القطار فات والماضي مات

> محمد العزعزي

>
محمد العزعزي
محمد العزعزي
لا سقى الله عهد الظلم والظلام والقتل الممنهج في هذا الزمن السفساف الذي أصبح الموت فيه أرخص سلعة يمارسها أعداء الحياة، ولا رعى الله هذا العهد المليشاوي الكهنوتي القاتل الذي يعتقد أن البلاد والعباد ملكية خاصة يديرها بأسلوب عصابات المافيا وقطاع الطرق، وبالغطرسة الاستعلائية الفجة بوقاحة لم تشهدها اليمن، وينفذون ما يدور بعقولهم المريضة وهذا ينسجم مع تاريخهم الأسود ويتلاءم مع المزاج الهستيري العدواني المذل لهذا الشعب الصابر.
إن فرق الموت تمارس خطف الأرواح وكان آخر الضحايا الصحفي عبدالكريم الخيواني، ولن يكون الأخير، فالخدم والخدام ما يزالون في قصره الملكي يأمر فيطاع، ولا يرد له طلب، وكنا قد استبشرنا خيرا بالثورة الشعبية لكن سرعان ما تآمر عليها المركز المدنس، وعاد العبث العفاشي الفوضوي العفن اللا مسئول.
وأسقطت هذه الثورة الشبابية الشعبية شماعة فرعنة العسكر وجنرالات العار، ومشايخ السحت وصناديق انتخابات التزوير الذي تغنى به رأس النظام البائد إلى غير رجعة بعد 33 عاما من التدمير الشامل واستطاع الشباب القضاء على وهم الزعيم الفرد إلى غير رجعة، وانطوت حالة الزيف والهذيان والهراء يوم 21 فبراير الفاصل بين عهدين: ماض مات وعصر جديد بشرعية شعبية واعتراف إقليمي ودولي غير مسبوق في تاريخ اليمن والشعب المجيد المؤسس لأسس ومداميك قيم الحرية والعدالة، والتغيير من أجل بناء الدولة الفدرالية بشرعية الوفاق الوطني ومخرجات الحوار الوطني.. دولة النظام والقانون التي نأمل أن تتحقق.. الدولة الوطنية الحديثة الديموقراطية لتغير المشهد الفوضوي، وحتما ستأتي حكومة وطنية طالما عاد هادي وتراجع عن الاستقالة لممارسة مهامه رئيسا شرعيا من عدن، ونكاية بالوضع الجديد برزت ظاهرة الاختلالات الأمنية، والاغتيالات السياسية ونشر الفوضى، وضرب البنية التحتية ظناً من بقايا عصابة تحالف التآمر، والتخريب إفشال وإحباط مسار الأقاليم بتوافق جديد.
كما أن مخلفات عهد الاستبداد يحاول إفساد حياة اليمنيين.. تلك السلطة الظالمة التي ما زالت تمارس الفوضى والفساد بين الناس حتى فقدوا عقولهم بعد أن نزع الملك وعودته إلى الشعب صاحب الحق والإرادة فلم يرق للعصابة الاستقرار، وها هو اليوم ينشر القتل، ويتزعم القاعدة وأنصار الشريعة ويتحالف مع أنصار الله لضرب الأمن والاستقرار، وتمارس هذه الجماعات المسلحة القتل والإرهاب لكل من يخالفهم الرأي غير مكترثين بأن الماضي دفن ومات، والقطار بمن عليه فات!.
إن شعبنا يناشد رعاة المبادرة الخليجية بشقيها الإقليمي والدولي ضرورة الإسراع لمساعدة اليمن ضماناً لأمن واستقرار البلد، ودول الجوار وتنفيذ مخرجات الحوار من أجل المستقبل، وسلامة الجيران من عنف المليشيات والتحالف المشبوه بين القديم الآثم والجديد المرتهن لإيران الذي سيطر على صنعاء، كما أن اغتيال عبدالكريم الخيواني وسط صنعاء وبالقرب من مركز شرطة يعتبر استهدافا للعقول وخلط الأوراق، وكل الاغتيالات السياسية الجديدة تذكرنا بعصر الاغتيالات للنظام الديكتاتوري القمعي السابق الذي اعتمد أسلوب التصفيات الجسدية للخصوم السياسيين.
وليعلم الجميع أن ذلك العهد انقضى وصار من الماضي الآثم، ولن تعود عجلة التاريخ إلى الخلف مهما حدث، فهذه الممارسات الخاطئة تحدث في الزمن الضائع، فالقطار فات والماضي مات وراحت من (ايدك).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى