بيوت من دون أبواب في بلدة هندية لا تشهد سرقات

> شاني شيغنابور«الأيام» أ.ف.ب

> لا يتوانى أفراد من عائلة غادي عن الكشف عن حفنة من الأموال المخبأة في علبة غير مقفلة في غرفة النوم في منزل غير مزود بباب أمامي.
فما من حاجة إلى وضع هذه الأبواب الوقائية في منازل سكان بلدة شاني شيغنابور (غرب الهند) الذين يعتقدون أن الإله الهندوسي شاني يوفر لهم الحماية اللازمة.
ويركب المزارعون عربات تجرها ثيران محملة بقصب السكر ويمرون أمام بيوت لا أبواب لها بموجب تقليد يعود إلى أجيال غابرة.
وقالت ربة المنزل جاياشري غادي لوكالة فرانس برس إن “الإله شاني تراءى في الحلم لمؤمنين قبل سنوات وأكد لهم أنه لا داعي لتزويد المنازل بأبواب». وهو قال لهم «أنا سأتولى حمايتكم، فلا حاجة إلى أبواب”.
وبحسب الرواية، راح الدم يسيل من كتلة من الطين والحديد غسلت في النهر المجاور خلال فيضانات وقعت قبل 300 سنة عندما وضع الرعاة خشبة فيها.
وكشف في رؤية لأحد أبناء البلدة أن هذه الكتلة تابعة للإله شاني وهي قد وضعت اليوم في ساحة عامة وزينت بأكاليل ورد وهي تستقطب الحجاج.
ووفقا للمعتقدات الهندوسية، فإن شاني إله زحل هو جد قوي بحيث ينبغي ألا يوضع مزاره في مكان مسقوف وهو لن يدع اللصوص الذين يحاولون سرقة المنازل المفتوحة في البلدة يفلتون من العقاب.
وقال بالاساهب بورود الذي يعمل في طاحونة إن “قدرات شاني هائلة، فإذا قام أحد بالسرقة، فهو سيمشي كل الليل ويظن أنه غادر البلدة لكنه سيكتشف في الصباح أنه لا يزال فيها”.
ويتباهى الفرع المحلي للمصرف المملوك من الدولة “يو سي أو بانك” بتخليه عن الأبواب. وتوضع الأموال في خزنة وتتمتع واجهة المبنى الأمامية بباب زجاجي من دون قفل لإبعاد الكلاب الشاردة.
وعندما سئل عما إذا كان هذا التدبير يناسب المصرف، قال ناجندر سهراوات المسؤول فيه “لا نواجه أي مشكلة”، مشيرا بيده إلى الصف الطويل الذي ينتظر فيه الزبائن دورهم.
ويعيش في هذه البلدة الواقعة في ولاية ماهاراشترا نحو 5 آلاف نسمة. وهي قد اشتهرت بعد ظهورها في فيلم هندوسي عن الإله شاني في التسعينيات.
وقال سايارام بانكار أحد القيمين على المزار إن “العالم برمته بات يعرف بوجود بلدة اسمها شاني شيغنابور فيها بيوت من دون أبواب وأشجار من دون ظلال وآلهة من دون معابد”. وأضاف أن “الحجاج من أنحاء الهند جميعها يتوافدون إلى هذه البلدة غير العادية”.
لكن سمعة البلدة قد شوهت خلال السنوات الأخيرة من جراء حالات إبلاغ بعمليات سرقة. ففي العام 2010، اشتكى زائر من شمال الهند من سرقة أموال ومقتنيات قيمتها 35 ألف روبية (553 دولارا) من سيارته. وأكد القيم على المزار من جهته أن حوادث السرقة لم تحدث إلا خارج البلدة. ولا تقنع هذه الرواية جميع سكان البلاد.
وصرح نارندرا ناياك المتخصص في دحض الخرافات وكشف أمر المشعوذين النصابين “ألفت هذه الرواية من دون شك لاستقطاب الزوار إلى بلدة تقع في أقاصي البلاد لا يقصدها أحد”.
وبحسب المنشورات التي توزع في المزار، ليست شاني شيغنابور خالية من السرقات فحسب، بل من جميع التصرفات الأثيمة، وهي “بلدة مثالية” خلافا للعالم الخارجي الفاسد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى