية للعام المنصرم، أوضحت أن “عددهن كان العام الماضي 200 طالبة”، وبخصوص الترتيبات المتاحة الآن فإنه يجري ترتيب الحصص وتقسيم المهام بين المدرسات بالتساوي، وتوزيع شؤون الطاقم التدريسي”.
وبشأن ما تواجهه الثانوية الآن من صعوبات، أجابت: “نُحن حالياً شبه مكتفين، وإن وجد نقص فإنه يتم الاعتماد على التغطية الداخلية”، مشيرة في السياق ذاته إلى أنه “لا يوجد علاقة مباشرة بينها وبين الجهات المسؤولة في وزارة التربية والتعليم”.
**شحة الإمكانيات** [img]abdla.jpg[/img
يتحدث التربوي عبدالله إسماعيل، المسؤول المالي والإداري في ثانوية باكثير، موضحا جانبا من المعوقات، حيث قال: “نحن نعاني بشكل عام من شحة الموارد المالية، ونواجه صعوبة في التعامل مع الأعطاب الفنية والكهربائية التي تحدث في إطار الثانوية من عطل يصيب المكيفات، والتي غالبا ما نضطر إلى إصلاحها وتغطية نفقاتها من خلال رسوم الطالبات”، لكنه أشار بكلامه إلى وجود نقص في الأدوات المدرسية مثل الكراسي، وقال: “سبق ورفعنا شكوى إلى الجهات المعنية، وإلى بعض المنظمات التي تعهدت لنا سابقاً بإحضار وتلبية بعض ما ينقصنا من أدوات ومستلزمات”.
**التسجيل مستمر** [img]shda.jpg[/img
وخلال زيارتنا إلى مدرسة بازرعة (بنات) بمديرية صيرة للسؤال عن جاهزية المدرسة لاستقبال العام الدراسي الجديد، أوضحت لنا الأستاذة شذى علي محمد مديرة المدرسة أن “من الألويات التي قامت بها مدرسة بازرعة هو تدشين بدء عملية التسجيل للطالبات، وكذا استقبال طالبات المستوى الأول المنتقلات من الروضة”، مضيفة “كما قمنا بتهيئة الصفوف الدراسية وتفقد عدد من الجوانب الداخلية للمدرسة”.
وحول مسألة المعوقات أجابت “نحن نعاني وبشكل كبير من مسألة الازدحام والإقبال الشديد، خصوصا في سجلات طلاب مستوى أول، حيث تم مؤخراً تسجيل ما يقارب 35 إلى 40 طالبة، وذلك بسبب ضيق المدرسة” مشيرة إلى أن “نقص الكادر التعليمي يعتبر مشكلة أخرى، خاصة لمدرسي مواد الرياضيات واللغة العربية”.
وحول هذا الموضوع قالت: “أقوم حالياً بمعالجة هذه النقص بتحميل الطاقم أكثر من طاقته بأكثر من 18 حصة، ولا يوجد لدي بديل آخر لتخفيف العبء عن الطاقم الذي مايزال يتحمل الكثير من الضغط، فيما لا تقوم وزارة التربية بالتجاوب معنا وهي بعيدة كل البعد، لكنني كمديرة أسعى إلى التعامل وبدرجة أساسية مع حل المشكلات بالتواصل مع مكتب التربية والتعليم في
بالمحافظة.

**لا يوجد استعداد**
وتطرق الأستاذ نبيل بيرو، وكيل ثانوية لطفي جعفر أمان إلى معوقات العام الجديد بأنه “ليس هناك أية تجهيزات، فمايزال النازحون يشغلون فصول الثانوية التي أصبحت بلا بوابة تحميها، وهناك أشياء كثيرة تعتبر من المعوقات، منها أن هذا العام الدراسي سيبدأ ونصف طلاب الثانوية يدرسون في البيحاني، ووصل عددهم إلى 400 طالب، والعدد العام في تناقص مستمر.
ويختتم قوله مبديا استياءه: "بدلا من أن تكون المدرسة بيئة تعليمية توفر وسائل التعليم والراحة للطالب، أصبح حالها يرثى له بسبب العبث الذي يخلفه بعض النازحين”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى