قصَّةُ مَدينتَين !

> كريم عبدالله الفضول

>
كريم عبدالله الفضول
كريم عبدالله الفضول
مَدِيْنَةُ الثورات، وبوتقةُ اللهُ في الأرض، وهيَ تلابيبُ الجِنِّ والملائكة، كَأَنَّهَا فيها، كأعقادِ الكِهَانةِ الملفوفة بِأَنْيابِ الأسود ومناقير الصقور المعقوفة، وكعقودِ الياسمين المضمومة بضفائرِ الصبايا.. بخبايا الكَاذِيْ المدفون تحت شعور الجِنيَّاتِ.. وبمرابط المشاقر الفردوسية والمشْمُومِ والأُزَابِيَّة المعلقة في حمائل السيوف الرسولية..! وماذا !؟ ألا يكفي أنْ تعرفَ تعز؛ لتعرفَ صنعاءَ!؟.
كلما ضجتْ مداخنُ الظلامِ في صنعاء؛ يأتي مَاءُ تعز؛ ليطفئها، ويمد النَّوََاراتِ في دهاليزها المنتظِرةِ - هناك - بانتظارِ القادمِ المهموز في ضياعته!.
فإذا قامت صَنْعَاْءُ من نور تَعِزَّ؛ تراها تُبخِسُ الناسَ، والاشياءَ، في تَعِزَّ، الجزَاءَ؛ حتى تشربَ بولَها - كما أقسم المخلوع وهو يخاطب أحد صقورها - الشيخ المناضل عبدالرحمن أحمد نعمان حين قدمَ له دراسةَ جدوى فنيةً لتزويد تعز بالمياه!.
في كلِّ مرةٍ تتقدمُ تَعِزّ بالشَّعلة؛ ترتدُ إليها بالكِفافِ، والمماطلة، والغفلة؛ وتنسكبُ عليها هاماتُ الباطلِ؛ المنغِّصِ للإنسان، والأرض، والحياة فيها!. تِلْكَ قصَّةُ مَدِيْنَتين.
وكم هِيَ الحِصَاراتُ الَّتي دجَّجتْ صَنْعَاءَ بكلِّ السِّيئاتِ، والقِحَةِ، والمؤَامَرة، والوَغدِ الأشِرِ الرَّقيعِ، والنذلِ الوَضيعِ. وكانتْ كلَّما اختنقتْ؛ تصرخُ في تَعِزَّ تُنْقِذُهَاْ!.. بهواءِ الحُرِّيَّةِ النَّاصعِ البَهِيِّ، على مَاءِ السُيُوْفِ الرسولية البارعةِ في صوغِ قصص البطولةِ، والتضحيةِ، والفداء!.
وكانتْ كلَّما انفجرتْ فيها مَعَاجِرُ البغاةِ، وشرَّدتْها خَنَاجرُ اللصُوص، وأشقَتْ منائرَها حَناجرُ الزنَاةِ بالأذانِ؛ تستغيثُ للحَياةِ، والبَقاءِ!.. تأتي تَعِز فتبثُّ فيها الرّوحَ، عنقاءَ رائعةً ضامِئةَ الوِشاحِ، وتنث عليها خلائصَ الجِراحِ النَّاهِيَةِ في كُلِّ شأن لتلبسَ الصَّباحَ المعتَّقَ بالسماح والسماحةِ والولاءِ للإنسانِ، والأرض، والحياة! وما عتبتْ، ولا نبسَتْ بلائمةٍ!.
وكم سلختْ صَنْعَاْءُ جلودَنا، ووجوهَنا، وجيوبَنا خشيةَ أنْ يحاسبَها اللهُ عَلَىْ ما أبقتْ لدينا!.. وكم شربِتْ صَنْعَاْءُ من دِمَاْنَاْ كؤوسَ الإِشْرَاْقِ الكبير؛ وما كَبُرتْ عَلَىْ أَمراضِها وأَحقادِها، أو عفَّتْ عَلَىْ مَرَاحضِ القصور، ولا استقامتِ ابْتِسامتها فوق رماحِ المغيرينَ لإنقاذها.
... وما زَالَتْ تنادي عَلَىْ النَّادلِ:
هات كأساً آخر !.
صَنْعَاْءُ ..!
يَاْ قِصَصَ الرَّصَاْصِ
وَالاغْتَيَاْلِ النَّاْعِمِ المَكْفُوْلِ مِنْ إِرْثِ الْفِتَنْ
فِيْهَاْ الْحَكَاْيَاْ
الْغَاْرِمَاْتُ
النَّاْئِمَاْتُ
الْكَاْتِمَاْتُ الصَّوْتِ فِيْ خُضْرِ الدِّمَنْ
صَنْعَاْءُ !
يَاْ حُلُمَ الْلُّصُوْصِ
وَالاحْتِقَانِ
وَالاخْتِتَانِ
وَالاقْتِتَاْلِ عَلَىْ عَفَنْ !
يَاْ مَاْجِدَاً !
مَجْد امْرِئٍ ..
لَاْ يَنْطَفِيْ
أَبَدَاً عَلَىْ قَصْفِ الرَّصَاْصَةِ لِلْبَدَنْ !
لَنْ يَنْتِهِيْ عِطْرُ الصَّبَاْحَاْتِ الْوَكِيْلَةِ عَنْدَنَاْ!
أَخْلَاْقُنَاْ أَمْسَتْ وَطَنْ
هَلْ يَخْتَفِيْ عِطْرٌ رَسُوْلِيٌّ
هُنَاْ
وَقَدِ ارْتَوَىْ تَاْرِيْخُ أَحْدَاْقِ اليَمَنْ ؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى