الفساد الإداري والتعليمي يوقف التعليم بمدارس بكرش الصبيحة

> تقرير/ عنتر الصبيحي

> الفساد الإداري والتعليمي وصل إلى ذروته في مدرستي عمار بن ياسر وعائشة الخاصة بالبنات بكرش بمحافظة لحج، فساد تربوي شمل جميع أركان العملية العليمية فيهما، فهناك نقص في المعلمين المتخصصين، وغياب مستمر للمعلمين الآخرين، ونتيجة لذلك تشهد المدرسة إضرابا نتج عنه تعطل تام للعملية التعليمية في هاتين المدرستين والنتيجة جهل وأمية لقيادة المستقبل وبناته وبرعاية ومباركة الجهات المختصة في المديرية والمحافظة.
مئات الطلاب والطالبات في هاتين المدرستين في كافة المراحل (الابتدائية والأساسية والثانوية) باتوا هذا العام محرومين من التعليم نتيجة للمشكلات التي تشهدها هاتان المدرستان منذ سنين غير أنها وصلت إلى ذروتها هذا العام بتعطيل العملية التعليمية بالكامل.
**الفساد التعليمي**
طلاب خارج الفصل لعدم حضور المدرس
طلاب خارج الفصل لعدم حضور المدرس

تعود البداية الأولى لتدني الوضع التعليمي لاسيما في مدرسة عمار بن ياسر بكافة مستوياتها التعليمية إلى بُعيد حرب 94م كغيرها من مدارس المحافظات الجنوبية، والتي تندرج ضمن سياسة التجهيل المتبعة في مدارس الجنوب، بعد أن كانت رائدة في تخريج الكوادر يحتل بعضهم اليوم مناصب قيادية في مجالات مختلفة بالدولة.
عدد من الأهالي بمنطقة حدابة والتي تضم عددا من القرى مترامية الأطراف عبروا عن استيائهم لما وصلت إليه العملية التعليمية في هاتين المدرستين بعد أن كانتا يضرب بهما المثل في قوة التعليم، وذلك نتيجة الفساد التعليمي الذي تعانيه في إدارة التربية في المديرية وإدارة المدرسة والكادر التعليمي فيها.
مطالبين تلك الجهات بتوفير ما تعانيه المدرسة من نقص في الكادر التعليمي في بعض التخصصات والتي أدت إلى الإضراب وتعطيل العملية التعليمة فيها، ومحملين في الوقت نفسه الجهات المسؤولة مسؤولية حرمان أبنائهم من التعليم لهذا العام.
**الطلاب هم الضحية**
لم تقم إدارة التربية بالمديرية بحل المشكلات التي تعاني منها المدرستان من نقص في الكادر التعليمي في بعض التخصصات، والتغيب المستمر للبعض الآخر، بل زادت من شدة المعاناة فيها بتحويل بعض المعلمين من المدرسة إلى مدارس أخرى، الأمر الذي نتج عنه تعطيل العملية التعليمية فيهما بعد أن لجأ المعلمون إلى الإضراب احتجاجاً على تلك التصرفات وما تشهده المدرسة من فساد تعليمي لم تشهده من قبل ليصبح مئات الطلاب في هاتين المدرستين هم المتضررين الوحيدين من هذه المهزلة التعليمية.
**غياب المتخصصين**
طلاب ينتظرون المدرس أمام الإدارة
طلاب ينتظرون المدرس أمام الإدارة

تعاني معظم مدارس كرش من نقص في المعلمين المتخصصين لاسيما في المواد العلمية كالرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والأحياء.
نقص في مواد علمية لم يلق أي حلول من قبل إدارة التربية في المديرية رغم المطالبات المستمرة والاحتجاجات التي نفذها طلاب المدارس في المرحلة الماضية.
**غياب للمعلمين وركون إلى الغش**
تُعد المرحلتان النهائيتان الأساسية والثانوية من المراحل المهمة من العملية التعليمية غير أن هاتين المرحلتين في مدرسة عمار بن ياسر تأخذ منحى آخر، حيث لم تلق أي اهتمام من معلمي هاتين المرحلتين، عدد من طلاب مستوى ثالث ثانوي عبر لـ«الأيام» عن استيائهم من عدم حضور مدرسيهم وتكرار تغيبهم عن المدرسة، ويرى الطلاب بأن السبب الرئيس في عدم الاهتمام بهذه المرحلة من قبل المعلمين على اعتبار أنها مرحلة تشهد نجاحاً مؤكداً في نهاية كل عام نتيجة لما تشهده من غش كبير وحل لجميع المواد ومن قبل الأساتذة المتخصصين أنفسهم.
**فصول آيلة للسقوط**
نوافذ المدرسة بعد تكسيرها
نوافذ المدرسة بعد تكسيرها

تعاني كثير من الفصول الدراسية في مدرسة عمار بن ياسر من ضعف البنية نتيجة لقدم بنائها والتي أضحى الكثير منها آيلا للسقوط وبلا أبواب أو نوافذ في ظل تجاهل الجهات المعنية في المديرية، الأمر الذي حولها إلى مأوى للكلاب الضالة والبهائم، كما يحرم الطلاب من التعليم فيها في مواسم الأمطار والتي تكون فيها الفصول غارقة بالمياه لأيام.
**حلول غير مجدية**
صورة لمروحة تم تخريبها
صورة لمروحة تم تخريبها

وفي سبيل السعي لإيجاد بعض الحلول لما تعاني منه مدرستا عمار وعائشة تم تغيير مديريهما قبل أشهر، إلا أن هذا التغيير لم يجد نفعاً بل زادت الأمور التعليمية في المدرستين تعقيداً ليصل إلى الإضراب عن العملية التعليمية.
**ملفات فساد**
ونتيجة للفساد الذي تشهده المدرستان بكافة نواحيها والذي وصل إلى حد التلاعب بالدرجات والمحصلات الدراسية، أقدم أحد المعلمين في المدرسة إلى إحراق أحد الدواليب في إدارة المدرسة احتجاجاً على ما أسماه الفساد التعليمي في المدرسة.
وبحسب إفادة المعلم علي مقبل لـ«الأيام» قيامه بإحراق الدولاب في إدارة المدرسة أتى بعد رفض الإدارة المسؤولة تسليمه جائزة ابنه وإيداعها في الدولاب بطريقة استفزازية.
ويضيف: “إن مشكلة ولدي مع الإدارة قد بدأت قبل أشهر عندما تم التلاعب بدرجات ولدي بطريقة غير مبررة، تقدمت حينها بعدد من التظلمات إلى مكتب التربية وعندي ما يؤيد عملية التلاعب هذه”.
ويختم بالقول: “عندما رفضت الإدارة صرف جائزة ولدي وبعد التعنت غير المبرر لجأت إلى إحراق الدولاب الذي أودعت فيه الجائزة احتجاجاً على تلك التصرفات غير المبررة”.
وقد نتج عن هذه المشكلة قرار اتخذته إدارة التربية بالمديرية بإيقاف مرتبه.
فساد تعليمي وإداري بلغ ذروته في هاتين المدرستين نتج عنه حرمان الطلاب من التعليم لهذا العام في ظل غياب تام لدور الجهات المعنية في المديرية والمحافظة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى