الأكراد يطردون تنظيم الدولة الإسلامية من كوباني

> بيروت «الأيام» ريتا ضو

> نجح المقاتلون الاكراد الاثنين في طرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة عين العرب السورية، في انجاز ذي رمزية كبيرة صار ممكنا نتيجة الدعم الجوي للتحالف الدولي بقيادة اميركية الذي جدد الرئيس السوري بشار الاسد التشكيك في فاعليته.
في موسكو، بدأ أمس ممثلون عن المعارضة السورية اجتماعا يمهد للقاء آخر غدا الاربعاء بينهم وبين ممثلين للنظام السوري، بناء على مبادرة من روسيا تهدف الى اقامة حوار بين الطرفين حول امكان حل الازمة السورية المستمرة منذ اربع سنوات والتي قتل فيها اكثر من 200 الف شخص.
وتشكل خسارة المعركة الطويلة في مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا الصفعة العسكرية الاقوى التي يتلقاها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا منذ توسعه وسيطرته على مساحات واسعة فيها وفي العراق المجاور الصيف الماضي. وتزامنت هذه الهزيمة مع نجاح القوات الحكومية العراقية في اخراجه بشكل كامل من محافظة ديالى في شرق العراق.
ولكن على الرغم من الهزائم التي مني بها التنظيم، قال المتحدث باسمه ابو محمد العدناني في تسجيل صوتي نشر على الانترنت ان “الدولة الاسلامية (...) تقوى وتشتد”، داعيا المسلمين عموما الى شن هجمات جديدة في الغرب مماثلة لاعتداءات فرنسا الاخيرة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان وحدات حماية الشعب سيطرت “بشكل شبه كامل على مدينة كوباني (التسمية الكردية لعين العرب) بعد ان طردت عناصر تنظيم الدولة الاسلامية منها”.
واشار عبد الرحمن الى ان مقاتلي التنظيم الجهادي المتطرف انسحبوا الى ريف عين العرب من الجهة الشرقية، موضحا انه “لم يعد هناك مقاتلون للتنظيم في المدينة” حيث تواصل القوات الكردية “عمليات التمشيط”.
واكد الصحافي الكردي مصطف عبدي الموجود في منطقة تركية حدودية مع سوريا والمتابع لملف كوباني عن قرب، الخبر.
وقال في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان كوباني ستعلن “مدينة محررة خلال ساعات”، وان مقاتلي وحدات حماية الشعب يتقدمون في الحي الاخير الذي دخلوه في شرق المدينة، وهو حي مقتلة، “ببطء خوفا من وجود الغام او سيارات مفخخة او احزمة ناسفة او مفاجآت”.
واكد انسحاب عناصر تنظيم الدولة الاسلامية من الحي، مشيرا الى ان “بعضهم شوهدوا يفرون على دراجات نارية”.
الا ان عبدي قال “ان داعش لا يزال موجودا في حوالى 400 قرية وبلدة في محيط كوباني، وهذا امر خطير”، مضيفا “السؤال اليوم هو: الى اي حدود سينسحب داعش؟ الى خط التماس الذي كان قبل اربعة اشهر، او فقط الى خارج المدينة؟”.
وبدا تنظيم الدولة الاسلامية هجومه في اتجاه عين العرب في سبتمبر، وسيطر على مساحة واسعة من القرى والبلدات في محيطها، قبل ان يدخل المدينة في الثالث من اكتوبر. وكادت المدينة تسقط في ايديهم، الا ان المقاتلين الاكراد استعادوا زمام المبادرة في نهاية اكتوبر.
ويعود الفضل في تغير ميزان القوى على الارض الى الضربات الجوية التي وجهها التحالف الدولي لمواقع التنظيم، بالاضافة الى تسهيل تركيا دخول اسلحة ومقاتلين لمساندة المقاتلين الاكراد الى المدينة.
وبحسب المرصد السوري، تسببت معارك كوباني بمقتل 1737 شخصا، بينهم 1196 مقاتلا من تنظيم الدولة الاسلامية.
على الرغم من ذلك، تساءل الاسد في مقابلة مع مجلة “فورين افيرز” الاميركية نشرت الاثنين عن مدى فعالية حملة التحالف الدولي.
وقال “ما رايناه حتى الان هو مجرد ذر رماد في العيون، لا شيء حقيقيا فيه”، مضيفا “هل مارست الولايات المتحدة اي ضغوط على تركيا لوقف دعم القاعدة؟ لم تفعل”. ويتهم النظام تركيا بدعم المقاتلين المتطرفين وتسهيل دخولهم الى سوريا عبر اراضيها.
ومنذ 23 سبتمبر، تشن الولايات المتحدة وحلفاؤها غارات على مواقع للمسلحين المتطرفين في سوريا، بعد نحو شهر ونصف على بدء ضربات جوية مماثلة في العراق.
وقتل في هذه الغارات اكثر من 1400 شخص في سوريا معظمهم من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية، بحسب المرصد السوري.
دبلوماسيا، اجتمع في موسكو ممثلون عن المعارضة السورية المقبولة من النظام يومي الاثنين والثلاثاء في محادثات تمهد للقاء الاربعاء مع وفد سوري حكومي.
واعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفضه المشاركة في هذه اللقاءات، اذ اعتبر ان روسيا، حليفة دمشق، ليست بلدا “محايدا”.
ويراس وفد النظام مندوب سوريا الدائم الى الامم المتحدة بشار الجعفري.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان لا جدول اعمال للمحادثات ولن يتم توقيع اي وثيقة.
وتعليقا على لقاءات روسيا، قال الاسد “ما يجري في موسكو ليس مفاوضات حول الحل، انها مجرد تحضيرات لعقد مؤتمر (...) اي كيفية التحضير للمحادثات”، مضيفا “مع من نتفاوض؟ (...) لدينا مؤسسات وجيش وتاثير (...) والاشخاص الذين سنتفاوض معهم يمثلون اي جهة؟”.
واجرى وفدان من النظام والمعارضة مفاوضات مباشرة برعاية الامم المتحدة في يناير وفي فبراير 2014، من دون تحقيق اي تقدم على صعيد ايجاد حل للنزاع الدامي والمتشعب.
وتمسك الوفد الحكومي في حينه بوجوب القضاء على الارهاب اولا في سوريا، رافضا البحث في مصير الاسد، بينما اصرت المعارضة على تشكيل حكومة انتقالية من دون الاسد واركان نظامه.
في باريس، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين ان سوريا الغد يجب ان تبنى من دون بشار الاسد.
وقال “لا يمكن لاحد عاقل ان يفكر ان رجلا مسؤولا عن مقتل مئتي الف شخص سيكون موجودا في مستقبل شعبه”، مضيفا ان ابقاء الاسد في مكانه “يشكل هدية مطلقة” لتنظيم الدولة الاسلامية.
وتابع “لا بد من حل يضم عناصر من المعارصة وآخرين من النظام، من دون بشار الاسد”. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى