> الحوطة «الأيام» هشام عطيري

بدأت السفارة الاندونيسية بصنعاء أمس بترحيل الدفعة الأولى من مواطنيها الدارسين في مركز دار الحديث بالفيوش عبر مطار عدن الدولي عقب قرار من جهات رفيعة قضى بمغادرة الطلبة الأجانب وترحيلهم إلى بلدانهم وبررت السلطات ذلك “حرصا على سلامتهم وأمنهم”.
وقال مدير أمن تبن العقيد محمد فريد سعيد “إن 99 مواطنا اندونيسيا مع أسرهم تم استكمال إجراءات مغادرتهم إلى بلدهم”، مشيرا إلى أن قيادة المحافظة بلحج قدمت كل التسهيلات والمتابعة لتسهيل عملية المغادرة للأجانب الموجودين في مركز الفيوش الديني بناء على توجيهات عليا صادرة من قيادة الدولة.
وكان القنصل الاندونيسي في السفارة محمد مولانا أكبر ومدير أمن تبن أشرفا على عملية مغادرة الدفعة الأولى من المواطنين الاندونيسيين عبر مطار عدن الدولي متجهين إلى صنعاء ومنها إلى جاكرتا حيث قدمت قيادة مطار عدن كل التسهيلات اللازمة لاستكمال إجراءات المغادرة لهم بكل يسر وسهولة عقب توجيهات صادرة تقضي برحيل جميع الطلاب الأجانب من مركز الفيوش إلى بلدانهم.

وقال مسئول في القنصلية إلى أن الدفعة الثانية من المواطنين الاندونيسيين سوف يتم ترحيلهم خلال الأيام القادمة بعد استكمال كافة الإجراءات.
وأقلت حافلات نقل ركاب خصصتها السلطات عشرات الطلاب الاندونيسيين من مركز الفيوش الديني إلى مطار عدن الدولي للعودة إلى بلدهم بعد أن قضوا سنوات في المركز يتلقون العلم الشرعي حيث جرى توديعهم من قبل العديد من المواطنين المحليين وسط حالة من الحزن عمت المركز فيما كشفت مصادر أن عددا من المواطنات اليمنيات المتزوجات من اندونيسيين قرروا الرحيل مع أزواجهم بعد موافقة أسرهم.

وكانت مصادر أمنية ذكرت للصحيفة في وقت سابق أن السفارة الاندونيسية تجري استعدادها لترحيل 180 طالبا اندونيسيا يدرسون في معهد دار الحديث بالفيوش عقب قرار من السلطات العليا في البلاد بترحيل جميع الطلاب الغرباء الموجودين في مركز الفيوش الديني الواقع بمديرية تبن محافظة لحج .
وأشارت المصادر إلى مغادرة عدد من الطلاب من جنسيات مختلفة إلى بلدانهم على نفقتهم الشخصية بعد هذا القرار فيما لازال هناك طلاب رافضين عملية الترحيل إلى بلدانهم خشية تعرضهم للمساءلة والاحتجاز وهو ما أدى إلى هروب بعضهم من المركز إلى مناطق أخرى كشف عنها مسئول محلي بالمحافظة في وقت سابق حيث عبرت تلك المصادر عن خشيتها من لجوءى هؤلاء الطلاب الهاربين إلى جماعات جهادية ومنها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خاصة في ظل متابعات جهات حكومية لتنفيذ عملية الترحيل الإجباري لهؤلاء الطلاب إلى بلدانهم لدواعي أمنية وحرصا على سلامتهم وأمنهم بحسب مسئول محلي .
إلى ذلك كشفت مصادر عن استمرار احتجاز أجهزة الأمن بعدن لطالب تونسي يدعى ماهر بن سالم الطقوطي في أحد السجون منذ عدة أسابيع عقب الإفراج عن آخرين من جنسيات مختلفة حيث يتهم الطالب بالاعتداء على أحد مشايخ السلف في المركز بعد مشادة كلامية خاصة بوضعهم عقب قرار الترحيل من المركز.
فيما ذكر مواطنون بمنطقة الفيوش عن وجود أسرة من أصل فرنسي قررت الرحيل إلى فرنسا كانوا موجودين في مركز الفيوش مع اثنين آخرين لازالوا متواجدين في ترانزيت مطار عدن الدولي منذ ثلاثة أيام مضت بعد رفض السلطات المصرية دخولهم إلى البلاد بعد قيام طيران اليمنية بنقلهم من عدن إلى مصر دون أن تعرف أسباب نقلهم إلى مصر.
ودعا المواطنون سرعة حل مشكلة الأسرة العالقة في مطار عدن التي تريد العودة إلى بلادها من خلال التخاطب مع السفارة الفرنسية وكل المهتمين في قيادة محافظة لحج.

هذا وكشفت إحصائية رسمية عن عدد الطلاب الأجانب الذين بات أهالي المنطقة يطلقون عليهم “الغرباء” في مركز الفيوش الديني بـ 393 طالب توزعوا بين عدد من الدول حيث احتلت اندونيسيا المرتبة الأولى في عدد طلابها بـ 221 طالبت منهم خمسة مع زوجاتهم فيما ستة آخرون متزوجون من مواطنات محليات فيما جاءت الجزائر بالمرتبة الثانية بـ 45 طالبا لتأتي فرنسا بالمرتبة الثالثة بـ 32 طالبا فرنسيا منهم 12 مع زوجاتهم وطالب واحد متزوج من مواطنة محلية وتحتل تنزانيا المرتبة الرابعة بعدد الطلاب المتواجدين بمركز الفيوش بـ 28 طالب علم، وجاءت كازاخستان بالمرتبة الخامسة ولها 19 طالبا فيما أثيوبيا بـ 10 طلاب والسادسة تونس بـ 8 طلاب منهم ثلاثة مع زوجاتهم فيما ليبيا لديها 7 طلاب وتحتل المرتبة السابعة وحلت كينا بالمرتبة الثامنة بـ 6 طلاب فيما المغرب لديها 5 طلاب في المرتبة التاسعة، وحلت بالمرتبة العاشرة سنغافورة بـ 4 طلاب فيما أوغندا لديها 3 طلاب بالمرتبة الحادية عشر لتحل نيجيريا المرتبة الثانية عشر بـ 2 طلاب فيما ثلاث دول تأتي في المرتبة الثالثة عشر وهي الولايات المتحدة الأمريكية ورواندا وبلجيكا لديها من طالب واحد فقط في مركز الفيوش أحدهم متزوج بمواطنة محلية وهو مواطن أمريكي.
الجدير بالذكر أن محافظ لحج أحمد عبدالله المجيدي جدد في وقت سابق خلال لقاء جمعه مع القنصل بالسفارة الإندونيسية في صنعاء الأخ محمد مولانا أكبر تأكيده إلى أن قرار ترحيل الطلاب الغرباء من مركز دار الحديث بالفيوش ناتج للظروف الحالية التي تشهدها البلاد.

وقال المجيدي “إن الظروف الاستثنائية وحرصا على سلامة هؤلاء الطلاب سوى الاندونيسيين أو الغرباء الآخرين للعودة إلى بلدانهم حتى لا يصيروا مادة تستغل من قبل أطراف سياسية أو دينية أو إرهابية مشيرا إلى أن قرار الترحيل صادر من قيادة البلاد وهو يمثل هذه القيادة في المحافظة.
وكان القنصل الاندونيسي محمد مولانا أكبر قد قال في تصريح لـ«الأيام» في عدد سابق إلى أنه السفارة الاندونيسية تسعى إلى ترحيل جميع الطلاب على دفعات بنهاية شهر ديسمبر القادم موضحا وجود 221 من الطلاب الاندونيسيين في الفيوش.