وزراء لكن سفهاء

> هشام باعوضة

> أتساءل ما هذه الحكومة (...) التي يحضر وزراؤها - وبدون حياء - حفلاً غنائياً، في الوقت الذي تفتك الكوليرا والفقر والحرب بشعبهم.
لم تقدم هذه الشرذمة الوقحة شيئاً يذكر للبلد الممزّق غير إظهار السفه والرعونة وانعدام المبالاه، ولم ولن يتوقع الناس منهم أكثر من ذلك، فوجوههم الكالحة اعتادت على الفساد والاتجار بعرق الكادحين.
ولو كانت السفارة اليمنية بالقاهرة تحترم نفسها لاكتفت بإرسال أحد موظفيها ليمثلها في حضور هذا الحفل الذي وصفوه بالخيري، استشعاراً للمآسي الطاحنة التي تحيط بالناس في الداخل.
كما أن العمل العام يفترض على صاحبه قدراً غيرٍ هينٍ من التحفظ وتجنب الظهور إلّا في أضيق الحدود وبتنسيق محددٍ ومسبق، فما بالك إذا كانت البلد تمر بظروف استثنائية وحساسة.
غير أن هؤلاء - وأمثالهم – لا يرون في العمل العام إلا فرصة ذهبية للتربّح والتنزّه والحصول على امتيازاتٍ - بالجملة - لهم ولأسرهم، ضاربين بما يناط بهم من مسؤوليات - تجاه شعبهم ومعاناته - عرض الحائط، بدون أدنى قدر من الإحساس.
لن يتغير حالنا إلّا إذا استُبدلت هذه الشخصيات متعددة الولاءات، وجيء بجيل جديد من التكنوقراط لا يعرف ولاء إلاّ للعلم والعمل، ولن يتم ذلك إلّا إذا تغيرت النظرة للمنصب ليصبح تكليفاً وعبئاً على شاغله، وليس فرصة للشهرة والكسب أو مكافأة له على تبديل ولائه.
أما بالنسبه للوزراء اللذين حضروا هذا الحفل وصفّقوا وغَنّوا واستفزوا ملايين الناس في الداخل والخارج، (فربما) يقوم رئيسهم بمحاسبتهم وتوبيخهم ولكن بعد أن ينهي جولات (السيلفي) التي يقوم بها في شوارع عدن!
هشام باعوضة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى