قصة شهيد "مصطفى عمر محمد المشهور" (مقاوم بالحجارة)

> تكتبها: خديجة بن بريك

> حرب شعواء تحصد الأرواح، لا تفرق بين طفل أو امرأة أو عجوز أو شاب.. تلك التي شنتها المليشيات الانقلابية الغاشمة (الحوثعفاشية) على عدن في 2015.. شباب في مقتبل العمر أجبرتهم تلك الحرب على حمل السلاح لمواجهة أولئك الغزاة الذين جاؤوا ليدنسوا مدينتهم الحبيبة عدن.
الشهيد مصطفى عمر محمد سليمان المشهور، من مواليد 1997م، من أبناء مديرية المعلا، أجبرته الحرب على حمل السلاح الذي لم يحمله قط في حياته، ليكون في مقدمة صفوف شباب المقاومة الشبابية من أبناء مدينته.. ففي البداية رفض شباب المقاومة في مديرية المعلا انخراطه في صفوفهم لصغر سنه، ولم يعطوه سلاحا ناريا.. فلم يثنه ذلك عن المشاركة في صد الغزاة الحوثيين
وقوات صالح عن اجتياح مدينته المعلا، فكان يقوم برمي العناصر الحوثية الغازية بالحجارة هو وعدد من زملائه ورفاقه الذين كانوا بسنه.. فقد كان مصراً ومتحمسا على قتال أولئك المغتصبين، فكانت الحجارة في بادئ الأمر هي السلاح الوحيد الذي يملكه.
تقول شقيقته ريم: "كان لدى أخي عزيمة وإصرار وحماس شديد لمواجهة العدو الغاشم الذي كان يحاول اجتياح كل مدن عدن، فلم يستطع أخي الانخراط في صفوف المقاومة، فحارب ودافع عن مدينته بالحجارة، وكان يذهب هو وزملاءه وأصدقاءه إلى المواقع التي تتمركز فيها المليشيات في مبنى المحافظة بالمعلا والموانئ والشارع الرئيسي وكان يقوم برمي الحجارة على تلك المليشيات الإجرامية هو ورفاقه من هم في سنه، وكان أبي يمنعه من الذهاب لأنه يحبه ولا يريد أن يفقده، ولكن أخي كان يهرب من المنزل لأنه أراد الشهادة.. وكان أصدقاء والدي يخبرونه بأنهم رأوه يرمي عناصر المليشيات بالحجارة".
وتواصل قائلة: "كنا جميعا في قلق دائم على أخي لأننا كنا نسمع أصوات الاشتباكات وصوت الرصاص بشكل مخيف، وكنا نمسك على قلوبنا خوفاً من فقدان أخي، وعندما اشتدت المعارك بين المليشيات الحوثية وشباب المقاومة في مدينة المعلا اضطررنا للنزوح إلى مدينة إنما بالمنصورة كونها كانت منطقة آمنة نوعاً ما في ذلك الوقت.. وفي أحد الأيام دخل علينا ومعه سلاحا، وقال إن شباب المقاومة أعطوه السلاح حين رأوا شجاعته وإصراره على القتال ووصد العدو.. وكان يغيب عن المنزل عدة أيام، وعند عودته يحكي لنا كيف كان يقاتل هو وزملاؤه في الجبهات وكيف كان شباب المقاومة يستبسلون في القتال من أجل دينهم وعرضهم وأرضهم وكرامتهم".
وتتابع أخت الشهيد حديثها: "انتصرت عدن فعمت الفرحة وكانت فرحتنا فرحتين: فرحة بانتصار عدن وتحررها من ذلك العدو الغاشم، وفرحة عودة أخي وانتهاء الحرب، كنا نعيش أجواء عيد الفطر - حينها - بتلك الأفراح، إلا أننا لم نتوقع بأن تتحول أفراحنا إلى أجواء محزنة، فقد استشهد أخي في فجر 17/7/2015 حين كان يقوم هو وزملاؤه بتمشيط مديريتي التواهي والمعلا من عناصر مليشيات الحوثي وقوات صالح، وذلك حين سقطت قذيفة هاون في حي "حجيف" في المعلا على شباب المقاومة هناك فأصيب عدد منهم وكان أخي من ضمنهم، فقد أصيب في إحدى يديه، إلا أنه قام وحمل سلاحه وهاجم العناصر الحوثية الذين كانوا مختبئين في أحد المنازل، إلا أن قناصا كان يتربص به فأطلق رصاصة الخبيثة فتصيب أخي مباشرة في قلبه فسقط أخي مصطفى شهيدا بعد أن قدم روحه فداء لعدن وأهلها".
تختتم أخته قائلة: "في نفس اليوم عاد والدي إلى المعلا ليتفقد منزلنا واثناء مروره شاهد سيارة تقل شهداء من شباب المقاومة من موقع الاشتباك، وترحم والدي على الشهداء ولم يكن يعلم بأن ابنه "مصطفى" والأحب إلى قلبه من ضمن أولئك الشباب الذين استشهدوا، وبعد وصول والدي إلى الحي أبلغوه بأن أخي استشهد وكان الخبر كالصاعقة عليه وعلينا، والحمد على قضائه وقدره".
مصطفى.. لم ينسه أصدقاؤه، فهم يحيون ذكرى استشهاده، حيث قام عدد منهم بإقامة فطور جماعي في شهر رمضان الماضي بجانب منزل الشهيد مصطفى المشهور..
هكذا هم أبناء عدن الأوفياء، فعلى الرغم من صغر سن "مصطفى" إلا أنه أبى إلا أن يحمل السلاح لصد الغزو الغاشم على عدن الحبيبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى