لـعمـري .. يـا قـضيـة الـعمـر !

> أحمد محسن أحمد

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد
هي قضية العمر.. مهما طال العمر أو قصر.. وهي قضية الأبناء والأحفاد.. والمستقبل الآتي والفجر الجديد.. وهي في الأخير القضية الجنوبية التي أصرت الجماهير الجنوبية الغفيرة على المضي رغم كل الصعاب للوصول بها إلى الهدف المنشود، الحرية والاستقلال!.
وإذا كان في العمر (باقي) لكي نحلم أو نتطلع أن نشتاق للانعتاق والتحرر من الظلم والقهر الذي تكبّدنا مرارته من يوم الوحدة المشؤومة.. فإن هذه الأيام الباقية ستكون وقود شرارات الثورة التي آمنا بها من ذلك اليوم الذي (صدّقنا) بأنها وحدة، ورحلنا إلى صنعاء حاملين آمالا صادقة لتواجهنا مؤامرات ودسائس دنيئة أجبرتنا على العودة سريعا إلى عدن الحبيبة حاملين معنا وزر الأكاذيب التي تكشفت لنا في سياسات وإجراءات القيادات الشمالية التآمرية على كل جنوبي (صدّق) بأنها وحدة.. وكان لكاتب هذه السطور شرف العودة سريعاً من صنعاء إلى عدن خلال فترة لا تزيد على ستة أشهر، رغم أن قراري (سيئ الذكر) كان جمهوريا كمدير عام.. ولدي وثائق دامغة تدين القيادات الشمالية التي كانت ولا زالت تمارس الحقد والكراهية بحق كل جنوبي كان صادقاً ومخلصاً للكذبة الكبيرة التي اسمها (وحدة يمنية)!.
إن المعاناة التي عاشها أبناء الجنوب وعدن بالذات كانت كبيرة.. ولو سمح لنا أن نفتح ملف هذه المعاناة التي لم يلتفت إليها أحد فهي دليل قاطع على سبب رفض أبناء الجنوب للوحدة الكاذبة.. وهي شهادات كفيلة بأن تدين عتاولة الفيد والسلب والنهب والإقصاء في نظام صنعاء من المتنفذين الشماليين!. مع هذا فإننا ننظر بأسى إلى ما يحدث اليوم والشعب العظيم في الجنوب يسجل مواقفه التاريخية في الاعتصام والرفض لفرض قوانين وأنظمة وحدة انتهت في واقع الحال!.. وما المليونيات المتلاحقة إلا دليل على أن هذا الشعب هو صانع الثورة الأكتوبرية 1963م ضد الاستعمار البريطاني.. وهو الذي يقود (باستمرار) ثورة عارمة ضد النظام الشمالي.. فإذا كانت آذان الدول الداعمة ومجلس الأمن والأمم المتحدة والأصدقاء والأشقاء صماء ولا تسمع نداء هذا الشعب الأبي وهو يطالب بحقه في الحرية والاستقلال فإنه يتوجب على القيادات الجنوبية في الداخل والخارج أن تتوحد وتستمع لنداء هذا الشعب الذي لن يرحم كل من يدير ظهره له ولا يريد الاستماع لمطالب الشعب الحقوقية والشرعية!.
لا أعرف السر في أن القيادات البارزة في الداخل والخارج رافضة الإنصاف والاستماع لأصوات شعب الجنوب الذي يطالبهم بالتوحد.. رغم أنني أشعر أنهم شيئا فشيئا ينسلون ويسيرون بخطى ثابتة نحو دائرة النسيان، وهذا ما لا نريده.. رغم أننا تحفظنا بعض الشيء عندما سمعنا من يطالب بشطب القيادات في الخارج التي ترفض وتتناسى خلافاتها والانضمام لصفوف الشعب ومسح أسمائهم من سجلات شرف النضال لصالح الثورة المنتصرة بإذن الله تعالى!.. والمطالبة باختيار قيادة شابة من الساحة!.. وهذا حق طبيعي إذا ما استمرت تلك القيادات على عهدها في الشقاق والاختلاف فيما بينها على حساب القضية الجنوبية.. هذا المطلب مشروع وحق للشباب والرجال الذين عاهدوا الله على المضي نحو فجر الحرية والاستقلال وساروا وصدورهم عارية، حاملين آمالهم وطموحاتهم ليتحقق لهم الأمل الأوحد وهو استعادة دولتهم المنهوبة!.
آخر الكلام:
1 - تحية لـ(البيض) إذا صح الكلام بأنه رفض عرض دولة أجنبية، طلبت منه تأييد (أبو محويت) والاستماع لمطالبهم في المنطقة!.. إذا صح هذا الكلام.. فإنني أعلن بأن هذا الموقف يدل على أن الرجل راجع نفسه ووجد أن الانتماء للوطن المنهوب واجب و(هوه) صاحب واجب!.. بس (زادوا) عليه (العويلة) في الأول ووجد أن العودة للحق هو الملاذ الوحيد.. والحق هو المولى (عز وجل) ولا سواه!.. وشكراً لموقفك يا (أبو فيصل)!.
2 - لا يزال الرئيس السابق يكرر المقولة “الوحدة أو الموت”.. فعلاً معه حق.. فلهم الوحدة.. ولنا الموت.. يظهر أنه يصر على التغريد خارج السرب!.
**المحرر: نعتذر للكاتب وللقراء عن الخطأ غير المقصود في المقالة التي نشرت يوم أمس جراء سقوط فقرة منها سهوا لذا نعيد نشرها كاملة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى