أسرة الشهيد خالد الجنيدي في حديث خاص لـ «الأيام»:

> تقرير/ فردوس العلمي

> خالد الخالد فينا يرحل والدموع في المآقي تحجرت غير مستوعبة رحيله المفاجئ والسريع، فبعد السجن والضرب والتعذيب يرحل خالد برصاصة اخترقت القلب.
قبل أيام قليلة استيقظت مدينة عدن على صوت الرصاص الحي يملأ شوارع المدينة القديمة (كريتر).. الرصاص أفزع الجميع وكأن الحرب قامت، وكل هذا العبث كان من أجل اعتقال م. خالد الجنيدي الناشط في الحراك الجنوبي الذي سلم نفسه أمام بريد كريتر وأخذوه حياً يرزق حسب شهود عيان كانوا متواجدين في مكان الحدث، ولم تمض دقائق إلا وكان خبر مقتل خالد الجنيدى يهز عدن، وانتشرت صوره كنار في الهشيم على صفحات التواصل الاجتماعي.. صور هزت كل من له ضمير، وخبر مع سطور قليلة تشرح الصورة “الجنيدي يقتل برصاصة استقرت في قلبه”، الذي اعتقل أمام مكتب بريد عدن.
وفي يوم تشييع الجنازة انتفضت عدن بكل أبنائها، وسارت خلف موكبه الجنائزي الحزين والحزن يلفهم، وأصبحت عدن في حالة فوضى وانكسار كأسرة مات كبيرها فلم يتبق على ألسن البشر إلا (الله يرحمك يا خالد).
كتبت الصحف عن الحادث وتفردت «الأيام» بتغطية تتناسب وقوة الحدث ومع رحيل قامة من أبناء عدن لها مكانتها في مختلف المجالات.
«الأيام» زارت الأسرة للاطلاع على حال أسرة فقدت أحد أبنائها دون سبب إلا أنه رغب في أن تكون عدن والجنوب عامة دولة حرة.
والدة الشهيد هي أيضا أخت الشهيد علي عاطف لم تستطع الحديث رغم أن في قلبها الكثير من الحديث ولكن خذلها الدمع فلم تستطع الاسترسال في الحديث “أخذوا ابني غدرا، غدر به”، قالتها بصوت متقطع مصحوب ببكاء يبكي الحجر له كانت تتحدث كأي أم موجوعة فقدت ضناها ولا ترغب إلا أن يخذ العدل مكانه ويتم محاسبة من قتل ابنها ويكون القصاص علنيا لتهدي النفوس.
وأكدت والدة الشهيد بأنها لم تسر في موكب جنازة تشييع جثمان ولدها فصدمة فراقه كانت قوية عليها ولم تتحملها.
بدورها زوجة الشهيد أكدت بأنهم لم يتحدثوا إلى أي وسيلة إعلامية فلم يكونوا في وضع يسمح لهم بالحديث عن حالة تعيشها الأسرة والكل يعلم مدى قسوتها فليس من السهل أن تفارق حبيبا وبعد سويعات يأتيك خبر وفاته، فالصدمة وحدها كفيلة أن تخرسهم.
وأكدت زوجته على مطلب أم الشهيد “ليس لنا أي مطلب غير القصاص من القتلة”.
قالت زوجة الشهيد عن آخر ليلة تواجد فيها زوجها: “كانت ليلة ككل ليلة، وكانت طفلته الصغيرة ذات الخمس الأعوام متعودة أن تقبل والدها قبل النوم، ولكن في تلك اليلة احتضنته بقوة ولم تدر بأن ذلك عناق الوادع الأخير.. في الصباح عملت زوجته له الفطور (سفري) وخرج ولم يعد لها إلا محمولا على الأكتاف.
خالة الشهيد قالت لنا “لم نتوقع أن يقتل بهذه الطريقة فكم اعتقل وسجن وكان في كل مرة يعود ولكن هذا المرة خرج ولم يعد”.
مصدر مقرب في الأسرة أفاد «الأيام» بأن الأسرة بكافة أفرادها يطالبون الجهات المختصة في الدولة والمحافظة بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم للمحاكمة عبر النيابة العامة بكل شفافية وإعلان ذلك للرأي العام أولا بأول، كما ترفض أسرة الشهيد أية محاولة للتسويف والتضليل في قضية ولدهم الشهيد، وتشكيل لجان أو وساطات خارج أي طار القانون.
وحملت الأسرة تلك الجهات المسؤولية كاملة في محاولة طمس الأدلة المتعلقة بالجريمة، والتي كانت مشهودة وفي وضح النهار وفي مكان عام ومنها احتجاز شهود عيان كانوا متواجدين في موقع الحادث ومحاولة الضغط عليهم ومنعهم من الإدلاء بشهادتهم للقصة الحقيقية.
وأكد المصدر بقوله: “نحن كأسرة متمسكون بالقانون”.
كثيرة هي الصورة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، منها صورة طفل يحتضن وسادة، وأكدت الأسرة أن هذه الصورة لا تمت بصلة لعائلة الشهيد.
في الموكب الجنائزي سار الرجال والشباب والأطفال وحتى النساء سارت خلف الموكب المهيب لجنازة الشهيد خالد الجنيدي، فكل أم في عدن هي أم شهيد أو معتقل أو مفقود أو أم لشهيد قادم، فكل أبناء عدن معرضون ومستهدفون لرصاصات الغدر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى