رســالــة عــاجـلــة إلــى رئيــس الجمهــوريــة

> مقبل محمد القميشي

>
مقبل محمد القميشي
مقبل محمد القميشي
لن أتبع الطرق المعتادة في أسلوب صياغة الرسائل المهذبة والموجهة إلى الرؤساء أو الملوك، والتي دائما ما تتضمن المدح والتبجيل والتعظيم، لكنني أعتبر رسالتي هذه جافة وصريحة في نفس الوقت فقط لا أنكر أخي الرئيس بأنك رجل المراحل الصعبة كلها ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك.
أيها الرئيس.. مرت عشرون سنة وتزيد على حرب 94م الظالمة على الجنوب ولم يتغير شيء مفيد لا في الشمال ولا في الجنوب كلها صراعات وحروب، وبالتالي ظهر لنا بأنه لا فائدة في وحدة تقتل الناس وتنهب حقوقهم وشعارها الدائم (الكذب)، وأصبحت لدى الناس قناعة بأن الوحدة منتهية تماما.
مرت عشرون سنة على هذه المأساة وكم من الأطفال يتموا وكم رملت من النساء وكم استبيحت من الأراضي وكم من الظلم والهيمنة وقع على أبناء الجنوب، وفي الأخير اعترف كثير من القادة العسكريين المشاركين في الحرب بأن حرب 94م حرب ظالمة، وقد اعترفوا بأن تلك الحرب كانت خطأ كبيرا ارتكب في حق شعب لم يقترف جريمة بحقهم سوى المطالبة بحقوقه المشروعة، وكثير ممن أفتوا تؤلمهم فتاواهم اليوم في مقامهم ومضجعهم وحيثما ساروا وحتى بعد مماتهم.
نحن هنا سنبدأ من الأخير، ثورات مزيفة ابتداء من 2011 إلى 2014، بل ربما من 62م أيضا، وهذا لا يخفى عليكم تعلمون بكل بواطن الأمور لكنها السياسة تخفي الظاهر وتظهر الباطن.
أخي الرئيس.. نحن نتألم من آلامكم رغم أننا بعيدون عنكم ولا يظهر لنا سوى ما نسمعه في وسائل الإعلام وكل منا يحلل حسب توجهه الحزبي أو الوطني والبعض بعواطفه الخاصة، وخاصة في ما حصل في الآونة الأخيرة وأنتم داخل صنعاء، وقد سمعنا من الأقاويل ما يكفي، لكننا نتمنى أنكم خارج المؤامرة.
الكثير من الناس تتوقع رحيلك إلى الجنوب في أقرب وقت، والكثير أيضا يطالبونك بالتوجه إلى الجنوب، وطبعا هذا حاصل لا محالة آجلا أم عاجلا نتيجة للأوضاع المتعثرة في الشمال ونتيجة للتوجه الجديد والمحسوب على تبعية اليمن للخارج والذي لا يرضيك أنت أيضا.
أخي الرئيس.. هناك حدود لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال، وأنت عشت خلال هذه الوحدة مع قوم ربما لا يميزون بين هذا وذاك، هم يعدون ويخلفون ويتحدثون ويكذبون.
أنت الرئيس من الجنوب ولولا المرحلة الصعبة التي عاشوها لما اختاروك رئيسا عليهم، واليوم ظهروا على حقيقتهم برفضهم تعيينك للدكتور أحمد عوض بن مبارك رغم علمنا بموافقتهم عليه قبل الإعلان لكنها العنصرية التي يحملونها في قلوبهم (للجنوب) لكون هذا الرجل من الجنوب ولأنهم يعرفون أن المرحلة الآن في صالحهم ولا داعي للتوافق لا في رئيس دولة ولا في رئيس للوزراء يحكمهم من خارج حاشيتهم، وعليك ألا تصدق تواقيعهم، فقد جربناهم في وثيقة العهد والاتفاق، وأنت جربتهم في بنود المبادرة الخليجية، وجربتهم في عرقلة تنفيذ مخرجات الحوار.
هكذا بدأت الأمور تتكشف، ولذلك نحن نتمنى ألا تعتمد على وعود أمريكا وحلفائها، فهي سرعان ما تطبق الحبل بأصدقائها باستثناء إسرائيل، هكذا أثبت تاريخ أمريكا.
لذلك الأعذار كملت والمكاوي نضجت والمؤامرة مستمرة، فأيهما أفضل، أن يعيش الإنسان بقية حياته مجرما بدون جرم اقترفه، أم شريفا في وطنه وأرضه وبين أهله وأحبابه.
ربما الكثير من الناس ينتقد هذا الكلام بمطالبتي رئيس دولة أن يرحل، لكنني أقول هذه مراحل، ومرحلة وجود الرئيس عبدربه انتهت يوم 21 سبتمبر 2014 بدخول الميليشيات الحوثية إلى صنعاء، وقد جرب هو كل ما تحتويه المراحل ويدرك أيضا أن مستقبل اليمن مجهول ويصعب التنبؤ به.
صدر القرار رقم (61) بتعيين رئيس للوزراء وصدر القرار الثاني من إيران برفض التعيين، ألا يعتبر ذلك تدخلا سافرا في شؤون الرئيس، وبالتالي في شؤون اليمن؟.. ماذا بقي لك بعد ذلك أيها الرئيس، أنا لا أعتقد بأنك ترضى بأن ترفض قراراتك بهذه الطريقة، فهذه الإشارات الأولى وعليك أن تترقب الكثير.
نحن نعلم أنهم سيوافقون على هذا التعيين في الأخير، لأن هدفهم لم يكتمل بعد ولا يريدون مزيدا من الصراع مع الرئيس، على الأقل في الوقت الحاضر، لكن في النهاية على الرئيس أن يتوقع الكثير وربما يصنعون لك ملف اتهام وبالتالي محاكمتك تحت أي مبرر كان وهم يدركون كيف ومتى يصنعون تلك الملفات المزورة.
هذه رسالتنا لكم والتاريخ يشهد بيننا، ونحن في الجنوب سنقوم بواجبنا نحو قضيتنا، فأهلا وسهلا بكم فأنت منا وإلينا.. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى