نــفوذ القبيــلة.. لـعنة تطــاردنــا علــى مــر الــزمن

> أحمد ناصر حميدان

>
أحمد حميدان
أحمد حميدان
كثر المحللون على القنوات، وإن صدق بعضهم، فيبالغ الكثيرون حتى يصلون إلى مرحلة الكذب، هناك من يطمئن الناس فيقول الوطن لن يدخل في نفق الحرب الأهلية لأن المتصارعين أصحاب مصالح، ومن يقود معمعان الأحداث هم كبار الناهبين والفاسدين الذين رؤوس أموالهم ومصالحهم وشركاتهم وتجارتهم ستتضرر، أما عامة الشعب والمواطن البسيط رأس ماله الخبز والفاصوليا فجرا ومساءً، والرز والدجاج والسمك في الغذاء، وإذا تعثر فيمكنه أن يربط بطنه، ويتحمل الجوع لفترة من الزمن، وهنا شيء من الواقع، لكن من هم هؤلاء القادة؟ هل هم فعلا دواعش أم روافض كما يروج كل طرف ضد الآخر؟.
الحقيقة ليست ذلك، بل هي مراكز النفوذ من القبيلة التي ركبت الدولة وأصبحت ذات تأثير على مصدر القرار، وفي يوم ما كانت هي الدولة وفق البطنين والفخذين ولا رجال في البلد غيرهم، والبقية خدم وحشم وهوامش هم من أعاق تحقيق القيم النبيلة من عدالة وحرية ومساواة يتساوون مع من مع اللغالغة كما يطلقون على أشقائهم في وطن الإيمان والحكمة، هذه هي العقلية التي تتصارع اليوم لتعيد ترتيب وضعها في مركز النفوذ وفق معطيات التغيير الجديد، لابد أن يكونوا ممسكين بزمامنا، وأن اختلفت الصور فالمضمون هو هل عرفت ما معنى الشراكة التي بحت حناجرنا ونحن نطالب بها اليوم؟ يريدون هذه الشراكة وفق التقاسم غير العادل واستعادة حقهم في النفوذ علينا.
المشهد واضح من يدير الصراعات في كل بقاع الأرض اليمنية هي ذات البطنين والفخذين وتمون من النهدين، الذين من تحت الطاولة يتحدثون عن تهديد يطالهم وفقدان لمكانتهم في التسلط على مقدرات الوطن والشعب، اليوم تحاك مؤامرة التقاسم الطائفي الذي كان الحديث فيه محرما بالأمس، ولا حق لك أن تكون جزءا من هذا الكيان التسلطي الذي حاول الكثيرون ترويضه ليتحول إلى كيان وطني وتطعيمه بالقوى الوطنية، لكن دون جدوى، وعندما سقط واهتزت أركانه اليوم يستعيد أنفاسه باسم الجماهير التي تصفق وتأمل أن تحقق جزءا ولو يسيرا من طموحاتها وآمالها، أين هذه الطموحات اليوم وهم يتحاورون ويناورون في غيرها؟، لقد تجاوزوها فقد كانت مظلتهم للوصول لاستعادة نفوذهم، ألم تفكر أيها المغلوب دوما كيف يتفق الأعداء وبينهم دماء إلا إذا كانت قضيتهم واحدة وهامة؟!.
لا أقول إن القبيلة كلها بهذا السوء، بل تسلط عليها السوء ذاته وسخرها لخدمته، واليوم يعود ليستخدمها الحشد اليوم والسند قبلي بامتياز ومن ذات البطنين والفخذين، وإن كنت أمقت ذلك الحديث، لكنها حقيقة لابد من معالجتها إذا أردنا تجاوز محنتها.
انتقلت للأسف العدوى لجنوب الوطن الذي بدأ يشفى من تلك الأمراض، لكن سرعان ما اعتدى وصارت لدى البعض ثقافة تتألم كثيرا عندما يقابلك أحد رفاقك في الدرب النضالي، ولم يستسغ أحد مقالاتك ورؤاك التي بالضرورة لا تتوافق مع رؤاه، وبكل بساطة يجردك من انتمائك لمدينتك (عدن) التي سقط فيها رأسك وفيها قبر والديك، ومنها استقيت المدنية وثقافة الحب والسلام والوئام، أنت منها وهي منك، وقدمت لها كل حياتك، بصماتك، معالمها محفورة في وجدانك، وجيلا بعد جيل تعلم منك الكثير، هو لم يقدم شيئا لهذه المدينة، بل كان جزءا من مشاكلها، أتاها حاملا إرثه القبلي والطائفي وأمراض المجتمع الذي تربى فيه ليفرغها في عدن، وهو يكن لها الخبث والمكر، وإلا لماذا يبث سموم الفرقة والتجزئة والطائفية.
المهم أن القبيلة ونفوذها هي مشاكلنا هي من تدمر كل لحظة أمل وتغتال أحلامنا وتنحر مولدنا الجديد، وهو في المهد، تهمس في أذننا من بعيد اصمتوا فأنتم عبيد ونحن أسيادكم لن تحكمونا بل سنحكمكم وستطيعوننا غصبا عنكم، الوطن وطننا والثروة ثروتنا ماضينا سيعود بصورة السيد والشيخ.
إنها اللعنة التي تطاردنا على مر الزمن وتزداد شدة عندما نلين ونتهاون على مصالحنا ونصطف لجوارهم ونسلمهم لجامنا نجعل مثل سيدهم يخاطب الآخر بلساننا، وتهتف جماهيرهم بحناجرنا، وهي تحمل السلاح تهددنا بندقيتهم يوجهونها نحو صدورنا ويهتفون بحقوقنا.. وها هي تنطفئ الكهرباء، وأستكمل مقالي على الشمع، وهذا هو حال البلد بسببهم!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى