> يكثر الحوثيون من استخدام مفردة “الشعب” وما يشتق من هذه المفردة من صفات ونعوت فهم يهددون خصومهم بـ“الشعب”، ويسمون مليشياتهم “اللجان الشعبية”، ويسمون انقلابهم ويطلقون على نهب المعسكرات واقتحام الوزارات واحتجاز السياسيين واختطاف الشباب المحتجين “ثورة شعبية”، لكن السؤال من هو الشعب الذي يعنونه بخطابهم ولغتهم؟.
ليس الشعب هو أبناء البلد من الرجال والنساء الرافضون للنزق الصبياني الحوثي، ولا تلك الملايين التي تخرج في صنعاء وتعز والبيضاء ومأرب والجوف وإب والحديدة وريمة، ولا الملايين من المواطنين الجنوبيين في عدن ولحج وحضرموت والمهرة والضالع وشبوة وسقطرى الذين يطالبون باستعادة الدولة الجنوبية بعد أن دمرها حليف الحوثيين الأكبر، ويرغب هؤلاء في مواصلة ما قام به في الجنوب، كل هؤلاء وهم بالملايين ليسوا من الشعب بل إن زعيم الحوثيين يسميهم بالـ“فوضويين” أما الشعب الحوثي فهو أولئك الذين نهبوا مؤسسات الدولة ومعسكراتها، ويواصلون الانتهاكات الجسيمة في حق المواطنين اليمنيين من الاعتداء بالضرب والخطف والقتل وتدمير المساجد ودور القرآن ومنازل الخصوم السياسيين والمدارس واقتحام بيوت معارضيهم والتقاط الصور في غرف نومهم.
ذلك هو الشعب في المفهوم الحوثي الذي يهدد به الأحزاب والتنظيمات السياسية إن هي لم توقع معه على اتفاق يشرعن له كل النزق السياسي والطيش الصبياني والسلوك الإجرامي لجماعته.
لكن الحوثي وأنصاره ينسون أن من يسميهم الفوضويين قد زحزحوا من على كرسي الحكم طاغية أكبر من الحوثي وأكثر منه دهاء، وزعيما راكم من اللؤم ما يتفوق به على إبليس على مدى ثلث قرن، وكان يتحجج بالشرعية (وإن كانت مزيفة)، أما الحوثي الذي يواجه اليوم أكثر من عشرين مليونا من المواطنين في الجنوب والشمال، ممن لا يعتبرهم من الشعب ويكتفي بمجموعة من الهمجيين والمتغطرسين والمراهقين السياسيين والباحثين عن المكافآت وينظر إليهم باعتبارهم هم “الشعب”، فإنه لا يدرك عواقب أفعاله وتصرفات أنصاره إلا عندما يدخل في المواجهة المباشرة مع الناس ليعود، ويتمنى لو أنه اكتفى بإسقاط صعدة وبادعاء المظلومية التي كانت تشفع له عند المتعاطفين معه، بدلا من الانتقال من موقع المظلوم إلى موقع الظالم، ومن موقع الضحية إلى موقع الجلاد، ولكن ليس أي جلاد بل الجلاد الغبي الأحمق المتهور الطائش الذي يقدم على العمل دون أن يحسب لتبعاته وعواقبه حسابا ثم يتلفت لمن حوله: مدوني بالحل وإلا اختطفتكم وسلمتكم لشعبي!!.