شباب الجنوب والتجنيد

> عبدالله جعيرة

> ما إن أعلن الرئيس منصور - الذي أتمنى أن يكون منصوراً - عن فتح باب التجنيد تهاوى شباب الجنوب، وجالت حينها في ذهني أسئلة كثيرة منها: هل هؤلاء الشباب وبهذا الكم الهائل يعون ويدركون معنى الانخراط في السلك العسكري؟ وما هي المخاطر المترتبة على ذلك؟ أم أن الشباب الجنوبي قد تعود على عسكرة خذ راتبك وخليك بالبيت أسوة بسلفهم (الآباء)، عندما كان النظام العفاشي يقوم بهذه المسرحية الهزلية البغيضة والتي كانت تخفي ذلك الحقد الدفين بين ثنايا ذلك النظام المخلوع الذي بني على الغش والخداع.
ومن تلك الأسئلة التي تدور في خلدي: لماذا دائماً تلك الوجوه الشابة هي دائماً وقود ورماد الحروب والخلافات والصراعات وهم أصلاً عماد المستقبل كما يقولون؟، فلماذا يتم إهلاك المستقبل وأهله؟، ومن خلال تلك الأسئلة التي تراودني يمكن لكل من يبحث عن الحقيقة أن يصل إلى معرفة أن شعب الجنوب قد ظلم بشتى أصناف الظلم، وما تزاحم تلك الوجوه البريئة الشابة على شبابيك لجان التسجيل إلا دليل وبرهان لمن يبحثون عن الحقيقة في هذا الزمن غير العادل.
إن تلك الجموع الغفيرة من طالبي التجنيد التي تزاحمت على التسجيل قد بلغ عددها أكثر من عشرين ألفا بينما المطلوب أقل من ذلك بكثير، حينها قلت في نفسي هل هذا الكم الهائل من الشباب كله بطالة وبدون عمل ولا علم، حينها أصبت بصدمة ووصلت إلى نتيجة أن سياسة التجهيل المنظم لشباب الجنوب من قبل النظام المخلوع قد آتت أوكلها، فها هو شباب الجنوب اليوم الأمي ينخرط بجهالة في التجنيد والذي لا أعلم أسبابه، هل هو انتقام من ذلك النظام الظالم الذي أجهلهم وتركهم عالة في الشوارع والحارات، أم أنه الكفاح من أجل لقمة العيش وتلك الوريقات التي يتسلمونها نهاية كل شهر التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
ومن تلك الأسئلة التي تراودني: إن كان هذا التجنيد حقيقة فلماذا لا توزع النسب بشكل متساو ومضبوط على الشباب المغلوبين على أمرهم، وأن نبتعد عن تلكم الأساليب الخاطئة التي عهدناها دوماً في تسجيل أي مساعدات أو عسكرة أو غيرها من نظام المخلوع، والتي تدار من قبل حمران العيون ويتم فيها بقشيش وبقاشيش.. ياقوم دعونا نؤسس نظاما جنوبيا سليما انطلاقاً من تسجيل هذا التجنيد الذي فيه شكوك وأقاويل بشأنه.
وارحموا تلك الوجوه الشابة العازفة عن العلم والتعليم والتي أحرقتها حرارة الشمس في تلك الطوابير الطويلة.
**عبدالله جعيرة**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى