سالم وسالم بغولي ضرب بالمدفع

> علي سالم اليزيدي

>
علي  سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
لا يتوقف الضرب بالمدفع من الضالع إلى ردفان دون أن يلتفت أحد ما أو يتحدث أمامنا صاحب رأي أو سياسي من دول الخليج أو من الدول غير الناطقة بالعربية والتي لازالت مصرة على وضع في الأذن طين وفي الأذن الثانية عجين، وهذا من مفارقات الزمن الذي لا ينصف ولا يعدل حتى في الموتى والقتلى والضرب بالمدفع الذي لا يفرق بين مدينة ومدينة في الجنوب وتسمع ضربات وأصوات المدافع إلى أبعد من الجنوب إلى عواصم مجاورة ولكن السكوت على ما يحدث جريمة وكما قيل: الساكت عن الحق شيطان أخرس.
أضحك وأصاب بالبلاهة حينما أشاهد الأخبار وبتكرار أحداث أوكرانيا والتركيز على الانفصاليين والجيش الأوكراني والضرب بالمدفع وإلقاء اللوم على إقليم دانيتسك الذي يتهم بشن الحرب على كل أوكرانيا بينما الجوع والبرد والانعزال يطوق هذا الإقليم إلا من فتات المساعدات الروسية التي في حد ذاتها فقيرة ونحيلة وضعيفة ولا تسمن ولا تغني من جوع لسكان هذا الإقليم الذي تصوره لنا قنوات الأخبار والوكالات والآلة الإعلامية الغربية بأنه متسبب (بطران) في الضرب بالمدفع على أوكرانيا الشرعية ويا للعجب!.
في ردفان الآن كل الناس وكل القرى والمنازل تحت الضرب بالمدفع ويعلو الصراخ تحت وجع الجراح، ولكن وفي ظل هذه المدافع والقصف يسكت الجوار ويسكت مجلس الأمن ومبعوثه في اليمن وكل القنصليات والممثليات العاملة وكذا يسكت المراسلون في صنعاء عن نقل وقائع القصف بالمدفع مثلما سكتوا وكم سكتوا عن ضرب المدافع على الضالع وحالمين وقرى يافع ونحن في ردفان الآن نشاهد بالصوت والصورة ولم يعد خافياً على العالم ما تنقله الصورة ولا يحتاج إلى أدلة أو براهين، فالواقع يقدم نفسه كما هو، والقذيفة تسقط وتقتل وتفتك وتدمر ولا يخفى على أحد كل هذا الدمار والصراخ تحت الأنقاض للأطفال والعجزة والشيوخ وكل امرئ دخل له إلا أنه من ردفان أو من الضالع أو من حضرموت، وفي كل هذا نمسك قلوبنا أيضا حتى لا نتحول نحن إلى جناة و(بطرانين) يدعى علينا بأننا نحن من نقصف أنفسنا بالمدفع ونحن نتسبب في إلقاء القذائف لا أن تلقى القذائف علينا وتنفجر فينا.
بالأمس وكل أمس ويوم وربما غداً إذا لم نحسم أمرنا وأمر جنوبنا وحراكنا الحقيقي ومصيرنا في الجنوب سيكون صراخ صنعاء مثلما صرخت في لقاء الجمعة لأنصار الله (يمن واحد) إلا الضرب بالمدفع، فهناك يمنان وهناك شمال وجنوب وهناك ضرب ونهب وسلب وإقصاء وفي الشق الآخر في خانة صنعاء استبداد وتجييش وضرب بالمدفع نحو الجنوب، هكذا العدالة الصنعانية السياسية للنظام تغير الوجه أو تغير الثوب أو تبدل اللون، فكلاهما يشبهان بعضهما البعض ومثل ما يقال: السكر والملح كلاهما لونهما أبيض ولكن من يعطي من الملح والعلقم ويخفي السكر، وهذه هي صفات النظام الطاغي الذي لم يعد يفرق حينما تطغى عليه محبة المصلحة والجشع والاستحواذ والاستقواء بالمدفع.
وهنا ذهب النظام أو ذهبت الرموز أو غابت الوجوه تلك وجاءت هذه، فالكل لهم هدف واحد هو ضرب الجنوب بالمدفع، وهنا نقول ما بين من ذهب واختفى خلف الستارة ومن يظهر الآن بتسميات جديدة وتدير السياسة والحكم في صنعاء ولا تسمع الضرب بالمدفع في ردفان نقول (سالم وسالم بغولي في الجنوب ضرب بالمدفع).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى