نجوم الإبداع الجنوبي.. حضور فاعل يوقد حماس الجماهير في ساحة الاعتصام بعدن

> استطلاع/ عبدالله مجيد

> للفن والفنانين دور كبير في دعم الثورات والثوار من خلال ما يقدمونه من أعمال فنية متنوعة كالأغاني الحماسية والثورية والتمثيليات الهادفة، والتي لها دور كبير في رفع الهمة وشحن المعنويات الثورية لدى الثائرين.
«الأيام» التقت بنجوم المسرح والتمثيل الجنوبي واستطلعت آراءهم حول مايجري في الساحة الجنوبية ودور الفن والفنانين فيها فإلى المحصلة.
المخرج والممثل الكبير قاسم عمر تحدث عن دورهم في هذه الثورة والدوافع التي أدت إلى انضمامهم إلى الساحة للمطالبة باستعادة الدولة، وكذا ماتعرض له الفنان الجنوبي خلال العقدين الماضيين من إقصاء وتهميش بالقول: “انضمامنا إلى هذه الثورة المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية لم يكن وليد اليوم، بل انضمامنا لها كان في عام 2012م، وذلك من خلال تقديم عمل سري قدمناه وكان بعنوان (أعطونا فرصة) من تأليف أحمد الحامد وإخراجي، وبطولة سالم العباب وقاسم عمر وأبطال آخرون، وقد حقق العمل نجاحاً باهراً”.
وعن دورهم في الثورة قال: “اليوم نحن هنا معشر الفنانين في هذه الساحة الثائرة بخيمة (اتحاد الفنانين الجنوبيين) نعمل كخلية نحل في مجالات عدة كالنزول إلى خيام الاعتصام والقيام بأعمال توعوية للشباب المعتصمين في الساحة بما من شأنه يخدم الثورة، بالإضافة إلى عقد الندوات الفنية الهادفة إلى إبراز دور الفن في بناء الجنوب الجديد، وإقامة المعارض التشكيلية وغيرها من الأنشطة والفعاليات الفنية الأخرى والتي قد تم تنفيذ بعضها والأخرى يجري حالياً التحضير لها وستعرض في إحتفالية عيد الاستقلال 30 نوفمبر، من ضمنها لوحة جدارية كبيرة تتكلم عن الساحة، بالإضافة عقد الندوات من قبل كوكبة من الشباب”.
وعن ما تعرض له الفنان الجنوبي خلال العقدين الماضيين من إقصاء وتهميش متعمدين أجاب عمر بالقول: “المجال الفني كغيره من قطاعات شعب الجنوب التي تم القضاء عليها وتهديمها، وهنا أقول إن ما حصل للفنانين ماهو إلا جزء يسير مما حل لشعب الجنوب بأسره، وأجبره لأن يثور ضد ما يمارس ضده بجميع فئاته بما فيها الفئة الصامتة من باب المندب إلى المهرة لقد بلغ السيل الزبى لدى جميع قطاعات الشعب”.
الفنان عمر أنهى حديثه لـ«الأيام» بالقول: “لقد خرجنا إلى هذه الساحة ولن نتزحزح منها حتى ينال الشعب الجنوبي استقلاله”.
**استبدال الثقافة الجنوبية بالشمالية**
جهاد المرفدي مسؤول العلاقات العامة لاتحاد الفنانين الجنوبيين من جهته تحدث عن دور هذا القطاع في الساحة وأهميته بالقول: “للفنايين دور كبير في دعم ورفع معنويات الثائرين المعتصمين في الساحة وغيرها من خلال ما يقدمونه من أغاني حماسية وثورية وفنون أخرى تعمل على تجسيد وترجمة معاناة هذا الشعب”.
وعاد المرفدي مطالبات الفنانين الجنوبيين اليوم باستعادة الدولة الجنوبية يأتي نتاج لما عانته هذه الفئة من إقصاء وتهميش، متعمدين من قوى نظام صنعاء منذ تحقيق الوحدة بين دولتي الجنوبية العربية اليمنية واليمن الديمقراطية الشعبية عام 1990م، حيث اتبع فيه نظام صنعاء على تهميش الفن الجنوبي ومحاربته وإحلال بدل عنه ثقافة الشمال.

وأضاف “لقد وصل التهميش للفنانين الجنوبيين على جميع المستويات بما فيها المشاركات الخارجية، وفي حال تحصل الفنان الجنوبي على فرصة المشاركة والتي لاتأتي إلا فيما ندر تفرض عليه شروط رقابية وغيرها من المضايقات، الأمر الذي جعلنا نرفض هذا الواقع المرير وإعلان انضمامنا إلى هذه الساحة المطالب باستعادة الدولة الجنوبية”.
سرقة أعمالنا
المرفدي أوضح في سياق حديثه لـ«الأيام» بأن “أعمل البلطجة الفنية وصلت إلى حد سرقة الأعمال الفنية الخاصة بالفنانين الجنوبيين”، وعن هذا قال: “أقيم في العاصمة المصرية القاهرة قبل سنوات مهرجان سينمائي حينها تقدمنا بطلب لوزارة الثقافة بنيتنا بالمشاركة في هذا المهرجان بعمل مسرحي خاص بنا تحت عنوان (ماقبل الانفجار)، وقد طلبت الوزارة منا بقيادة الوزير عبدالله عوبل نسخة منة وتم ذلك، ولكن مع الأسف تفاجأنا بعدها بأن عملنا تم سرقته من قبل أشخاص في الوزارة والمشاركة به في هذا المهرجان، تقدمنا حينها بشكوى ضد من سرق عملنا من الوزارة بنظام صنعاء، ولكننا لن نحصل على الإنصاف، وهو ما الذي أكد لنا بما لايدع مجالاً للشك بأن أي عمل جنوبي لن يسمح له نظام صنعاء بأن يرى النور”.
**الفنان الجنوبي حاضر**

المُمثل المسرحي عيدروس عبدون قال لـ«الأيام»: “إن ماتعرض له الفنان الجنوبي من سياسية التهميش والتدمير الممنهج طيلة العقدين الماضيين من قبل نظام صنعاء هو ما أجبر الفنان والمثقف الجنوبي للخروج إلى الساحة للمطالبة باستعادة دولته التي كانت لعهد قريب رائدة في هذا المجال الفني والمسرحي على مستوى الجزيرة العربية والخليج”.
وأشار عبدون في سياق حديثه إلى أنه “يحضر حالياً مع عدد من زملائه لعدد من الأعمال الفنية سيتم عرضها في 30 من نوفمبر بمناسبة عيد الاستقلال، وستحمل عدداً من الرسائل إلى المجتمعين الإقليمي والدولي إحداها التأكيد بأن الفنان الجنوبي موجود في الساحة وسيناضل برؤى حضارية في هذه الثورة الجنوبية السلمية المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية”.
وأكد عبدون في ختام حديثه على “البقاء في الساحة حتى تحقيق الهدف المنشود”.
**الفنان جزء من الشعب**
المدير المالي لاتحاد الفنانين الجنوبيين الشاعر جمال عبدالرب جبران أوضح من جهته دور الفنانين الجنوبيين في هذه الثورة بالقول: “إن دور الفنان الجنوبي جزء لايتجزأ من هذا الشعب الثائر والمطالب باستعادة دولتة”، موضحا في سياق حديثه عدد من الأعمال التي يقومون بها في الساحة بالقول: “للفنانين دور كبير في توعية المعتصمين من خلال النزول المستمر إلى المخيمات وأعمال توعوية أخرى”.
**استعادة الدولة مطلب قانوني**
بدوره تحدث الممثل المسرحي ياسر سلامي بالقول: “نحن توحدنا مع عصابة وليس مع دولة، وانضمامي إلى هذه الساحة المطالبة باستعادة الدولة لم يأت بصفتي كفنان، بل كمواطن من أبناء الجنوب الثائر”، مضيفا “مطلبنا مطلب قانوني وشرعي”.
وطالب سلامي في ختام حديثه المجتمع الدولي برمته بـ “الوقوف إلى جانب شعب الجنوب وتمكينه من استعادة دولته من نظام الصنعاء، والذي مازال يعيش في جبروت تخلف يعاني من أزمة مسافة بين العقل والضمير”.
**الحق أقوى من القوة**
المخرج والكاتب المسرحي كمال كرمدي قال: “إن موقفنا بصفتنا فنانين جنوبيين في ساحة الحرية والشرف هو موقف وطني وأخلاقي كوننا الشريحة الأكثر أهمية في المجتمع الجنوبي، ولأننا الأكثر تضرراً من نظام صنعاء وممارسته العنصرية، والتي عمدت إلى تدمير مؤسساتنا الثقافية ومقراتنا الفنية ومتنفساتنا الإبداعية وماعانيناه ويعانيه شعبنا في الجنوب من هذا النظام العسكري القبلي المتزمت كان لزاماً وواجباً علينا أن نعبر عن رفضنا لهذه السلوكيات غير السوية بنزول إلى ساحة الاعتصام لتقديم الفعاليات الثقافية والفنية بين إخواننا المعتصمين والمرابطين من أجل التحرير والاستقلال”.
وأضاف “لقد حاول نظام صنعاء كسر عزيمتنا كمبدعين وانتهاجه سياسة (إذا أردت أن تدمر شعباً ابدأ بثقافته أولاً)، وهذا ماحدث فعلاً لثقافتنا وفنونا من تدمير وتهميش دورنا كفنانين، ولكن كما قال الزعيم المصري سعد زغلول باشا (الحق أكبر من القوة)، ونحن أصحاب حق وقضية عادلة”.
**ممارسات عنصرية متعمدة**
“طائرة اليمدا أسقطها السلاح اليمني بمنصورة عدن” بهذه العبارة الساخرة بدأ الفنان التشكيلي لبيب توفيق حديثه مع «الأيام» عن معاناة الفنان الجنوبي.
وأضاف “لقد قضيت وقتاً كبيراً مع عدد من الفنانين لتصميم هذه الطائرة الجنوبية التي تم القضاء عليها بشكل متعمد، وتم نصبها بساحة المنصورة، ولكن سرعان ما تفاجأت بأن يتم إسقاطها من قبل قوة عسكرية من مكانها بعد أن أمطروها بوابل من الرصاص، وهو ما يكشف حقد أولئك على كل ما هو جنوبي”.
وتابع بالقول: “لقد أوقفت مشاركاتي منذ عام 94م نتيجة للعنصرية التي كانت تمارس ضدنا وضد أعمالنا، حيث كان اهتمام القائمين على تلك المشاركات تقتصر على اللوحات التي تتناول الثقافة والصنعانية فقط”.
ودعا توفيق في ختام حديثه جميع الفنانين التشكيليين إلى “ضرورة تكاتف الجهود لإنجاح فعالية نوفمر القادمة والمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية”.
**الثورة الجنوبية انتشلت الثقافة من ركودها**
من جهته تحدث مدير عام مكتب الثقافة بعدن الفنان رامي نبيه عن أسباب انضمام مكتبه إلى الساحة المطالبة باستعادة الدولة وأبرز الأنشطة التي يقومون بها، وكذا معاناة المثقف في هذه المحافظة والمحافظات الجنوبية الأخرى منذ مايزيد عن عقدين من الزمن بالقول: “انضمامنا إلى الحراك الجنوبي لم يكن وليد اليوم، وإنما كان منذ بداية انطلاق الثورة الجنوبية في عام 2007م، وتواجدنا اليوم في هذه الساحة والمشاركة في هذه الثورة يُعد مطلباً حتمياً”.
وأضاف أن “المثقف هو جزء لا يتجزأ من هذا الشعب بل أن شريحة المثقفين تُعد أكثر شريحة في المجتمع الجنوبي عانت من الإرهاب الفكري والثقافي منذ قيام الوحدة غير المباركة الأمر الذي جعل من المثقف الجنوبي كالجسد الذي لا روح فيه، بل إنه بات محروماً من أبسط حقوقه”.
واختتم حديثه بالإشادة بالحراك الثقافي والفني الذي تشهده الساحة بالقول: “لقد جئنا إلى هذه الساحة لتنفيذ الثورة، لكن في الحقيقة المستفيد الأول من هذه الساحة هو نحن، حيث بلغت الفعاليات التي قدمناها أكثر من 21 فعالية ثقافية خلال ثلاثة أسابيع، وهذا بحد ذاته يُعد رقماً قياسياً لم يشهده مكتب الثقافة من قبل، حيث كان يعاني من ركود ثقافي والفني”.
وتقدم نبيه بالشكر في ختام حديثه لـ«الأيام» إلى كل الإعلاميين وفي مقدمتهم الأستاذين محمد سعيد سالم وعبدالله الدياني، وكذا الجهات الإعلامية على ما قدموه ومازالوا من أنشطة ثقافية وسياسية في إطار هذه الثورة السلمية والمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى