الحادثة وقعت بعد فتح الطريق بنصف ساعة والمحافظ يشكل لجنة للتحقيق بملابساتها.. مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة ستة آخرين في استهداف عربة مدرعة تابعة للأمن الخاص لهم بصبر لحج

> تبن «الأيام» خاص

> قتل ثلاثة مواطنين وأصيب ستة آخرون من أبناء قبيلة العزيبة ثلاثة منهم حالتهم خطيرة وواحد بترت ساقه صباح أمس الأول عقب استهدافهم من قبل مدرعة (نوع حميضة) تتبع قوات الأمن الخاص وتابعة لمسئول أمني كبير بالمحافظة، عندما أقدم أحد أفرادها على فتح نيران سلاحها الدوشكا على تجمع للمواطنين في حي سكني بمدينة صبر يبعد عن الخط العام حوالي 200 متر بعد انتهاء واقعة قطع طريق عام بنصف ساعة بعد أن تدخل عدد من الشخصيات الاجتماعية والقبلية، حيث وصفت واقعة القتل للمواطنين الأبرياء بالمجزرة التي يرتكبها أفراد المدرعة على مواطنين أبرياء لا ذنب لهم سوى جلوسهم بجانب منازلهم، وحاول المواطنون إسعاف الضحايا إلا أن بعضهم فارق الحياة أثناء إسعافه، واثنان فارقا الحياة عقب وصولهم لمستشفى (أطباء بلا حدود) متأثرين بالإصابة، فيما لايزال آخران يتلقيان العلاج في المستشفى.
واستهجن العديد من الشخصيات الاجتماعية والقبلية المجزرة التي ارتكبتها مدرعة تتبع أحد القيادات الأمنية بحق مواطنين أبرياء من خلال الاستخدام المفرط للقوة دون أي سبب يذكر، مما يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون.
وكانت مدينة صبر قد شهدت قيام عدد من الأفراد ينتمون للجان الشعبية بقطع الطريق العام وإحراق الإطارات، مطالبين بالإفراج عن أحد المعتقلين يشتبه به في قضية مقتل أحد مرافقي مدير الأمن في أغسطس الماضي عقب معلومات تفيد باعتراض قيادات أمنية على تحويل ملف المعتقل لنيابة تبن لاستكمال الإجراءات، والتي تطالب تلك القيادات بنقله إلى النيابة الجزائية.
إطارات محترقة
إطارات محترقة

وتدخلت قوات من الجيش والأمن العام والخاص لفتح الطريق بالقوة حيث سمع إطلاق رصاص كثيف بين الطرفين أدى إلى إصابة أحد أفراد الأمن الخاص بطلقة رصاص في يده، فيما أفراد اخرون من قوات الأمن الخاص أصيبوا بشظايا ونقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، حيث وصفت حالتهم بالمستقرة والعادية، وسمح لهم بالخروج من المستشفى بعد تلقي الإسعافات من قبل الأطباء.
وقالت مصادر محلية حول حادثة قتل المواطنين العزل: «إنه بعد نصف ساعة من فتح الطريق بعد تدخل العديد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية وانتهت المشكلة وعودة حركة السيارات تفاجأ أبناء المنطقة بقيام مدرعة تتبع الأمن الخاص وبها عدد من الأفراد بالدخول إلى قرب منازل تقع في حي سكني، وقام أفرادها بإطلاق الرصاص بكثافة من سلاح رشاش أعلى المدرعة بشكل مباشر على مواطنين عزل كانوا متجمعين بجانب أحد المنازل، وهو ما أدى إلى مقتل ثلاثة، وإصابة ستة اخرين نقلوا جميعهم إلى مستشفى (أطباء بلا حدود)». وحصلت الصحيفة على أسماء القتلى وهم: يوسف أحمد عوض 27 عاما، خالد حسن راجح 35 عاما، عبيد يسلم علي 55 عاما.
والمصابون هم: مهدي أديب أحمد، منصر عبدالحكيم منصر، نصر عوض، صفوان النصيري، عمار عبدالحكيم، مدين صالح حسن اليافعي.
‎أطقم أمنية في الخط العام بعد فتح الطريق
‎أطقم أمنية في الخط العام بعد فتح الطريق

شاهد عيان قال: «شاهدت مدرعة تدخل إلى منطقة سكنية بعد فتح الطريق وانتهاء المشكلة حيث سمعت بعد ذلك طلقات الرصاص الصادرة منها لأتفاجأ بعد ذلك بأن هناك عددا من المواطنين قتلوا وأصيب آخرون جراء ما حدث».
وكشف تقرير الطبيب الشرعي عقب معاينة جثث القتلى أنهم تعرضوا لطلقات نارية من سلاح كبير العيار، حيث بين الكشف الطبي للمجني عليه يوسف أحمد عوض بمستشفى (أطباء بلا حدود) تعرضه لبتر كامل للكف الأيسر وبتر كامل للساق نتج عن الإصابة بطلق ناري كبير، وآثار شظايا معدنية منتشرة على عموم الوجه، وشوهد مدخل شظية معدنية بمقدم وسط البطن.
فيما بالكشف على المجني عليه خالد حسن راجح تبين مدخل مقذوف ناري كبير، وكذا مخرج يقع ناحية الكلية اليمنى، بحيث شكل المدخل والمخرج فتحة كبيرة قطرها 12×16 سم مع تمزق النسيج الجلدي والعضلي، وتهتك الأوعية الدموية بالكلية اليمنى.
فيما المجني عليه عبيد يسلم تبين مدخل مقذوف ناري كبير يقع بموخرة أسفل العضد الأيمن قطرها 8×10 سم، والمخرج يقع بمقدم أسفل العضد الأيمن مع كسور بعظم العضد، وتمزق النسيج العضلي، ومدخل مقذوف ناري يقع في أسفل الفخذ، ومدخل مقذوف ناري يقع بموخرة أعلى الكتف الأيسر قرب زاوية الإبط الخلفي، وجرح تماس لمقذوف ناري أدى إلى تمزق صوان الأذن وجرح تماس يمتد على الناحية الصدرية اليسرى، وآثار مدخل شظايا معدنية منتشرة على عموم الظهر.
وعقب صدور تقرير الطبيب الشرعي قرر أهالي القتلى إجراء مراسم تشييعهم إلى مثواهم الأخير بمقبرة المنطقة وسط حالة من الغضب انتابت المواطنين لسقوط هؤلاء الضحايا دون أي ذنب يذكر.
وعقب الحادثة شكل محافظ لحج لجنة تحقيق وتقضي حقائق حول ما حدث.
‎آثار دماء الضحايا
‎آثار دماء الضحايا

وأثارت حادثة مقتل وإصابة عدد من المواطنين العزل من قبل أفراد يستقلون مدرعة عسكرية تابعة للأمن الخاص إدانه واسعة لدى سكان المنطقة الذين وصفوها «بالخارجة عن القانون»، مطالبين اللجنة المشكلة «بالتحقيق في القضية، والاستماع لأقوال الشهود ومحاسبة من كان السبب في إزهاق أرواح هؤلاء الأبرياء».
وقال عدد من المواطنين في المنطقة: «إن اغتيال المواطنين وهم ليس لهم ذنب، وبعد انتهاء حالة التوتر بين من قاموا بقطع الطريق وقوات الأمن وإعادة الحركة الطبيعية للسيارات لوضعها الطبيعي بعد فتحها يثير العديد من علامات الاستفهام عن المسئول الذي أصدر التوجيهات لتصويب رشاش المدرعة على المواطنين وقتلهم بدم بارد».. إلى ذلك طالب مشايخ وأعيان وشخصيات اجتماعية اللجنة المكلفة بالتحقيق بكل شفافية وتحميل المسئولة من كان السبب في ذلك مع التأكيد على إدانتهم لعملية قطع الطرقات من أي جهة كانت.
وباشر أمن تبن بالتحقيق وجمع الاستدلالات وسماع أقوال الشهود حول حادثة القتل للمواطنين، والتي لقيت إدانة واسعة في المنطقة.
‎بعد الحادثة الاهالي يشيعون أبناءهم
‎بعد الحادثة الاهالي يشيعون أبناءهم

إلى ذلك لقي أحد أفراد الأمن مصرعه في إطلاق رصاص عصر أمس الأول بمفرق الوهط.
وقالت مصادر: «إن مسلحين مجهولين باشروا سيارة تابعة لمدير الأمن بإطلاق الرصاص، ما أدى إلى مقتل أحد الجنود وإصابة آخر».
وأشارت المصادر إلى أن «سيارة نوع نيسان بيضاء يستقلها أحد أقرباء مدير الأمن ومعه عدد من الأفراد أثناء مرورها من الطريق العام أطلق مجهولون الرصاص عليها ما أدى إلى مقتل أحد الأفراد، وهو فؤاد مثنى الفشلة، وإصابة آخر».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى