نازح معاق بكرش.. تصالحت معه الثعابين وتجاهلته الجهات والمنظمات المعنية المعاق علي خليل.. قصة معاناة عمرها 20 سنة

> تقرير/ عنتر الصبيحي

> يعيش المعاق علي خليل (20 عاما) من قرية "حرذ" إحدى قرى مديرية كرش بمحافظة لحج، مع أهله بأرض النزوح..
يعاني علي إعاقة خلقية وكلما كَبُر كبُرت إعاقته وكَبُر معها همّ عائلته له، وله من القصص والحكايات ما تدمع العين وتدمي القلب رحمة وشفقة به.
أخرجته عائلته من منزله بقرية حرذ خوفًا من سقوط القذائف عليه خصوصاً والمنطقة واقعة تحت قصف مليشيات الحوثي وقوات صالح منذ بدء اجتياحها لأراضي المديرية في أواخر مارس 2015م.
نزحت الأسرة بمعية علي إلى منطقة الأعشار (نحو اثنين كليومتر) لينجوا بأرواحهم من موت محقق.
المعاق علي خليل يُعاني من عدم فهم الحياة ولم يُميز أي شيء سوى الأكل والشرب منذ ولادته.
«الأيام» زارت علي إلى حيث الكوخ الذي يسكن بداخله بوادي حدابة بالمنطقة وفي مجرى السيول.
لم يجد والد علي الذي توفي قبل عام مكان فارغ ليسكن هو وأسرته واضطر للسكن في بطن الوادي، والنوم في العراء، وتحت الأشجار.
من يشاهد علي سيرثى لحاله من أول نظرة، فهو لا يفهم ما يحيط به بتاتًا، يقضي يومه بالدوار حول جذع الشجرة التي ربط إليها بدوران مستمر حتى يغمى عليه، وتتكرر معه هذه الحالة بشكل مستمر ويومي.
اقتربنا منه لنفهم من تصرفاته وحركاته شيئا ولكن دون جدوى، لقد تمالكنا شيء من الحيرة المشحونة بعواطف من الرحمة والشفقة تجاهه، ولا أخفي سرًا أني لم أتمالك نفسي ودمعت عيناي لقساوة المعاناة المستمرة التي يعيشها علي وعائلته بشكل يومي.. ولتجاهل المنظمات المحلية والدولية المعنية بشؤون النازحين والتي زارت المنطقة أكثر من مرة دون أن تقدم له أي مساعدة مناسبة كغيره من معاقي المنطقة والذين يتجاوز عددهم العشرة.
أحد الثعابين التي كان يخفيها المعاق علي تحت ملابسه
أحد الثعابين التي كان يخفيها المعاق علي تحت ملابسه

كما لم تقم جمعية المعاقين والمكفوفين بتكلف نفسها والقيام بواجبها بتقديم أي من أنواع الدعومات التي يحتاجونها.
يقول شقيق علي الأكبر لــ«الأيام»: "تمر المنظمات والجمعيات أمام منزلنا مرور الكرام، لم تندهش و لم ترق قلوبهم لحال أخي علي الذي يتم ربط إحدى يديه إلى الشجرة بشكل مستمر حتى لا يهرب أو يضيع علينا خصوصًا وأنه لا يميز ولا يفهم شيئاً".
ويضيف "لقد اضطررنا إلى ربطه على جذع هذه الشجرة - كما ترى - حتى لا يؤذي نفسه، أو نظل قلقين عليه أو ومراقبته بشكل مستمر.. فهو دائم الحركة، فقبل أن نقيد حريته حفاظاً على سلامته كان دائمًا ما يعود إلى المنزل حاملا بيديه ثعابين أو يخفيها تحت ملابسه، وهو لا يعلم أنه يحمل الموت في يده.. إنها رعاية الله ولطفه به.
كانت الثعابين لا تلدغه، وبالأمس القريب استطعنا قتل أحد الثعابين بالقرب منه، حيث يسكن في كوخه، وهي متواجدة كثيرًا هنا، نتيجة لطبيعة المنطقة الريفية وكثرة الأشجار التي تتكاثر في هذا الوادي والمكان الذي يخلو من السكان".
وما هو مؤسف في الأمر أن الجهات المعنية والمنظمات لم تقدم له ولو الشيء البسيط والرمزي.
ويعيش ما يزيد عن عشرة معاقين بإعاقات مختلفة في مديرية كرش، يتجرعون مرارة الألم بصبرٍ جميل، وزادت حياة التشرد والنزوح منذ ما يقارب الثلاث الأعوام من مكابدتهم لقساوة العيش، وضاعفت من معاناة أهاليهم في ظل غياب تام للجهات المعنية والمنظمات الخاصة بحقوق الإنسان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى