الحراك الجنوبي باليمن.. تعدد القيادات وتشتت الخيارات

> عدن «الأيام» ياسر حسن

> ليس الحراك الجنوبي في اليمن على قلب رجل واحد - كما يتصور البعض ممن لا يتابعونه عن قرب - فالقادة موزعون بين مشارب مختلفة، حيث تتباين الرؤى والخيارات، وتجسد ذلك أخيرا في فشل إعلان الاستقلال الذي دعا إليه البعض.
وبعد فشل إعلان الانفصال الذي وعد به بعض قادة الحراك الجنوبي في اليمن واستنكره آخرون، معتبرين أن الوقت لم يحن بعد لذلك برزت في الشارع اليمني تساؤلات بشأن الخيارات التي قد يلجأ إليها الحراك في المرحلة القادمة.
وفي إجابته على تلك الأسئلة قال الناطق باسم ساحة اعتصام أبناء الجنوب في عدن ردفان الدبيس: «إن ما نخطط له في المرحلة القادمة هو تدشين مرحلة جديدة من النضال السلمي، ومواصلة التصعيد الثوري، وتوجيه رسائل لكل الجهات، فقد وجهنا رسالة إنذار إلى شركات النفط العاملة في الجنوب بأن توقف إيصال الإيرادات للشمال، وأن توردها إلى بنوك لحساب الجنوب، وإلا فعليها التوقف عن العمل».
وأضاف أن «الأيام القادمة ستشهد توجيه رسائل كثيرة إلى دول الخليج والجامعة العربية والمبعوث الأممي لليمن والسفارات، والدول التي لديها شركات تعمل بالجنوب لإيقاف تعاملها مع المتنفذين في الشمال».
**اعتصامات جديدة**

وذكر الدبيس أن «الحراك يعتزم تنفيذ اعتصامات جديدة في المنافذ الحدودية السابقة بين الشمال والجنوب، وأخرى أمام الشركات النفطية والدوائر والمؤسسات الحكومية، وتفعيل دور النقابات العمالية والطلابية، حتى تتمكن من إسقاط تلك الدوائر والمؤسسات بيد منتسبيها من أبناء الجنوب».
ويرى المحلل السياسي عارف أبو حاتم أن «الوضع الدراماتيكي في البلاد وسقوط العاصمة صنعاء بيد الجماعات المسلحة أعطى الحراك الجنوبي خيارات أخرى، ولكنه مع ذلك سيبقى ضعيفاً في الفترة القادمة، كونه يعمل تحت أكثر من عشر قيادات متصارعة لدى كل طرف منها داعم من خارج أبناء القضية، سواء من السلطة في صنعاء أو من المحيط الإقليمي والدولي».

ودعا أبو حاتم قادة الحراك الجنوبي لـ«المساعدة في تنفيذ ما خرج به الحوار بشأن القضية الجنوبية، فقد أعطاها أضعاف ما كان ينادي به قادة الحراك الذين يجب أن يتحدوا ويحددوا مطالبهم، وألا يبقى فصيل واحد خارج الاتحاد، ثمّ الضغط على السلطة لتنفيذ ما خرج به الحوار بشأن الجنوب».
وأكد أن الوحدة «ليست صنماً يعبد، والانفصال خيار من حق الجنوبيين أن يطالبوا به، غير أنه ليس برميلا يوضع على الحدود فحسب، بل لا بد أن تكون له مقومات وترتيبات فيما يتعلق برأس المال والبنية التحتية وتأمين الممتلكات والمديونية الخارجية والجيش والعتاد والاحتياط النقدي، يتم بعدها إعلان الانفصال بأقل كلفة وأكثر أماناً».
ويرى أنه «في حال لجوء الحراك إلى العنف فإن السلطة ستواجهه بعنف أشد»، داعياً قادة الحراك إلى «عدم الاغترار بما حصل مع جماعة الحوثي التي جاءت تحت غطاء أميركي خليجي إيراني».
ورجح أن يكون الحل الأقرب هو «الفدرالية بين إقليمين، فالغرب يرفض فكرة انفصال الجنوب في الوقت الحالي، ودول الخليج ليس لديها استعداد لتقبل دولتين ونظامين في اليمن».
**مستقبل لا يبشر بخير**

من جانبه يرى الصحفي صالح أبو عوذل أن «مستقبل الجنوب لا يبشّر بخير في ظل الخلافات الحالية بين قيادات الحراك التي تعطي بعضها وعوداً غير ممكنة التحقيق، بهدف البحث عن شرعية لها في الشارع الجنوبي بغية تحقيق مكاسب مالية سواء من صنعاء أو من المحيطين الإقليمي والدولي».
وأشار إلى «وجود مشاريع شبابية بالتنسيق مع النقابات العمالية لتنفيذ عصيان مدني شامل في المرافق الحكومية والحيوية بعدن، كالمطار والميناء وأقسام الشرطة، وسط تخوف من عرقلتها من بعض قيادات الحراك التي لا تريد تنفيذ أي مشروع إلا عبرها».
واعتبر أن «مشروع الفدرالية بين إقليمين - الذي يتبناه عدد من قادة الجنوب في الخارج - هو الخيار السليم لليمن حالياً شمالاً وجنوباً، لأن فيه الخروج الآمن من الوحدة المغدور بها»، مضيفا أن «الشعب الجنوبي سيرفض أي مشاريع لا تحقق له هدفه في الحرية والاستقلال». عن (الجزيرة نت).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى