على خطى إعلان دولة الجنوب

> نادية المفلحي

>
نادية المفلحي
نادية المفلحي
فرض واقع صنعاء.. فماذا عن فرض واقع عدن؟. ماذا ينتظر الجنوبيون من قياداتهم؟ ومتى تنتفض قبائل الجنوب لتكون قادرة على حمايتنا من التفوق الزيدي بدلا من الانتظار لننزلق وننخرط تحت قيادة أخرى تفرض علينا أمرا واقعا كما حدث في صنعاء.
ما الخفي المستتر في رؤوس القيادة الجنوبية حتى الآن؟ ألا يمكن لهم أن يوضحوا لنا ما نستدل به؟ ما الذي يبقي بعض القيادات الجنوبية في صنعاء طالما أن تواجدهم لا يجدي نفعا (تحت ظل فرض أمر واقع كما يردد الحوثيون)؟.
أينتظر الجنوبيون تلطيف الطريق الوعرة للوصول لمنبع ماء، أم لا يبدو إلا ما يحير، ويفسر بشيء أقل مما حدث؟.
أينتظر الجنوبيون أن يتسلل الحوثيون ويدخلوا عدن وبعصا سحرية يتم دحرهم وقهرهم؟، أليست هذه فرصة الجنوبيين لسد الطريق؟ ولو افترضنا بأنه ليس من المحتمل المواجهة من حيث الأقلية.. لماذا لا توالي قبائل حضرموت وشبوة وعتق وأبين قبائل مأرب والجوف والبيضاء الذين تصدوا بشراسة للحوثيين مع قلة أعدادهم، وهي من أعلنت موالاتها للجنوب وعدم الانصياع لآراء صنعاء، لا سيما أن مأرب والجوف وحضرموت منبع النفط، ما يجعلنا نقطع الطريق على الحوثيين، لأنهم إذا عجزوا عن السيطرة على مأرب والجوف فلن يتمكنوا من الصمود طويلا في صنعاء، وهي من الأمور التي تحقق ما هو أكثر بكثير، وتفعله أكثر مما تحقق لهم!.
ألا يمكن الاستعداد لهذه المواجهة حتى نحبط مخططاتهم ونكبح نواياهم وأهدافهم السياسية، أم مازال سوء فهمنا واختلافاتنا، رغم مواتاة هذا الظرف النادر تحت أية اعتبارات أو أية سياسة أخرى، تحول دول أهدافنا وتسبب لنا تشوشًا.
إن الأزمة الجديدة وقبل انعقاد البرلمان تحتاج إلى وضع خطة أمنية مستحدثة تحركنا من الداخل وإلى الداخل كمعتمد سياسي يؤمن لنا مداخل البلاد، أم أن هذه الخطوة تحتم علينا تخمير أمزجتنا والتفكير بشكل الكرسي في ظل فترة وجيزة ما بين جيل هادي ومجيء الحوثي، أم نترك قبائل مأرب والجوف والبيضاء على الواجهة الأمامية للحسم وننتظر من سينتصر؟ ومن الذي يقودنا إلى المنافسة أو الذي يقودنا إلى الإفلاس؟.
ونحن لا نزال نجد أنفسنا في حالة من الحيرة وعدم اليقين بالحكم المفقود والوسيط المتغيب؟.
وإذا انتظرنا الأمرين المزدوجين أنكون كمن باتت تندب حظها؟!.
من ذاك المقدام الذي يستلزمه حامية عسكرية تعقد العزم وتلبي النداء ولا حاجة للصبر والانتظار، حيث ليس للزمن بقية.
أرى أن غلطتنا ستكون بمائة لو اغتنم الحوثيون الفرصة، وهوجمت عدن بقوة ساحقة، وبات الأمر مقدورا عليه وقريب المنال كسابقه، إذا لم نستطع أن نتبدل ونتغير، وهذا هو الأمر الذي مازال محل نقاش.
وأنا أعتقد أنه إذا ظلت الشكوك قائمة على نية سيئة وغير حكيمة فلا ريب إذن من الجلوس على الأرض والتعلل بالأماني وعلى نفس المنوال والوتيرة تكون العودة إلى الخلف في اتجاه سحيق وتكون عدن والجنوب قد انتهت، وتلوح لنا توديعاً.
لماذا لا نتبع الأسلوب التكتيكي الذي يتبعه الحوثيون ويحكمون به سيطرتهم على صنعاء، ونعمل نحن على السيطرة على معسكرات الأسلحة ويتم توزيعها كما فعل رجال شبوة ومأرب والجوف لتأخذ كل مجموعة موقعا لها استعدادا للآتي والمواجهة، أو نحكم سيطرتنا على عدن ونعلن دولة الجنوب مستقلة كأمر واقع؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى