القيادي في الحراك الجنوبي بردفان الشيخ ملهم الجبراني لـ «الأيام»:مشائخ الجنوب لا يطمحون للحكم أو الهيمنة على الساحة الجنوبية

> حاوره/ قائد نصر

> قال الشيخ ملهم محمد عثمان الجبراني الحالمي أحد قيادات الحراك في ردفان “إن الدولة الجنوبية منذ الاستقلال في نوفمبر 67م المجيد أقامت مجتمعا مدنيا يتساوى فيه جميع أبنائه في الحقوق والواجبات، وأن المشائخ والوجاهات الاجتماعية انخرطت ضمن فئات المجتمع المدني الذي تشكلت فيه هذه الدولة الجنوبية، على عكس ما هو قائم في الشمال حيث مراكز القوى القبلية أصبحت عائقا أمام قيام أي نظام ديمقراطي وعامل حسم في الصراع على السلطة”.
وأضاف ملهم وهو أحد أبرز مشائخ ردفان ونجل الشخصية البرلمانية الشهيد محمد عثمان في لقاء مع «الأيام»: “إن مشائخ الجنوب لا يوالون أو يتبعون أفرادا في عملهم الثوري ولا يطمحون للحكم أو للهيمنة على الساحة الجنوبية، وإنما هدفهم دعم ومساندة الثورة لتحقيق أهدافها، كجزء أصيل من مسيرة النضال مع أبناء الشعب حتى تحقيق كافة أهدافه وتطلعاته المشروعة”.
الشيخ ملهم الجبراني
الشيخ ملهم الجبراني

**كيف تقرأ المشهد السياسي الثوري في الساحة الجنوبية؟
- بالنسبة للعمل الثوري فإن العمل جار في جميع الساحات الجنوبية من اعتصامات ومهرجانات وانضمام قطاع واسع من منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية والاجتماعية وتفعيل النشاط والعمل الثوري بين أوساط طلبة المدارس والثانويات والجامعات والمؤسسات والمرافق العامة والخاصة سواءً كان برفع أعلام دولة الجنوب أو ترديد النشيد الوطني الجنوبي في الطابور الصباحي، وإقامة الندوات التثقيفية والتوعوية، إضافة إلى تشكيل لجان شعبية لحماية المرافق والمنشآت الحيوية من موظفيها ذاتهم، وقد توصل النضال الثوري الجنوبي بفضل تضحيات الشهداء والجرحى إلى بداية نهاية الحسم الثوري.
أما من الناحية السياسية فقيادات الثورة في الداخل تجري حوارات ولقاءات ومشاورات مكثفة بهدف الوصول إلى صيغة توافقية لتوحيد الصف الجنوبي، والخروج بقيادة موحدة تمثل الثورة الجنوبية، وتطلعات شعب الجنوب.
كما أن هناك اتصالات ومشاورات يقوم بها عدد من قيادات الداخل والخارج من دول الإقليم بهدف الحصول على دعم هذه الأطراف الإقليمية سياسياً ولوجستيًا لتبني قضية شعب الجنوب، والدفع بعجلة انتصار أهدافه وحقه الطبيعي في التحرير من براثن هذا التخلف، وهناك مؤشرات في التعاطي الإيجابي من قبل كثير من دول الإقليم والجوار، وستشهد ظهور بعض تلك المواقف الإيجابية خلال قادم الأيام.
**ما هو دور المشائخ في الثورة الجنوبية؟.
- مشائخ الجنوب مثلهم مثل باقي مكونات شعب الجنوب كان لهم دور فاعل وبارز منذُ انطلاق مسيرة حراك شعب الجنوب السلمي الحضاري في 2007م، وكان لهم دورهم الاجتماعي في حث الناس وشحذ همهم للمشاركة الواسعة في مختلف فعاليات وأنشطة الحراك السلمي، كما كان لهم أيضا دور كبير في التصدي ومجابهة سياسات الهيمنة وإفشالها، وذلك من خلال تبني المشائخ والعقال لحل كثير من القضايا والمشاكل الإضافية التي كانت عالقة بين كثير من أبناء شعبنا، وكانت أجهزة النظام تعمل على تغذيتها، وزرع بذور الفتن فيما بين الناس، وبالتالي فإن كل تلك الخدمات والمشاكل قطعت الطريق على سياسات الاحتلال التي انتهجت إسلوب (فرق تسد)، وهو ما دفع عامة الشعب إلى تجاوز الخلافات، والتفرغ لساحات النضال السلمي.
**كان لمشائخ الشمال دور كبير في التسريع بما سمي بعجلة الحسم الثوري، بينما لا نجد هذا الدور لدى مشائخ ووجهاء الجنوب.. ما هو السبب برأيكم؟.
- الشمال لازال محافظا على كيانه ووجوده بقوة باعتباره إحدى الركائز الأساسية لمنظومة الحكم للدولة منذُ القدم، وعندما كان يحصل هناك خلاف أو انشقاق داخل منظومة الحكم كان تدخل القبيلة في فرض ودعم أحد الأطراف هو المرجح للكفة كونها جزءا لا يتجزأ من النظام القائم وتمثيل الغلبة فيه، لذلك فإن عامة الشعب هناك في الشمال تابعون وخاضعون لشيخ القبيلة باعتباره جزءا مهما من ركائز النظام، وتابعا له، أما في الجنوب فبعد الاستقلال الوطني عام 1967م وإعلان الدولة التي عملت على توحيد ما يزيد عن 23 مشيخة وسلطنة وإمارة وولاية، وصهرها في إطار دولة مدنية يتساوى فيها أبناؤها بالحقوق والواجبات، ورغم وجود بعض السلبيات والمساوئ إلا أن المشائخ والواجهات الاجتماعية قد قبلت وتماشت مع هذا التوجه وانخرطت ضمن فئات المجتمع المدني الذي تشكلت فيه هذه الدولة الجنوبية، هذه السلبيات أو المساوئ قد أصابت عددا من المشائخ أدت إلى تهمشيهم وظلمهم.
**بعد انتهاء حقبة الاشتراكية.. ألا ترى أن الجو أصبح مواتيا لكم كمشائخ بفرض هيمنتكم على الساحة؟.
- أنا لم أقل أن الاشتراكي هو السبب برغم بعض أخطاء النظام الحاكم حينذاك، لأن مشائخ الجنوب لا يوالون أو يتبعون أفرادا في عملهم الثوري ولا يطمحون للحكم أو للهيمنة على الساحة الجنوبية، وإنما هدفهم دعم ومساندة الثورة لتحقيق أهدافها، وهم جزء لا يتجزأ من هذه المسيرة المظفرة بإذن الله، وسيناضلون مع إخوانهم حتى نيل الحرية والاستقلال، واستعادة الدولة الجنوبية المدنية المنشودة.
**هل تسليح قبائل الجنوب كفيل بإنجاز الحسم الثوري؟.
- لا.. ولكن متى ما دعت الحاجة لذلك وامتلك الثوار السلاح وهم (القبائل) الذين يشكلون جزءا من هؤلاء الثوار، حينها لا مانع من ذلك وسيأتي الحسم بفضل انخراط وتلاحم كل أبناء الشعب والقبائل.
**هل لك من كلمة أخيرة تود توجيهها؟.
- أدعو شعب الجنوب في جميع ساحات النضال إلى الصمود والتصعيد النضالي ورص الصفوف حتى تحقيق الأهداف، كما أدعو جميع قيادات الحراك الجنوبي إلى سرعة التوحد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى