أربعون عاما على رحيل الموسيقار فريد الأطرش

> عبدالرحمن دحمان

> أربعون عاماً على رحيل الفنان فريد الأطرش، مات في الخامس والعشرين من ديسمبر 1974م، تاركاً وراءه ذخيرة من الأغاني والأفلام، مكتبة فنية مازالت تذكر حتى الآن.. ولذا ارتبط المستمع العربي ارتباطاً وثيقاً بصوت فريد الأطرش، ربما أكثر من أي صوت آخر.. إن الأغنية العربية عرفت أصواتاً عظيمة مثل أم كلثوم، وعبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ، ووديع صافي، وفيروز، ولكن صوت فريد نموذجاً وحده في ارتباط المستمع به، ارتباطاً يكاد يكون مرضياً، وكأنه يمثل له نوعاً من العلاج، أو الإشباع النفسي، إن هذا الارتباط الذي امتد لأكثر من ثلاثين سنة ولايزال يمثل الصوت الأثير عند الملايين، بالرغم من غياب صاحبه.
عبدالرحمن دحمان
عبدالرحمن دحمان

**هذه الأصوات غنت من ألحان فريد**
لم يكن فريد الأطرش مطرباً فقط يغني ألحانه، ولكن غنى كثيرون أصوات صغيرة وأصوات كبيرة معروفة وغير معروفة، غير أن صوتين فقط كان يتمنى فريد أن يغنيا له هما صوت أم كلثوم، وصوت عبدالحليم حافظ، وقد جرت محاولات في السنوات الأخيرة قبل رحيله، ولكنها لم تكلل بالنجاح.
إن الأصوات التي غنت لفريد كثيرة بعضها غنى له عدة أغنيات، وبعضها غنى له أغنية واحدة، لكن أغنيات الجميع قد حققت نجاحاً لأنها حملت في النهاية روح ومذاق فريد المتفرد.
لقد غنت أسمهان أرق وأحلى أغنياتها لفريد، خصوصاً تلك التي غنتها في فيلم “انتصار الشباب”.
وغنت شهرزاد أحلى أغنياتها لفريد، فهي أيضا من مدرسته الغنائية التي يغني فيها فريد.
وغنى محمد رشدي أغنية واحدة قبل سنوات قليلة من رحيله.
وغنت فايزة أحمد أغنيات قليلة رقيقة وإن كانت من مدرسة عبدالوهاب الغنائية إلا أنها لمعت مع فريد الأطرش.
وغنت وردة الجزائرية في فترة غنائها الأولى أغنيات قليلة لفريد، وشادية أغنياتها الرقيقة مع فريد، وإن كانت من تلاميذ مدرسة عبدالوهاب.. وغنت سعاد محمد وهي كلثومية الغناء.. وغنت نور الهدى في فترة غنائها الأولى قبل العودة إلى لبنان.
وغنت صباح على مدار تاريخها الغنائية كله أغنيات متعددة ناجحة تماماً من ألحان فريد، وإن كانت من تلاميذ مدرسة عبدالوهاب.
وليست هذه الأصوات التي غنت لفريد فقط، فهناك عشرات الأصوات الأخرى التي غنت له.
فإنه يكون من المدهش عندما يعرف المستمع أن تلك الألحان لفريد الأطرش، فقد ظلت شهرته كمطرب طاغية على شهرته كملحن.
الفنان فريد الأطرش أثناء زيارته إلى عدن
الفنان فريد الأطرش أثناء زيارته إلى عدن

**أفلام فريد**
مثل قرابة واحد وثلاثين فيلماً، بدءاً من فيلمه الأول “انتصار الشباب” إنتاج: “شركة أفلام النيل، إخراج: أحمد بدر خان، تمثيل: فريد الأطرش، أسمهان، أنور وجدي، بشار واكيم، روحية خالد، تاريخ العرض: 1941/3/24م.. وحتى آخر أفلامه “نغم في حياتي”، إنتاج: أفلام صبحي فرحات ومحمد علي الصباح، إخراج: بركات، تمثيل: فريد الأطرش - ميرفت أمين - حسين فهمي، تاريخ العرض: 1975/8/25م.
ويعتبر فيلم “جمال ودلال” في حياة فريد فيلما فاشلا مادياً وفنياً.. وكانت بطلته ببا عز الدين.
وقد مثل مع فريد الأطرش في أفلامه قرابة عشرين بطلة، ومن أشهر البطلات سامية جمال التي مثلت معه 6 أفلام: “حبيب العمر - أحبك أنت ـ عفريتة هانم - آخر كذبة - تعال سلم - ما تقولش لحد”، ثم تلتها مريم فخر الدين مثلت معه 4 أفلام: “رسالة غرام - عهد الهوى - ماليش غيرك - يوم بلا غد”.
ثم كل من صباح وفاتن حمامة مثلتا معه 3 أفلام، ومثلت معه كل من مديحة، يسرى، وماجدة، وشادية، وهند رستم، فيلمين.
أما من مثل معه فيلما واحدا هما: لبنى عبدالعزيز وزبيدة ثروت، وغيرهما.
محطات من حياة فريد الأطرش:
* جعفر نميري: أحد زعماء العرب الذين منحوا جنسية بلادهم للموسيقار.
* رشيد كرامي: أحد زعماء لبنان الذين كرموا الموسيقار بأرفع الأوسمة.
* “أدى الربيع”: من أشهر الأغنيات التي ارتبطت بفصول السنة الأربعة.
* “بساط الريح”: من أشهر الأغنيات التي تدعو إلى الوحدة العربية.
* “بلبل أفندي”: أحد أشهر أفلامه التي جمعت مختلف ألوان الغناء العربي.
* فكري أباظة: أحب الكُتَّاب إلى قلب الموسيقار فريد الأطرش.
* “أفوت عليكي”: أول أغنية لأول قصة حب في حياة فريد الأطرش.
* محمود لطفي: صديق ومحام ومستشار وكاتم أسرار الموسيقار.
* يوسف بدروس: من أوائل الشعراء الذين ترجموا بصدق حياة الموسيقار.
* ميشيل طعمة: كتب أشهر وأنجح أغاني الموسيقار.
* هنري بركات: مخرج أغلب أفلام الموسيقار ومنها “حبيب العمر”، “نغم في حياتي”.
* فاطمة شاكر: وشهرتها “شادية” أحبها وكاد أن يرتبط بزواجها.
* السكاكيني: اسم الحي الذي أقامت به أسرة الموسيقار عقب وصولهم مصر.
* شجرة الأرز: شعار دولة لبنان الذي لفظ على أرضه آخر أنفاسه.
* إذا فارقنا فريد الأطرش جسدياً فإن تراثه الغنائي والسينمائي اللذين تركهما لنا ما زالا محفوظين ومحفورين عند جماهير عشاقه في الوطن العربي، والذين بذلوا جهوداً جبارة لحفظ التراث.. فإن الوفاء لفنه وما قدمه لمصر والعروبة جدير بإنصافه بعد مماته، وهذه هي شيمة العربي الكريم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى